تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10-6-2023 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
البناء:
الجيش والشعب في العرقوب يدافعان عن السيادة… وأدعياؤها ينشغلون بالتطبيع… و»القومي» يحيي
«تقاطع جهاد أزعور» يعترف بالفشل بتأمين الـ 65 صوتاً… ومؤيدو فرنجية يستعدّون لما بعد الأربعاء
ظهور كتلة بيضة قبان من 28 نائباً تضمّ 10 من الاعتدال و9 من التغيير و5 من التيار و4 مستقلين
كتب المحرر السياسي:
على الحدود كان الوطن يصرخ، وكان الشعب والجيش ومن خلفهما المقاومة في حال مواجهة وجهوزية، والعنوان هو قرار حكومة الاحتلال بالاستعداد للحرب عبر العودة لبناء جدار عازل يكرّس وضع اليد على الأراضي اللبنانية المحتلة التي يتمسّك لبنان بهويتها الوطنية، ويخوض معركة منع ضمّها منذ العام 2000، بينما السياسة في لبنان كما كانت دائماً منقسمة بين مَن يقفون مع الحقوق الوطنية ويتمسكون بـ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ومن يلوكون أحاديث السيادة لغواً فارغاً ويتهرّبون من مسؤولياتهم الوطنية بحدها الأدنى، بل إن بعضهم لم يتورع عن جعل الدفاع عن «المطبّعة» الكويتية فجر السعيد التي نبذها الكويتيون، بينما لبنان في ذروة المواجهة الدائرة حول أرض كفرشوبا والعرقوب وإصابة العشرات من الأهالي خلال المواجهات، رغم مشهد الكبرياء الوطني والعنفوان الذي أظهره الجيش اللبناني بقرار قيادته وحضور ضباطه وجنوده.
رئاسياً، ثلاث ظواهر أبرزتها تحرّكات الأمس، الأولى بدء نزول جماعة «تقاطع جهاد أزعور» عن شجرة الغلوّ والتباهي، التي أطلقها انضمام اللقاء الديمقراطي بعد التيار الوطني الحر إلى صفوفهم، واعتراف أركان «التقاطع» بالفشل في جمع 65 صوتاً لصالح مرشح التقاطع جهاد أزعور، وهو ما ظهر في النبرة العدائية والانفعالية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحق النواب الذين قرّروا التمايز عن الاصطفاف الحاد طلباً للتوافق بمحاولة تسمية مرشح ثالث متهماً هؤلاء بإضاعة فرصة انتخاب ازعور. والظاهرة الثانية كانت انتقال موقع ودور بيضة القبان الانتخابية من التيار الوطني الحر ثم اللقاء الديمقراطي، بعد انضمامهما بسحر ساحر إلى التقاطع، ليرسو الدور عند مجموعة النواب التي تقارب الـ 28 نائباً، والتي قرّرت عدم السير بالمرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، على الأقل في الدورة الأولى، وكتلة بيضة القبان تتكوّن من 4 نواب مستقلين و10 نواب من كتلة الاعتدال، و5 نواب من التيار الوطني الحر، و9 من نواب التغيير، منهم 6 تجري معها اتصالات للانضمام الى تقاطع أزعور، ويحول بينها وبين الانضمام الخشية من قواعد شعبيّة تعتبر أزعور رمزاً للمنظومة التي قامت بوجهها ثورة 17 تشرين، وتعتبر التحالف مع التيار الوطني الحر بعد التحالف مع حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي خيانة لمنطلقات «الثورة»، وشعار «كلن يعني كلن». أما الظاهرة الثالثة فهي أن مؤيدي ترشيح سليمان فرنجية، وقد نجحوا باحتواء انضمام اللقاء الديمقراطي الى تقاطع أزعور، وتيقنوا من عجز المتقاطعين عن تأمين الـ 65 صوتاً، ومن إمساكهم بالقدرة على تعطيل النصاب، بدأوا يستعدون لما بعد جلسة الأربعاء، في جلسة قد لا تنعقد قبل شهور طويلة.
وبعد موقف كتلة اللقاء الديموقراطي بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور تكثفت الاتصالات على كافة الخطوط السياسية بموازاة حركة خارجية نشطة باتجاه لبنان، ستبدأ مع وصول وزير الخارجية الفرنسي السابق جون إيف لودريان الى بيروت قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وغص الوسط السياسي والإعلامي بسيلٍ من التحليلات لأبعاد خيار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يعكس موقفاً خارجياً تجاه لبنان، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء»، رابطة بين موقف الاشتراكي بكلمة سر وصلت الى الفريق الأميركي في لبنان للسير بمرشح مواجهة ضد المرشح المدعوم من الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وتساءلت عما يجمع القوات اللبنانية والكتائب مع التغييريين والتيار الوطني الحر غير قرار خارجي أميركي – سعودي – قطري بموافقة فرنسية ظهرت بتبديل الإدارة الفرنسية المسؤول عن الملف اللبناني باتريد دوريل بالوزير السابق لودريان وإيفاده الى لبنان لطرح صيغة معدلة للطرح الفرنسي السابق بدعم فرنجية، ما سيأخذ البلد إلى تصعيد كبير ومواجهة حاسمة ستطيّر جلسات انتخاب الرئيس وتطيل أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وتداعت الكتل النيابية للاجتماع والتشاور لاتخاذ مواقفها النهائية في جلسة 14 حزيران لا سيما النواب التغييريين والمستقلين الذين لم يحسموا أمرهم حتى منتصف ليل أمس، باستثناء مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي وفق معلومات «البناء»، أما النواب التغييريون الآخرون فيعقدون اجتماعات مع عدد من النواب المستقلين من كتلة صيدا – جزين للتصويت لخيار ثالث غير أزعور وفرنجية، والمرجح أن يكون الوزير السابق زياد بارود. وبالتوازي يجري تفاوض بين هؤلاء النواب والتيار الوطني الحر بعيداً عن الإعلام للتوافق على مرشح ثالث كالوزير بارود يوافق عليه حزب الله وحركة أمل مقابل التنازل عن فرنجية.
