لم يلتزم طرفا الصراع في السودان، بوقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن يستمر لسبعة أيام، رغم دخوله حيز التنفيذ منذ ساعات.
وهزّت غارات جوية وانفجارات جديدة العاصمة الخرطوم، ووقعت اشتباكات في شمالي الخرطوم وضربات جوية في شرقي العاصمة، في وقت كانت الهدنة سارية المفعول.
ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حتى اللحظة رغم تأكيدهما نيتهما احترام الهدنة.
ستخضع لمراقبة دولية
وتأتي هذه التطورات، رغم دخل وقف إطلاق النار في السودان بموجب اتفاق جدة حيز التنفيذ بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين أكدت الولايات المتحدة أن الاتفاق سيخضع لمراقبة دولية لأول مرة.
وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار السبت الماضي بوساطة سعودية أميركية خلال المباحثات في مدينة جدة، بعد معارك ضارية منذ 5 أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تعهد بالتزام الهدنة
وكان قال الجيش السوداني إن القوات المسلحة السودانية ملتزمة بنص اتفاق جدة على وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ مساء الاثنين. وشدد الجيش في بيان على أن الاتفاق يقتصر على الجوانب العسكرية والفنية الخاصة بترتيبات وقف إطلاق النار المؤقت، إضافة إلى الترتيبات الخاصة بحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية.
في المقابل، وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان، اتفاق وقف إطلاق النار في جدة بأنه خطوة جيدة وإيجابية، وقال إن قوات الدعم السريع ملتزمة بالهدنة ووقف إطلاق النار. وأضاف عزت أن جديد هذه المفاوضات يتلخص في ضرورة تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، وهو ما تم إقراره في الاتفاق الأخير بجدة.
لليوم الثامن والثلاثين
ولليوم الثامن والثلاثين على التوالي، يلازم سكان العاصمة السودانية البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريباً منازلهم وسط اقتتال شديد، ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات.
وفي وقت سابق الاثنين، قال سكان العاصمة – الذين يتلهفون لعقد هدنة تمكنهم من الوصول إلى أقاربهم الذين تقطعت بهم السبل أو من الفرار إلى بر الأمان أو الوصول إلى المساعدات الإنسانية – إن المقاتلين لا يبدون استعدادا للتوقف عن الاشتباكات.
تحذير أممي
المبعوث الدولي إلى السودان فولكر بيرثيس حذّر من أنّ الصراع قد يتحوّل إلى حربٍ أهليّةٍ وعرقيّة إذا لم يلتزم طرفا الصراع بوقف النار. كما حذّر أيضاً من “خطر تحوّل الصراع في السودان إلى قبلي أو عرقي”، موضحاً أنّ “ما يحصل ليس حرباً أهلية بل حرب بين فصيلين عسكريين”.
ودعا بيرثيس إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بشكلٍ دائم، مشيراً إلى أنّه وخلال الأسابيع الخمس الماضية أدرك الطرفان أنّهما لن يحققا أي نصرٍ عسكري، وحتى لو جرى ذلك فقد يكون ذلك على حساب خسارة البلد.
أعداد اللاجئين في ازدياد
من جانبها، حذّرت مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، أمس الاثنين، من أنّ عدد الذين يلجأون إلى تشاد هرباً من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان “يتزايد بسرعة كبيرة” وقد بلغ نحو 90 ألف لاجئ.
وكانت الأمم المتّحدة قدّرت عدد هؤلاء قبل 4 أيام فقط بنحو 76 ألف لاجئ.
اتفاقات سابقة
يُذكر أن اتفاقات سابقة توصل إليها الجانبان على وقف إطلاق النار فشلت في وقف القتال الدائر في البلاد منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.
ودخل السودان في معترك سياسي وأمني خطير، مع اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، والمعروف بـ “حميدتي”، نهار السبت في 15 نيسان/ابريل 2023.
المصدر: موقع المنار + وكالات