بصورة ٍضبابية – لكنْ بنتيجةٍ واضحةٍ يذهبُ البلدُ الى الجلسةِ الثانيةَ عشرةَ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، على انَ المحصِّلةَ لن تكونَ بخلافِ الجلساتِ من الاولى الى الاِحدى عَشْرة، فلا رئيسَ سيَنتجُ عن جلسةٍ نيابيةٍ ما لم يُنتجِ السياسيونَ مساحةً من التواصلِ والتحاورِ لاستنقاذِ الجمهورية وليسَ فقط رئاستها ..
وهو ما يعرفُه الجميعُ ممن بُحَّتْ حناجرُهم واشتعلت هواتفُهم تهديداً وترغيباً للنوابِ للاصطفافِ الى جانبِ جهاد ازعور، او حصانِ طروادة الذي يُخَبِّئُ عَبرَه كلٌّ من المتقاطعين عليه حساباتِه ونواياه ..
وحتى تَصلُحَ النوايا وتَصدُقَ الحساباتُ فانَ الوقتَ يَحترقُ على اعتابِ النكَدِ السياسيّ، والازمةُ تتمددُ وكلُّ اللغوِ المنبري لن يُغيّرَ في المشهدِ شيئاً، بل يُعقّدُ الازمةَ ويُبعدُ الحلول .
امّا محاولاتُ البعضِ لتحويلِ هذا الاستحقاقِ الدستوري الى متراسٍ لاستحضارِ مصطلحاتِ العزلِ والتخوين، فقد رفضتهُ كتلةُ التنميةِ والتحرير التي انعقدت برئاسةِ الرئيس نبيه بري، وحَذرت من تحويلِه الى محطةٍ للتخندقِ خلفَ محاورِ الانقسامِ المذهبي والطائفي ..
وقبلَ ساعاتٍ قليلةٍ من افتتاحِ الجلسةِ تَكثُرُ حِسبةُ الاصواتِ والارقام، فيما استفاقَ نوابُ الثورة على الفساد – كما كانوا يدّعون، وباتَ جهاد ازعور المخلّصَ للبلادِ مستندينَ الى تجربتِه السابقةِ في وزارةِ الماليةِ على ما يبدو، ومقدمينَ على مذبحِ رئاستِه شعار- كلن يعني كلن . فيما تبرأَ البعضُ من الابراءِ المستحيل، الذي على اساسِه بُنِيَت سياساتُ الاصلاحِ وخِيضت المنازلات..
والى ان تَصلُحَ النفوسُ وتهدأَ العقول، فانَ ساعاتٍ من الصخَبِ ستَنتهي، وسيكونُ الخميسُ يوماً جديداً. وكما قالَ الوزيرُ سليمان فرنجية الاحدَ في ذكرى جريمةِ اهدن، والتي يصادفُ ارتكابُها في مثلِ هذا اليوم : إِنَ يومَ مجزرةِ اهدن جاؤوا وكنا نياماً، اما اليومَ فنحنُ واعون، وما حدثَ في الثالثَ عشرَ من حزيرانَ لن يكونَ في الرابعَ عشرَ منه ..
المصدر: قناة المنار