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر إعلامية بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أسرَّ إلى نواب من التيار بأن خياره الرئاسي في المرحلة الثانية هو بارود. وذكرت المصادر أن باسيل أخطر نواباً من التيار بأنهم إن حصلوا على تعهّد من حزب الله بالتخلي عن فرنجية فسيقابل ذلك بإسقاط جهاد أزعور.
إلا أن «التيار» نفى نفيًا تامًّا، ما أوردته إحدى القنوات من كلام مضلّل منسوب لرئيس التيار جبران باسيل بشأن الاستحقاق الرئاسي، واعتبر التيار الوطني أنّ القناة «تقوم بحملة تشويش باتت أهدافها معروفة، ومكشوفة».
وعلمت «البناء» أن الجزء الأكبر من قوى التغيير والمستقلين سيصوّتون لبارود لكي ينال عدداً وازناً من الأصوات يسمح بتقديمه كمرشح تسوية بعد سقوط أزعور وفرنجية.
وأشارت النائبة بولا يعقوبيان الى ان «6 نواب من قوى التغيير لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة في ما بينهم ومع مجموعاتهم وقواعد 17 تشرين على أن يُصدروا موقفاً موحداً».
وإذ لفتت مصادر سياسية الى أن الجميع ينتظر الحراك الخارجي وزيارة لودريان وجولة متوقعة للسفير السعودي في لبنان على بعض المرجعيّات، متوقعة مفاجآت حتى موعد الجلسة، أشارت أوساط الثنائي لـ»البناء» الى أن إصرار الفريق الآخر على ترشيح أزعور وطرحه بهذا الشكل الاستفزازي يحمل مشروع مواجهة ويُودي بالبلد الى مزيد من التوتر والتفجير لأنه يخفي مخططاً خارجياً أميركياً – اسرائيلياً جديداً للبنان للجم انعكاسات المتغيرات الإقليمية على لبنان الذي يشكل مصدراً لتهديد أمن إسرائيل»، ولذلك اجتمعت الأضداد السياسية في الداخل بعدما وصلت كلمة السر الخارجية»، متسائلة لماذا يصرّون على أزعور ويعرفون بأنه لن يمر؟ وأكدت المصادر تمسك الثنائي بفرنجية الذي نرى فيه الرجل الذي يناسب المرحلة.
وحتى يتضح المشهد الانتخابي في جلسة 14 حزيران ترسم سيناريوات عدة للجلسة، منها أن يعمد فريق الثنائي الى ممارسة حقه الدستوري وعدم المشاركة في الجلسة من الدورة الأولى وبالتالي عدم انعقاد الجلسة، أو الخروج من الجلسة من الدورة الثانية وفرط النصاب، أو حصول تصويت في الجلسة الأولى والثانية من دون حصول أي من المرشحين على 65 صوتاً، والاحتمال الرابع أن يؤمن الثنائي النصاب وينتخب أزعور بالـ 65 صوتاً ويرمي كرة نار الأزمة والانفجار إلى فريق المعارضة لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والمالي. لكن مصادر «البناء» رجّحت خيار فرط النصاب من الجلسة الأولى أو الثانية.
رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الفراغ ما زال سيّد الموقف، ومن البداية الى اليوم موقفنا واضح من هذا الاستحقاق الرئاسي، قلنا وما زلنا نردد إننا نريد الرئيس الجامع المنفتح على جميع المكونات، رئيساً لجميع اللبنانيين من دون تمييز، وصاحب موقف ومبدأ وقوة على المواجهة والصمود في وجه ما يخطط للبنان من مشاريع. ومن هذا المنطلق كان تأييدنا ودعمنا للمرشح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، لأننا نرى فيه هذه المؤهلات وله القدرة على معالجة جميع الملفات، خصوصاً ملف النازحين السوريين وترتيب العلاقة مع سورية وجميع الدول العربية والخليجية والمنفتح على دول العالم ما عدا العدو الإسرائيلي».
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي حين اكتفى العمار بالقول إن اللقاء كان جيداً، يفترض أن يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان جنبلاط استقبل مساء الخميس في كليمنصو، عبد الساتر والعمّار موفدين من البطريرك الراعي، في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، الوزير السابق غازي العريضي، حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
على صعيد آخر، أعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشارًا في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. وفي التفاصيل، فقد تجمّع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل، وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضاً على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحرّرة قي خراج البلدة.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقاً على ما يجري في كفرشوبا، إن «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولإرساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر». أضاف «اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وتابع «ان «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وخزبية وروحية واجتماعية.
وضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.
الى ذلك، نبه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» المنعقد في الرياض، إلى أن «ستمرار سياسة إبقاء النازحين السوريين، الذين قارب عددهم المليونين والمتواجدين بصورة خاصة في شمال وشرق لبنان، في ظروف إنسانية صعبة وتزداد صعوبة في ظل أسوأ أزمة منذ تأسيسه، من شأنها أن تسهل تجنيدهم واستقطابهم من قبل الإرهابيين وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وخلايا ناشطة تهدد الأمن والاستقرار، سواء في أماكن تجمع النازحين، أو حتى في بؤر تواجدهم داخل المناطق اللبنانية الفقيرة التي تستضيفهم».
وشارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوقفة الاحتجاجية بوجه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكرّرة في منطقة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي دعا إليها اتحاد بلديات العرقوب بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية وروحية واجتماعية.
ضمّ وفد الحزب العميد سعيد معلاوي، وكيل عميد التنمية الإدارية أنور أبو سعيد، نائب رئيس هيئة المؤتمر القومي لبيب سليقا، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، مدير مديرية كفرشوبا خالد القادري وعدد من القوميين والنسور الذين تقدّموا مع الأهالي وأزالوا الشريط الشائك الذي استحدثه العدو.
