اليومَ حكَوا بعضاً من اسرارِ الارضِ التي تقدست بهم، وبعضاً من بأسِ أيارَ والانتصار..
وفي بقعةٍ عانقت اجيالاً واجيالاً من قوافلِ المجاهدينَ وزفّتِ الشهداءَ والجرحى اصطَفَّت عدساتُ العالمِ لتشهدَ وتنقلَ الصورة ، فكانت الرسائلُ المدويةُ تَنزِلُ كالصواعقِ على مراكزِ القرارِ في كيانِ الاحتلالِ وعلى رؤوسِ قادتِه منذرةً اياهُم بالاعظمِ وبالاشدِّ ايلاماً اِن اَخطاوا تقديراً او غامروا بغبائهم..
في احدِ المواقعِ في جنوبِ لبنانَ كانَ الاحتفاءُ بالمجاهدينَ في ذكرى التحريرِ والمقاومةِ والتحيةُ لهم على ما صَنعوه ُ فبادلوا التحيةَ باحسنَ منها بعرضٍ عسكريٍ رمزيٍ امتدَ لساعتينِ امامَ مئاتِ الاعلاميينَ والصحافيينَ وكشفَ بعضاً من تقنياتِ وتكتيكاتِ المقاومةِ وحاكى اقتحامَ مواقعَ صهيونيةٍ ومستوطناتِ الاحتلالِ التي لن تَحمِيَها الجدرانُ ولا السواتر..
انها المقاومةُ التي لن تَتعبَ ولن تتراجعَ اكدَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين خلالَ المناورةِ الرمزية مؤكداً للاحتلالِ الجهوزيةَ لاِمطارِه بالصواريخِ الدقيقةِ في حالِ فكرَ بكسرِ المعادلات… انه الردعُ الذي تصاعدَ ونما بالصبرِ والتضحياتِ متكئاً على انجازِ تحريرِ الجنوبِ والبقاعِ الغربي في مثلِ هذا اليومِ قبلَ ثلاثةٍ وعشرينَ عاماً وتكاملَ بخطابِ بيتِ العنكبوت للامينِ العام لحزب الله في بنت جبيل والذي حفرَ في نفوسِ الصهاينةِ عميقاً واورثَهم العُقدَ النفسيةَ ولا يزالُ يهز كيانَهم المؤقت..
في المواقيتِ السياسيةِ المحلية ، لا ساعةَ حاسمةً في الافقِ لازمةِ الرئاسةِ ولا بوادرَ لتحريرِ هذا الملفِ من عُقدِه رغمَ انَ الحوارَ حولَه والتفاهمَ عليه والاستفادةَ من المناخاتِ الايجابيةِ التي تشهدُها المنطقة تصبحُ اكثرَ الحاحا ، وكذلك التنبيهُ من تضييعِ الفرصِ بانتظارِ الاشاراتِ الخارجيةِ التي لا خيرَ فيها ولا منافع..
المصدر: قناة المنار