هي من تحدثت عن الانتماء للأرض، فغُرست شجرة ليمون يافعة في تراب نابلس، حملت ستّة عشر عاما من عمرها وانطلقت مع كثيرين من أبناء جيلها نحو إيقاد الشعلة الحقيقية التي تنير الطريق مجدداً لمن أضلوه نحو فلسطين، تغنّت بالمقاومة واتبعت خطى الشهداء لتروي انتماءها بدمها، فتفتحت أزهاراً مشرقةً إلى الأبد على طريق حرية الوطن.
“أشرقت القطناني”، ليست مجرد اسم على مقاعد الدراسة أو لدى أوراق السجل المدني في المؤسسات الحكومية، بل هي الآن وهج احتماء بالكرامة الوطنية، حيث مُنع حفل تأبين عامها الأول من الشهادة في فلسطين المحتلة تحت سطوة قوات الاحتلال الصهيوني، فأبت دمشق إلا أن توقد شعلة هذه الذكرى.
في ريف دمشق الجنوبي، وسط بلدة “قطنا” حيث الحديقة العامة الكبيرة هناك، المسماة على اسم الشهيدة، عُقد الحفل وأُبِّنت بنت فلسطين المقاومة، وبرعاية حزب البعث العربي الاشتراكي جرى حفل التأبين بحضور المئات، وأحيا ذكرى لم تغب يوما عن أذهان الشعوب المقاومة، فـ “أشرقت” اسم تنقل من فلسطين إلى سورية ولبنان، وصولاً كل بقعة أرض صرخ فيها مقاوم في سبيل الحق.
فيلم وثائقي عن حياة الشهيدة ومن كان معها من أقرانها في الانتفاضة الثالثة، كلمات تأبينية،أناشيد وطنية عن فلسطين وأبنائها الشهداء، أناشيد للمقاومة، كلها بدأت بنشيدي سورية وفلسطين الوطنيين، والوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء.
بدأ الفيلم الوثائقي، بكلمات سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حين تحدث في أحد خطاباته عن هذه الشهيدة واعتبرها بمقام ولده الشهيد السيد هادي، وعرض أهم الأحداث خلال مجريات الانتفاضة ومقتطفات من خطابات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وما شدد عليه الرئيس بشار الأسد فيما يتعلق بأهمية وضرورة تحرير فلسطين.
الكلمات تضمنت الكثير من الواقع الوطني المقاوم، بدأها خالد عبد المجيد أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدا على وحدة المصير السوري الفلسطيني، بدليل مجموع الشهداء الذين ارتقوا من كلا الشعبين الشقيقين فداءً لحرية البلدين، وما يقوم به اليوم عناصر لواء القدس في حلب، وعدد من الفصائل الفلسطينية الأخرى في مناطق مختلفة كتفاً لكتف مع الجنود السوريين، هو دليل وحدة المصير والدم، السوري الفلسطيني.
كما أكد والد الشهيدة خلال كلمة مسجلة وجهها عبر شاشة كبيرة، كلمات مؤثرة أولها إجلال التحيات للشهداء، التغني بالمقاومة ونهجها، فخره بابنته “أشرقت”، وتذكيره بآخر ما كتبت عن المقاومة وعن البوصلة باتجاه فلسطين ودعوتها للجميع بالتمسك مجددا بنهج المقاومة، طه القطناني والد الشهيدة أشقت أبدى تمسكاً وأملاً ببطولات الجيش السوري وبمقاومة حزب الله، وأبدى كل الامل بنهج سماحة السيد حسن نصرالله وهذا ما تربت عليه “أشرقت فلسطين” كما بات اسمها بعد إشراقتها شمساً في سماء شهداء المقاومة.
تحية من الرئيس السوري بشار الأسد وصلت مع ممثل راعي الاحتفال المهندس هلال هلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، وحمل الكثير في جعبته من التغني ببطولات شباب فلسطين وعمليات المقاومين فيها ضد المحتل الصهيوني.
هذا وقد أجمع كل الحاضرين وعلى رأسهم رجا الدين والسياسيين وممثلين عن الفعاليات الشعبية والمجتمعية في سورية، على أن المقاومة سبيل الانتصار وتحقيق الكرامة العربية، بدا واضحاً تمسك الجميع بتحرير أرض المقدسات الفلسطينية، القضاء على التكفير المحدق بأرض سورية حيث شكل عائقا في طريق تحرير فلسطين.
المصدر: موقع المنار