اللواء:
أربعاء الإضطراب: تطيير النصاب وانهيارات في التحالفات
«الثنائي» لبكركي: فرنجية مرشّح وحيد.. وحزب الله يطوي صفحة الرئاسة مع باسيل
لم يخرج اجتماع الرئيس نبيه بري مع موفدي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس عبد الساتر ومارون العمار بغير ما كان متوقعاً: ابلاغ موفدي الصرح بأن رئيس المجلس مع حزب الله ماضيان بتأييد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، مع تلازم ذلك بالتأكيد على اهمية الحوار مع الفريق الآخر.
ويأتي هذا الموقف على خلفية حصول ما لم يكن متوقعاً بالنسبة لموقف اللقاء الديمقراطي، لجهة الذهاب الى المجاهرة بالاقتراع لصالح المرشح الرئاسي جهاد ازعور، منظماً مع تقاطع الكتل المسيحية الكبرى، وعدد لا يستهان من النواب التغييريين.
وبصرف النظر عن مجرى العلاقات المتبدلة في ضوء التباينات الرئاس، لا سيما على جبهتي عين التينة – كليمنصو، وحارة حريك- ميرنا شالوحي، فإن الجلسة الرئاسية الاربعاء المقبل، والتي تعقد، ربما مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان الى بيروت، ومتابعة دول اللقاء الخماسي، باضافة الى دمشق التي ادخلتها زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في لعبة الاسماء و«التسميات».
الجلسة تتسم بخصوصية، مختلفة تماما عن الجلسات 12 السابقة، الفرز واضح، والتصويت سيد الموقف، وعملية الارقام ليست مسألة عابرة، وإن كانت الجلسة الثانية التي يمكن الفوز فيها بـ65 صوتاً مرشحة قبل الذهاب الى البرلمان للتأجيل، لتدخل البلاد مرحلة جديدة، فما قبل الجلسة لن يكون بعدها حسب مصادر «الثنائي الشيعي».
والسؤال، كيف بدت المواقف في حالة فرز الألوان، وسمّ الأبدان:
اولاً: بالنسبة للثنائي الشيعي، يمكن ايجاز الموقف على النحو التالي:
1 – حزب الله، كما الرئيس بري، يتمسكان بمعادلة: «فرنجية او لا أحد»، حتى «لو اجتمعت كل الدنيا ضدنا وضده، وعلى هذا الاساس ليتصرف الحليف قبل الخصم»، حسب قيادي في حزب الله.
2 – ما بعد الجلسة ليس كما قبلها، فالحزب سيصوت لفرنجية مع حلفائه في الدورة الاولى، ويطيّر النصاب في الدورة الثانية.
3 – يتعاطى الحزب مع ترشيح ازعور كما تعاطى مع ترشيح النائب ميشال معوض، مع العلم حسب المعلومات (راجع ص 3) فإن ازعور زار حارة حريك اكثر من مرتين، وقدم نفسه على ان «ليس مرشح تحدٍ او مواجهة».
4 – رفض حزب الله الاستماع للنائب جبران باسيل في تبريرات انتقاله الى «المحور الآخر» معتبراً ان باسيل «ارتكب خطأ جسيماً»، وبالتالي لا حاجة لسماع كلامه عن خيار اي هدفه اقصاء فرنجية وخيار استراتيجي، يتعلق بعدم التراجع عن دعم المقاومة والعلاقة الاستراتيجية مع حزب الله.
5 – وبالنسبة لجنبلاط، يعتقد حزب الله ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورَّط نجله تيمور في «دعسة سياسية ناقصة».
6 – ويمضي القيادي في حزب الله الى التأكيد على ان «الأمور مرهونة في خواتيمها».
ويعترف القيادي بأن «الصوت السني ممر إلزامي لتحديد مصير اي تسوية لحل الازمة الرئاسية».
ثانياً: بالنسبة للتيار الوطني الحر، فإنه لا يزال على صمته تجاه العلاقة مع حزب الله، ولكنه في الوقت نفسه، ماضٍ بخيار التصويت لأزعور، من موقع ما يعتبره حقاً طبيعياً في دعم المرشح الذي يريده، معتبراً ان موقفه يصبّ في خانة الحؤول دون ان تتمكن المنظومة من تجديد نفسها عبر انتخاب فرنجية، الذي هو مرشح «فرض مرفوض».
ولا يفتأ التيار العوني، من تذكير فرنجية بمناسبة، ومن دون مناسبة بأنه عليه ان يأخذ بعين الاعتبار الاعتراض المسيحي على ترشيحه..
لكن اوساط مقرَّبة من التيار تروّج الى «تخوف من محاولات» قد يُقدم عليها المتضررون او المستفيدون لتعطيل الجلسة.
ثالثاً: اللقاء الديمقراطي ما تزال اوساطه تؤكد على ثوابت ثلاث:
1 – العلاقة الاستراتيجية مع الرئيس بري.
2 – اعتبار ازعور بأنه ليس شخصية تحدٍ او استفزاز.
3 – اعتبار ان لا مجال لانهاء الازمة الرئاسية من دون تسوية مع الفريق الشيعي.
رابعاً: اما التكتلات المسيحية الأخرى، مثل تكتل «القوات اللبنانية» فهي ماضية بخياراتها، مع الأخذ بعين الاعتبار حسابات الضغط وتطيير النصاب.
وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال ندوة نظّمتها مصلحة أصحاب العمل – دائرة السياحة في القوات اللبنانية: ان هناك مرشحين مدعومين من كتل كبيرة ولديهما الحظوظ في تبوّؤ سدة الرئاسة، لذا من يريد انتخابات فعلية عليه الاختيار بينهما والا فهو يصوّت لابقاء الفراغ الرئاسي.
