بضعُ رصاصاتٍ من سلاحٍ مصريٍ صاحٍ عندَ الحدودْ عَبَرَت سيناءَ المصرية، وعَبَرَت بها الى الزمنِ الجميلْ، فقَتَلَت ثلاثةَ جنودٍ صهاينةْ وعقوداً من الهدوءِ المزعوم..
رصاصاتٌ اربكَت المحتلَ وارَّقَتْه لساعاتْ، فبُنِيَت على اساسِها رسائلُ أملٍ فلسطينيةْ، زادَ من اهميتِها ارتباكُ الروايةِ الصهيونيةِ.. وخلاصتُها أنَّ جنديين قتلا برصاصِ قناصٍ فجراً، فيما قتلَ الثالثُ باشتباكٍ مع شرطيٍ مصريٍ ظهراً.
توقَّفَ الاشتباكْ ولن تتوقَّفَ تداعياتُهُ، وإنْ حاولَت الحكومةُ الصهيونيةُ تطويقَهُ بعبارةِ “استثنائي”، وأنًّه لن يؤثِّرَ على التنسيقِ الامني مع مصرْ، لكنَّ وَقَعَه كان ثقيلاً عليهم مهما حاولَت روايتُهُم تطويقَهُ بعنوانِ مكافحةِ التهريب حيناً، والخطأَ في التنسيقِ الامني حيناً آخر.. فما بَقي عند الصهاينةِ هو استنفارٌ وخشيةٌ على طولِ تلكَ الحدود..
على الحدودِ السياسيةِ اللبنانيةِ، كلُ المعابرِ موصدةْ، فيما المعبرُ الوحيدُ للاستحقاقِ الرئاسي يَبقى التفاهمُ والتوافقْ، كما جدَّد رئيسُ المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين. فالجميعُ يَعرفُ أنَّه ليس هناكَ جهةٌ لوحدِها قادرةً على ايصالِ مرشحٍ الى رئاسةِ الجمهوريةْ، بحسبِ السيد صفي الدين الذي حذر من أنَّ الرهانَ على التدخلِ الاميركي المباشرِ يَرفعُ من مستوى التحدي ويعقِّدُ الامورَ ولن يأتي إلاَّ بالخرابْ ..
ورغمَ ارتفاعِ اصواتِ التهليلِ لاتفاقِ خصومِ فرنجية حولَ مرشحٍ ضدَّهُ فإنَّ إعلانَ المتعارضين لمرشحِهِم معقودٌ على نوايا متضاربةْ، أَجَّلَت الموعدَ الذي كانوا قد ضربُوهُ اليومَ الى الاحدْ او الاثنين لأسبابٍ قالوا إنَّها شكليةْ، وفَرَّقَتْهُم بين بياناتٍ متعددةٍ – لا بيانَ جامعاً لتبنّي جهاد أزعور .. امَّا الرئيسْ نبيه بري فينتظرُهُم حتى الاعلانْ الجِدّي عن مرشَحِهِم، وعندها سيَجدون أبوابَ المجلسِ النيابي مفتوحةً بعون الله – كما جدَّد اليوم..
واليومْ تُجدِّدُ الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانية وفاءَها لصانعِ مجدِها الامامِ الخميني قدس سره. وفي الذكرى الرابعةِ والثلاثين لرحيلِهِ تَقفُ الجمهوريةُ المقتدرةُ عند ثوابِتِهِ وتعاليمِهِ بقيادةِ الامامْ السيد علي الخامنئي، وقد تغلَبَت على كلِ المؤامراتِ وثَبتَّتْ نفسَها رقماً صعباً في صناعةِ المعادلات ..
المصدر: قناة المنار