لم تكن حساباتُ بعضِ الحقولِ السياسيةِ اللبنانيةْ على حسابِ البيدرِ الباريسي.. فالسطرُ الوحيدُ الذي تضمَّنَهُ بيانُ لقاءِ الرئيسْ الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يحتَمِلُ الكثيرَ من صفحاتِ التأويلِ والتحليلِ أو الاماني التي ارتجاها البعضُ من هذا اللقاء. وما لم يَثبُتْ العكسْ، فلا شيءَ تبدَّلَ وفقَ المعطياتْ، والافكارُ الفرنسيةُ على حالِها، والقاعدةُ هي حثُ الساسةِ اللبنانيين على انهاءِ الفراغِ الرئاسي، على أنَّ واضحَ الكلامِ سيكونُ ما يَحملُهُ المبعوثُ الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاسبوعَ المقبلَ الى المسؤولين اللبنانيين..
وإلى المسؤولين عن الفراغِ كان كلامُ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن بأنَّ التصويتَ لمرشحِ تقاطعٍ بلا برنامجٍ واضحٍ هو مزيدٌ من هدرِ الوقتْ، مع لازمةِ انَّ الحوارَ هو السبيلُ الوحيدُ للخلاص.
فيما خَلُصَت بكركي ــ المجروحةُ بكرامتها الوطنيةْ كما قال البطريرك بشارة الراعي في ختامِ اعمالِ السينودس المقدَّس ــ خلصَت الى أنَّها لا تفضِّلُ مرشحاً على آخر، آملةُ ان يأتي رئيسٌ يكون على مستوى التحدياتْ، وأولُها بناءُ الوحدةِ الداخليةِ واحياءُ المؤسساتِ الدستورية.. فهل يكفُّ المكابرون عن تضييعِ الوقتِ والهروبِ الى الامامْ، ويعودوا الى طريقِ الحوارِ بدلَ طرطقةِ التصريحات والتغريدات واعتلاءِ منابرِ التحدي ولعبةِ مرشحي التقاطعات؟.
في التطوراتِ الاقليميةِ التي تَقطَعُ الطريقَ على المستثمرين في تسعيرِ الازماتِ، خطواتٌ جديدةٌ في ترتيبِ العلاقات الايرانية السعودية، تمثَّلَت بزيارةِ وزيرِ الخارجيةِ السعودي فيصل بن فرحان الى طهران، ولقائِهِ الرئيسَ الايراني السيد ابراهيم رئيسي ووزيرِ الخارجية حسين امير عبد اللهيان، في خطوةٍ ابعدُ من فتحِ السفارةِ السعوديةِ ومعاودةِ العلاقاتِ الدبلوماسية..
اما دبلوماسيةُ النارْ فلا زالت الحاكمة على ساحةِ المعركةِ الاوكرانيةِ وسطَ احتدامِ النِزالِ وتسعيرِهِ اطلسياً، ما استدعى رسائلَ ردعٍ روسيةٍ نوويةٍ ، بعث بها الرئيسْ فلاديمير بوتن الى كلِ من تُسوّلْ لهُ نفسُهُ التمادي بتحدي روسيا..
المصدر: قناة المنار