وتابع: نطرح المسألة بشكل موضوعي، ولذا نسأل، هل يجوز بعد كل ما مررنا به ان نسمع هذا الكلام من نواب انتُخبوا من اجل التغيير؟ او ان نرى نوابا آخرين لم يعجبهم أحد الاسمَين لأن بنظرهم فرنجية مرشح ممانعة وازعور مرشح تسويات، في وقت هناك ايضا نواب يريدون التصويت لمرشح ثالث، في احسن أحواله، سينال 6 او 7 اصوات، الأمر الذي سيعطّل الاستحقاق الرئاسي كما فعل في السابق من صوّت بورقة بيضاء. وهنا لا يمكن تجاهل خطة من يسعى الى منع حصول احد المرشحَين على 65 صوتا في الجلسة المرتقبة مع من يتأثر به من قلة الادراك، فضلا عن من يتأمل من النواب بفشل انتخاب رئيس في الوقت الراهن ليكون بعدها أحد الاسماء المطروحة.
وبين المواقف المرتقبة لبعض الكتل التي لم تحدد خياراً رئاسياً بعد، وعودة الحراك الداخلي وترقب الحراك الخارجي والفرنسي بشكل خاص، ما زال الاستحقاق الرئاسي يدور في دوامة المواقف ذاتها لمؤيدي فرنجية وازعور، مع محاولة جديدة وربما اخيرة للبطريرك بشارة الراعي لتدوير الزوايا ومعالجة الانقسام، وسط معلومات عن انه «يفكر جديا بالدعوة الى قمة روحية بعد جلسة 14 الجاري لمحاولة تخفيف الاحتقان والتأزم».
ومهما يكن من أمر، فإن تعثر جلسة 14حزيران الانتخابية حسب رأي اغلب القوى النيابية، سيقود من الان حتى اواخر الصيف الى البحث عن خيار رئاسي ثالث بمرشح مقبول من الاغلبية السياسية، ذلك ان جلسة الاربعاء ستُسقط ترشيح فرنجية وازعور على الارجح، وهذا ما يتمناه ضمنيا اغلب مؤيدي المرشحين للخروج من المأزق الذي وصلوا اليه، لا سيما بعدما اعلن اكثر من طرف في المعارضة ان ازعور ليس مرشحه المفضل. وبعد ان أقر مؤيدو فرنجية بصعوبة إيصاله. ما يعني ترقب مقاربة فرنسية– عربية جديدة للملف الرئاسي بدفع اميركي لا يعرف احد كيف ستكون نتائجه.
وقد استقبل بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك بشارة بطرس الراعي. وحسب المعلومات المتوافرة، نقل المطرانان الى بري نتائج زيارة البطريرك الراعي الى فرنسا والفاتيكان ومسعاه التوافي للخروج من ازمة الاستحقاق الرئاسي، لكن بري اكد امامهما تمسكه بفرنجية مرشحا، وابلغهما الموقفُ نفسه الذي ابلغه نصرالله الى الوفد البطريركي.
واكتفى المطران العمار بالقول بعد الاجتماع مع بري: اللقاء كان جيداً. يفترض ان يصدر عن بكركي بيان يتطرق الى فحوى المحادثات.
وكان المطرانان قد زارا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مساء الخميس. حيث جرى بحث المستجدّات السياسية الراهنة.
وبالنسبة لمواقف الكتل، يعقد الاثنين اجتماع لتكتل الاعتدال الوطني لتقرير الموقف النهائي من التصويت اما لفرنجية واما لأزعور. وقالت مصادره: نحن خارج الاصطفافات القائمة.والتنسيق قائم مع «اللقاء النيابي المستقل».
ولجهة نواب التغيير علمت «اللواء» انهم باتوا ثلاث مجموعات: مجموعة تدعم ازعور وتضم مارك ضو ووضاح الصادق وميشال دويهي، وهناك 3 ضد فرنجية وازعور هم حليمة قعقور وسينتيا زرازير والياس جرادة وتحاول هذه المجموعة اقناع الوزير الاسبق زياد بارود بالترشح لكنه غير متحمس في هذا الجو من الانقسام. ومجموعة تضم 6 نواب هم ملحم خلف وبولا يعقوبيان وفراس حمدان ونجاة صليبا وابراهيم منيمنة وياسين ياسين، لا يزالون في مرحلة التداول والمشاورات مستمرة وسيقررون موقفهم بين السبت والاثنين. لكن اوساطهم تُرجح ان يختاروا ازعور.
وقالت اوساط مراقبة لـ «اللواء» أن أكثر من اجتماع يسجل نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع تمهيدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ورأت أن هذه الجلسة تختبر النيات والتقاطعات ومن شأنها أن ترسم صورة عما هو مقبل بالنسبة إلى جلسات الأنتخاب.
وأشارت هذه الأوساط إلى أنه بعد هذه الجلسة تنطلق التحليلات عن الأصوات والنتيجة السياسية لها فضلا عن ترقب الخارج لمسارها في الوقت الذي يطلع فيه الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان على التقارير قبل أي تحرك مرتقب له في إطار المهمة التي يتم تكليفه بها.
وتترقب مصادر سياسية مايحمله مبعوث الرئيس الفرنسي، وزير الخارجية الاسبق ايف لودريان في جعبته لدى زيارته إلى لبنان، من افكار لتنفيذ مهمته التوافقية بين الاطراف السياسيين، لحل الازمة المتفاقمة الناجمة عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية،وبذل المزيد من المساعي لتقريب وجهات نظر الاطراف حول مرشح يحظى بالتوافق فيما بينهم، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
ولاحظت المصادر انه بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة ايام، على تكليف لودريان بهذه المهمه الرئاسية، في محاولة من الرئيس الفرنسي، لاعادة تلميع التحرك الفرنسي لمساعدة لبنان، وتقديمه بقالب توافقي، لتأمين الحد الادنى من مستلزمات نجاحه، بعد فشل تنفيذ المبادرة الفرنسية التي ارتكبت على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة وتولي القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة، لافتقارها إلى التشاور والتنسيق مع مختلف الاطراف السياسيين، لم يصدر حتى اليوم اي موقف عربي او دولي، من هذا التحرك الفرنسي المستحدث، ما يطرح جملة اسئلة واستفسارات، عما اذا كان هذا الجهد الفرنسي مرحبا به، ومدعوم ولاسيما من دول اللقاء الخماسي الذي تحظى فرنسا بعضويته، ام هناك اعتراضات ورفض، ينتظر ان تتبلور تباعا فيما بعد.
