إنطلقت اليوم الأربعاء أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول للعربية على مستوى وزراء الخارجية في فندق هيلتون بمدينة جدة، بمشاركة سوريا للمرة الأولى منذ 12 عاما، بعد وصول رؤساء وفود الدول المشاركة على مستوى القمة في دورتها الثانية والثلاثين.
وأوضحت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن “الاجتماع الوزاري يترأسه وزير الخارجية فيصل بن فرحان بن عبدالله، ويناقش مشروع جدول أعمال قمة القادة والنظر في مشاريع القرارات التي سيتم اعتمادها في قمة القادة يوم الجمعة المقبل 19 أيار/مايو، بالإضافة إلى بحث المستجدات على الساحتين العربية والدولية”.
وبدأت أمس الثلاثاء، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين، على مستوى الوزراء والمندوبين، لمناقشة أهم القضايا التي سيطرحها القادة في اجتماعهم، المقرر يوم الجمعة 19 أيار/مايو بالعاصمة السعودية الرياض.
لقاءات مشتركة
التقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم الأربعاء عددا من وزراء خارجية الدول العربية على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في جدة.
والتقى المقداد اليوم نظراءه اللبناني عبد الله بو حبيب والتونسي نبيل عمار والعماني بدر بن حمد البوسعيدي والأردني أيمن الصفدي والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي خليفة شاهين المرر، والصومالي وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة.
العمل العربي المشترك
وقبل يوم من اجتماع وزراء الخارجية، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية، للمشاركة في اجتماعات غابت عنها سوريا منذ عام 2011. وكان في استقبال الوفد السوري الوزير المفوض من وزارة الخارجية السعودية مازن بن حمد الحملي، والسفير سلمان المطيري، من إدارة المراسم في وزارة الخارجية السعودية.
وأشارت الوكالة السورية إلى أنّ الوفد السوري يضم كلاً من وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، ووزير الإعلام بطرس الحلاق، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير مكتب وزير الخارجية جمال نجيب.
وفي تصريحات للصحفيين لدى وصوله الى مدينة جدة حيث يترأّس وفد بلاده في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المرتقبة، قال المقداد إنّ “عنوان هذه القمة هو العمل العربي المشترك”، و”نتطلع إلى المستقبل”، معرباً عن “سعادته بوجوده في السعودية”، متمنياً “لهذه القمة النجاح”.
وقال المقداد إن حضوره لتمثيل بلاده في السعودية هو لإنجاح القمة العربية والعمل من أجل زيادة التضامن العربي ومن أجل مواجهة التحديات على مختلف المستويات مهما كانت. وأضاف أن “هذه فرصة جديدة لنقول لأشقائنا العرب إننا لا ننظر إلى الماضي، وإنما إلى المستقبل، هناك الكثير من التحديات التي يجب أن نناقشها، ونحشد قوانا العربية لمواجهتها، ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة المناخ”.
وأعرب وزير الخارجية السوري عن تفاؤله بهذه القمة التي هي للعرب جميعاً، ولمواجهة التحديات المشتركة، وقال: نحن جاهزون للمساهمة مع الجميع لإيجاد وجهة نظر موحدة للتعامل مع حاضرنا ومستقبلنا.
وفد اقتصادي كبير
والأحد، وصل إلى جدة وفد اقتصادي سوري كبير، برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر خليل، للمشاركة بأعمال كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري، لأعمال القمة العربية المرتقبة.
وأعربت رئيسة الوفد معاونة وزير الاقتصاد رانيا أحمد عن تقدير سوريا وشكرها للدول العربية، لتقديمها المساعدات والتخفيف من تداعيات كارثة الزلزال على الشعب السوري، داعيةً إلى ضرورة “العمل على إزالة القيود التعريفية وغير التعريفية أمام حركة التجارة البينية، بما يعزز من دور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في التنمية الاقتصادية العربية”.
وصول القادة
ومن المتوقع بدء وصول القادة والملوك العرب المشاركين في القمة العربية بدءا من يوم الخميس، حيث تنعقد يوم الجمعة القمة العربية بأجواء إيجابية فرضتها عودة سورية للجامعة العربية بعد تغييب استمر لـ12 عاما.
وفي إطار مواصلة المشاورات حول جدول أعمال القمة العربية، هاتف وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد نظيره الجزائري أحمد عطاف، وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها إن “الاتصال الهاتفي جاء عقب الاتصال الذي جرى بين الرئيسين عبد المجيد تبون، والرئيس بشار الأسد، في الثامن من أيار والذي أتاح للوزيرين فرصة مواصلة مشاوراتهم حول النقاط الرئيسية المدرجة في جدول أعمال القمة المقبلة، لمجلس وزراء جامعة الدول العربية، المقرر عقدها في الـ 19 من أيار/مايو في جدة”.
الوضع في سوريا يؤثر على المنطقة ككل
وفي غضون ذلك، اعتبر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن “قرار مجلس جامعة الدول العربية عن عودة مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة العربية ليس اشتراطات ولا يتحدث أحد عن شروط للعودة ولكن يمكن القول إنها تفاهمات مرغوب أن تكون مقبولة من جميع الأطراف لتكون العودة بمثابة شكل من أشكال التهدئة للوضع في سوريا”.
وأوضح زكي أن “الموضوعات التي تم طرحها في إعلان عمان الذي صدر قبل أيام والذي تحدث عن موضوعات مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في سوريا وتقوية الأوضاع السياسية، هذه الموضوعات وغيرها تؤثر على دول الجوار وغيرها لأنه في نهاية الأمر الوضع في سوريا، يؤثر على المنطقة ككل والأمن والاستقرار في الوطن العربي”.
المصدر: موقع المنار