واشارت المصادر إلى ان وقع التحرك الفرنسي الجديد تجاه لبنان، لم يكن مريحا لدى حزب الله وحلفائه وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري، الذين لم يصدروا اي مواقف علنية بهذا الخصوص، الا ان بعض وسائل الإعلام الموالية تكشف هذا الاستياء تلميحا او مواربة، وتصر على تمسكها بالمبادرة الفرنسية الاساسية وترشيح فرنجية، بينما تبدي اطراف المعارضة بمكوناتها، انها حققت خطوة ايجابية إلى الأمام، بتحويل وجهة التحرك الفرنسي عن دعم فرنجية، الا انها بالمقابل تعتبر ان اتفاقها على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، يصب في خانة التوافق، وليس استفزاز اي طرف، بعدما تخلت عن مرشحها للرئاسة سابقا النائب ميشال معوض.
الاهم في نظر المصادر ان يستطيع الموفد الرئاسي الفرنسي، تسويق مساعي التوافق التي تشكل العنوان الاساس لمهمته ،في ظل الانقسام السياسي الحاد بين الاطراف المعنيين، وتشبث كل منهما بمواقفه الرافضة لمواقف الآخر.
وبينما تشكك المصادر السياسية في امكانيه نجاح المسعى الفرنسي الجديد، لاسيما وان للمبعوث لودريان، أكثر من محطة فاشلة في مساعيه لحل الازمات المستعصية في لبنان وكأن آخرها، فشله في انجاح مبادرة ماكرون لتشكيل حكومة اخصائيين لإنقاذ لبنان برئاسة سعد الحريري، والتخلي عن هذه المهمة، بعدما عرقل حزب الله تنفيذها بعرقلة مهمة الحريري بتشكيل الحكومة، تشير مصادر ديبلوماسية فرنسية الى ان مهمة لودريان هذه، تكتسب أهمية خاصة، لانها تأتي في وقت تزداد خطورة الازمة الضاغطة في لبنان، وهناك اصرار من الرئيس الفرنسي على متابعة الجهود والمساعي الفرنسية المبذولة لتسريع حل الازمة السياسية المستعصية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مجلس وزراء ببندين
في الشأن الحكومي، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي في تعميم على الوزراء اعضاء الحكومة، انه بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النزوح السوري، وموضوع طلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها (شريكة حاكم مصرف لبنان لمركزي رياض سلامة) حول حقوق لبنان .لكنه طلب الاطلاع على مضمون جدول اعمال الجلسة قبل الدعوة الى عقدها الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل.
لا رواتب قبل الأضحى
على الصعيد المعيشي، صدر عن وزارة المال البيان الآتي: «بمناسبة حلول عيد الأضحى في الثامن والعشرين من شهر حزيران الحالي، يهم وزارة المالية الإشارة إلى أنها لن تستطيع صرف الرواتب والتعويضات والأجور والزيادة المنصوص عليها في المادة 111 من قانون موازنة 2022 المستحقة اخر شهر حزيران قبل حلول العيد المبارك، بسبب عدم تأمين الاعتمادات المالية لغاية تاريخه، الأمر الذي سيحول دون القدرة على تحويل هذه الحقوق إلى أصحابها».
توتر في العرقوب
استمر التوتر لليوم الثاني على التوالي في منطقة تلال شبعا وكفرشوبا نتيجة اعمال تجريف يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث تصدى له الاهالي ومنعوا الجرافات من اكمال عملها، فيما اعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشاراً في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي. واستنفر الجيش عناصره وهم يحملون قاذفات «ار بي جي» بمواجهة القوة المعادية.
وفي التفاصيل، فقد تجمع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل وذلك لإقامة صلاة الجمعة، اعتراضا على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة قي خراج البلدة.
ووصف إعلام العدو الإسرائيلي، الأحداث عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بـ «الحدث غير المسبوق على الحدود»، معرباً عن صدمته «من أن يصوّب جندي من الجيش اللبناني سلاح RPG في وجه دبابة إسرائيلية».
وركزت قناة «معاريف الإسرائيلية»، على مشاهد تظهر جنود الجيش اللبناني يتموضعون ويوجهون أسلحتهم نحو آلية عسكرية، في الجانب المحتل.
ونشرت إذاعة جيش الاحتلال وقناة «كان» العبرية صوراً للجيش اللبناني، قائلة: أنّها ليست المرة الأولى التي يتصدى فيها الجيش بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في «مكورريشون»: إنّ هذه هي الصورة التي يريد (السيد حسن) نصر الله بثّها، مواجهتهم مع الجيش الإسرائيلي، وجندي يصوب صاروخاً يطلق من الكتف على القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق الرسمي بإسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقا على ما يجري في كفرشوبا: ان جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولارساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر.
أضاف: اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ان «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. وندعو كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق.
الاخبار:
الرئاسة: معركة أصوات الدورة الأولى
بكركي تقود جمع الناخبين لأزعور: نريد 65 صوتاً من الدورة الأولى
تبيّن أن الحوار الذي كان مفترضاً أن تقوده بكركي حول الملف الرئاسي، لا يعدو كونه جولة علاقات عامة، عنوانها تثبيت ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ولا تقتصر على كلام عام حول غالبية مسيحية تريده رئيساً، بل تترافق مع نشاط محموم من جانب القوى التي رشّحته، وفي مقدّمها بكركي نفسها، لتوفير 65 صوتاً له من الدورة الأولى، من منطلق أن مع توافر النصف زائداً واحداً له، لن تعود هناك أهمية لتعطيل النصاب في الدورة الثانية، وتنطلق معركة تثبيته رئيساً.
وبعدما ثبّت الرئيس نبيه بري الجلسة في موعدها المقرر، لم تصل إلى بيروت إشارات خارجية جديدة، باستثناء وساطات تتولاها دولة عربية تحت عنوان «فتح كوة في جدار الصمت» بين الأطراف الرئيسية. فيما يعوّل فريق أزعور على أن حصوله على 65 صوتاً من الجولة الأولى، أو على فارق كبير لمصلحته بينه وبين فرنجية، سيكون كافياً لتعديل مواقف الدول الخارجية المعنية بالملف الرئاسي تحت وطأة التوافق المسيحي.
في غضون ذلك، يُفترض أن تعود إلى بيروت خلال ساعات السفيرة الفرنسية آن غريو التي طلب مكتبها مواعيد مع عدد من المسؤولين، لإطلاعهم على خلفية قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين الوزير السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، فيما لم يُعرف ما إذا كان الأخير سيزور بيروت قريباً.
وحتى مساء أمس، كان البطريرك بشارة الراعي قد تواصل شخصياً مع عدد من النواب المسيحيين المتردّدين لإقناعهم بأن التصويت لأزعور هو تصويت لبكركي. فيما واصلت قيادة التيار الوطني الحر العمل مع النواب المعترضين لإقناعهم بتغيير رأيهم، وكذلك مع كتلة حزب الطاشناق الذي لم يعلن موقفاً نهائياً بعد.
وعُلم أن الاتصالات والضغوط التي يقوم بها داعمو أزعور والوزير السابق سليمان فرنجية، تتركز على النواب الذين يقفون في الوسط، بغية جمع أصوات الدورة الأولى، كون الجميع يتصرف وفق احتمال كبير بأن يتم تعطيل نصاب الدورة الثانية. وبالتالي تأجيل الانتخابات إلى موعد آخر، قد لا يتم تحديده في ختام الجلسة نفسها.
الراعي تواصل شخصياً مع نواب متردّدين لإقناعهم بأن التصويت لأزعور تصويت لبكركي
وفيما تقول مصادر الثنائي الداعم لفرنجية إن «الجلسة قائمة»، أكدت أن لها الحق في استخدام حق تعطيل الجلسة وفرط النصاب لمنع وصول أزعور، مشيرة إلى أن «المعركة معركة نقاط لا معركة انتخاب». ونقلَ زوار بري عنه أمس أنه أبدى «أسفاً كبيراً لتحويل الأزمة الرئاسية إلى أزمة طائفية وهي ليست كذلك». وعن اللقاء الذي جمعه ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، موفديْن من البطريرك الراعي، قالت مصادر عين التينة إن «المطرانين نقلا رسالة من الراعي تؤكد ضرورة الحوار بين الجميع مع التشديد على عدم الاصطدام بالتوافق المسيحي»، وأن بري أكّد أن «الثنائي سيصوّت لفرنجية في الجلسة المقبلة، ولتأخد اللعبة الديمقراطية مداها، وعبّر عن استياء كبير من اللغة الطائفية التي يستخدمها البعض لمآرب شخصية سياسية».
أما في ما يتعلق بنواب «التغيير»، فيبدو حتى الآن أن ثلاثة منهم حسموا خيار التصويت لأزعور، وكانوا جزءاً من التقاطع المسيحي بين القوات والكتائب والتيار الوطني الحر مع آخرين، وهم مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق. فيما أكدت النائبة حليمة قعقور رفض الدخول في أيّ من التسويات.
وفي موازاة مساعي بعض النواب المستقلين لإقامة تحالف يصوّت للوزير السابق زياد بارود كخيار ثالث، وقد عُقد اجتماع بين بعض هؤلاء وبارود، فيما هاتف آخرون أزعور الموجود في الولايات المتحدة والذي يتردد أنه سيحضر إلى بيروت قريباً. وفُهم أن «جهات نافذة» تسعى مع النائبة بولا يعقوبيان لإقناعها بالعمل على جذب ثلاثة نواب على الأقل من المتردّدين للتصويت لمصلحة أزعور، خصوصاً النائب فراس حمدان، تحت عنوان أن كل النواب الدروز يقفون مع أزعور في مواجهة الثنائي أمل وحزب الله. ولم يتسنَّ الوقوف على رأي حمدان نفسه. فيما قرّر النواب إبراهيم منيمنة وملحم خلف ونجاة صليبا إجراء مزيد من المشاورات قبل حسم موقفهم النهائي.
مزارع شبعا: معركة معادلات ميدانية بين العدو والجيش والمقاومة
منسوب التوتر الإسرائيلي يرتفع: أكبر من سياج وأبعد من كفرشوبا
يرتفع منسوب التوتّر الإسرائيلي مع مواصلة أهالي كفرشوبا مواجهتهم لمحاولاته تغيير معالم المنطقة الواقعة في خراج بلدتهم. أمس عبّرت القوات الإسرائيلية عن هذا التوتّر من خلال استقدام تعزيزات بشرية وآلية تتقدّمها دبابات «الميركافا» إلى النقطة الفاصلة بين «خطّ الانسحاب» ونقاط تمركزها على التلال المطلّة عليه. ولأول مرّة، أعطت القيادة العسكرية الأوامر لعناصرها بإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع والقنابل الدخانية لمنع الأهالي من تنفيذ وقفة تضامنية، سرعان ما تحوّلت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال، التي كانت تواصل أعمالها في المنطقة الممتدة بين موقع السمّاقة وبوابة حسن المحاذية لبركة بعثائيل في تلال كفرشوبا.
بالنسبة إلى إسرائيل، لا يتعلّق الأمر بمجرّد تمديد سياج حديدي جديد بعرض كيلومترين في المنطقة المذكورة، إنما بما تقرّ به من تزايد القلق من المسار التصاعدي لبرامج المقاومة، ما يفتح الباب أمام مزيد من الإجراءات الإسرائيلية في نقاط تعتبرها «خاصرة رخوة» يمكن للمقاومة استغلالها لتنفيذ «اجتياح برّي» في أي حرب محتملة.
ومنذ الصباح، حاولت القوات الدولية في لبنان، وعدة جهات دولية أخرى، الضغط لإزالة «خيمة» ثبّتها المقاومون في نقطة تتجاوز خط الانسحاب، باتجاه الأراضي المحتلة. وألمح المتّصلون والمتوسّطون، إلى أن الجيش الإسرائيلي يلحّ في طلب إزالة الخيمة أو تغيير موقعها، ويلوّح باللجوء إلى القوة لإزالتها. في المقابل، أبلغت قيادة المقاومة كل المعنيين بأن موقع الخيمة في أراضٍ لبنانية محتلة، بحسب الموقف الرسمي اللبناني، ووجودها هناك يهدف إلى ردع العدو، ضمن الحق الذي يكفله القانون الدولي لشعب أرضه محتلّة. وفي سياق الاتصالات، طلب الوسطاء إرجاع الخيمة أمتاراً قليلة إلى الوراء فقط، إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبل المقاومة التي أكّدت جاهزيتها للردّ على أي اعتداء إسرائيلي في المنطقة، محذّرة الوسطاء من مغبّة أي تصعيد يدفع إليه العدو، ومؤكدة أنها لن تمرّر أي اعتداء.
الجيش اللبناني دخل نقطة متقدّمة للمرة الأولى منذ التحرير عام 2000
قوات الاحتلال لم تختبر أمس قوة المقاومة فقط، بل واجهت وضعاً جديداً غير مسبوق بالنسبة إلى تحرّكات الجيش اللبناني وعناصره ونقاط تمركزهم. تحت موقع السمّاقة تحديداً، في نقطة تتجاوز السياج الحديدي القديم الذي كان يُعتبر حدّاً يُمنع تجاوزه، في تلك النقطة، تمركز جنود الجيش اللبناني بأسلحتهم خلف شريط شائك مُستحدث بين السياج الحديدي القديم داخل المساحة المحتلة، والتلّة التي تتمركز أعلاها قوات الاحتلال الإسرائيلي في موقع السمّاقة، ما يعني أن الجيش اللبناني دخل نقطة متقدّمة للمرة الأولى منذ التحرير عام 2000، بعدما كان يكتفي بالتمركز خلف «خطّ الانسحاب» من جهة الأراضي المحرّرة من كفرشوبا. وتوقّف المراسلون الإسرائيليون، ملياً عند ما اعتبروه «تطوّراً خطيراً» تمثّل بتصويب عنصرين من الجيش اللبناني سلاحَ «آر بي جي» نحو القوات الإسرائيلية بعد اتخاذهما وضعيات الاستعداد القتالي.
المقاومة تراقب من جهتها المجريات، وهي تعرف أن العدو يحاول خلق أمر واقع جديد انطلاقاً من كفرشوبا، مروراً بمزارع شبعا وصولاً إلى الجولان، قد تكون متصلة بالمشروع الإسرائيلي المتعلّق بضم المزارع اللبنانية المحتلة بالاستفادة من الاعتراف الأميركي، إبّان رئاسة دونالد ترامب، بـ«سيادة إسرائيل الكاملة» على مرتفعات الجولان. وهذا ما حتّم على المقاومة إظهار الاستعداد لمنع تغيير قواعد الاشتباك القائمة هناك، بل إنّ حالة «الستاتيكو» التي ظلّت قائمة منذ التحرير عام 2000، قد تتغيّر انطلاقاً من إسقاط التقيّد بحدود «خطّ الانسحاب»، عملاً بمقتضيات الالتزام الرسمي اللبناني باسترجاع الأرض من جهة، ومواجهةً للتصعيد الإسرائيلي الحالي من جهة أخرى.
سوريا وحلفاؤها يفتتحون المعركة: طرد الاحتلال الأميركي… الآن
تضع دمشق، ومعها حلفاؤها في طهران وموسكو، منذ سنوات، نصب أعينهم حتمية استرجاع الجيش السوري سيطرته على كامل الأراضي السورية، وخصوصاً منطقة الشرق، حيث تتواجد قوات الاحتلال الأميركي منذ تشرين الأول 2015، في إطار ما يعرف بـ«التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش»، والذي عقد اجتماعه الدوري قبل يومين في الرياض. وإذ لا يمكن فصل الاحتلال الأميركي للشرق السوري، عن القوى الكردية التي فتحت الباب واسعاً لدخول وتمدّد هذا الاحتلال بـ«معيّتها»، طوال السنوات الماضية، فإن القيادة السورية لا تنظر إلى الأميركيين، كما تنظر إلى خصومها السوريين، وأبرزهم «قوات سوريا الديمقراطية». فعلى الرغم من تورّط هذه الأخيرة في التماهي مع واشنطن ومشروعها الاحتلالي إلى حدّ بعيد، إلّا أن دمشق لا تدرج الخيار العسكري ضمن أدوات التعامل مع «قسد»، بل تستنفد منذ سنوات كلّ الأدوات السياسية للوصول إلى تسويات جزئية معها، منها ما كُتب له النجاح، ومنها ما أحبطه الأميركيون بضغوط مباشرة على قيادة «الإدارة الذاتية».
في المقابل، ترى الحكومة السورية في الخيار العسكري في مواجهة الاحتلال الأميركي، حقاً سيادياً، وواجباً وطنياً، مع إدراك حدود القدرة العسكرية والعملياتية، والظروف السياسية، وأولويات المعركة التي كانت محتدمة ضدّ الجماعات المسلحة في باقي الجغرافيا السورية.
كما تنظر مراكز القرار في «محور المقاومة» إلى الوجود الأميركي في هذه المنطقة بالتحديد، على أنه يندرج بشكل أساسي ضمن خطّة ممارسة الضغوط الاقتصادية على الحكومة والشعب السوريَّيْن، من خلال حرمانهم الاستفادة من آبار النفط والغاز المنتشرة في المنطقة، والتي كانت تغطّي معظم حاجة البلاد قبل الحرب، فضلاً عن حقول لم يجرِ الاستثمار فيها بعد.
انطلاقاً من ذلك، لا يبدو خافياً على أحد، وخصوصاً على الأميركيين أنفسهم، أن دمشق تدعم مجموعات «المقاومة الشعبية» ضدّ الاحتلال الأميركي في الشرق السوري، من دون تبيّن حجم هذا «الدعم» ونوعه، مع الإشارة هنا إلى أن أفراد هذه المقاومة هم من أبناء الجزيرة السورية، ويملكون الدافعية الكاملة لمواجهة الاحتلال بأيّ شكل. وإلى جانب حكومة دمشق، فإن حلفاء سوريا في «محور المقاومة»، ليسوا بعيدين أيضاً عن المسار المُشار إليه، حيث يلعب المستشارون العسكريون الإيرانيون، بالتعاون مع الجيش السوري، دوراً بارزاً في دعم «المقاومة الشعبية» على مختلف الصعد. أيضاً، دشّن حلفاء دمشق، منذ مدّة، مساراً يصبّ في الخانة نفسها، عنوانه أن الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، يكون باستهداف القواعد العسكرية الأميركية في الشرق السوري، وفي التنف أيضاً. وتمثّل آخر تجلّيات هذه المعادلة في استهداف القوات الأميركية، أواخر شباط الفائت، في عدة قواعد في رميلان وخراب الجير والعمر وكونوكو، ما أدى إلى مصرع متعاقد أميركي، وإصابة آخرين. يومها، ردّ الأميركيون بقصف مواقع تشغلها قوات حليفة لدمشق، وأعقبت الردّ جولة من التراشق الصاروخي وبالطائرات المسيّرة، في مشهد بدا تصعيدياً ولافتاً، وأشعل الضوء الأحمر لدى واشنطن وتل أبيب بشكل خاص، ولدى دوائر الاستخبارات المختلفة، وأنذَر بما يمكن أن تكون عليه المرحلة المقبلة.
انطلق مسار عمليات المقاومة ولا عودة عنه وهو ما تلمسه واشنطن وتعدّ العدة لمواجهته
قبل نحو 10 أيام، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً مطوّلاً تحدّث عن معلومات استخباراتية ووثائق رسمية، حصلت عليها الصحيفة، تفيد بأن إيران تخطّط لتصعيد الهجمات ضدّ القوات الأميركية في سوريا. وذكر التقرير أن «إيران وحلفاءها يعملون على تدريب قوات على استخدام عبوات خارقة للدروع أكثر تدميراً، تهدف تحديداً إلى استهداف المركبات العسكرية الأميركية، وقتل جنود الجيش الأميركي».
وبحسب وثيقة سرّية أميركية، فإن «مسؤولين في فيلق القدس الإيراني وجّهوا وأشرفوا على اختبار بعض المتفجّرات أواخر كانون الثاني الماضي»، في سوريا. كما تشير الوثيقة إلى أنه «جرى إحباط محاولة تفجير عبوة مشابهة، على ما يبدو، في أواخر شباط الماضي»، عندما اكتشف عناصر من «قسد» 3 عبوات في شمال شرقي سوريا.
في الصورة الأعمّ، فإن إيران وحلفاءها يخوضون منذ احتلال العراق وقبله أفغانستان – وأحياناً قبل ذلك بكثير – معركة كبرى وواسعة ضدّ القوات الأميركية في المنطقة، وخصوصاً في الساحات التي يكون لـ«المحور» تواجد فيها. وامتداداً لهذا المسار، فإنهم اليوم أيضاً يخوضون المعركة ضدّ الاحتلال الأميركي في سوريا، خصوصاً بعد تحقّق استقرار كبير في الجبهات السورية المختلفة، بفعل تفاهمات ترعاها روسيا وإيران مع تركيا، ما فتح المجال أمام القيادة السورية وحلفائها للتحرّك في اتجاه الضغط على القوات الأميركية. وإذ تتفاوت وتيرة عمليات المقاومة من حين إلى آخر، فإن الأكيد أن هذا المسار انطلق ولا عودة عنه، وهو ما تلمسه واشنطن وتعدّ العدة لمواجهته، عبر الاستعانة بمجموعات مختلفة من المقاتلين الموالين لها داخل سوريا، ليكونوا هم في المواجهة، بشكل يشبه ما كان عليه «جيش لحد»، أو جيش عملاء إسرائيل، في جنوب لبنان قبل التحرير عام 2000، حيث كان عناصره متاريس تتلقّى ضربات المقاومة، بينما يهرب جنود العدو الإسرائيلي، ويحتمون لتقليل الخسائر، ولا يبعد أن يكون مصير أمثال الأوّلين في سوريا مشابهاً لمصيرهم. في المقابل، تحاول القيادة الكردية في شرق سوريا تحييد نفسها عن أداء مهمة في مواجهة «المقاومة الشعبية» أو الجيش السوري وحلفائه، كونها تدرك حجم وتبعات الانتقال إلى ذلك المستوى من خدمة الأميركيين، ولأنها تريد حفظ «خط الرجعة» مع دمشق، في ظلّ متغيّرات سريعة في الظروف السياسية الإقليمية والدولية، قد تجد معها «قسد» نفسها، في ليلة واحدة، عارية من الغطاء الأميركي.
المصدر: صحف