على وقع أثار الأزمات المتتالية، من جائحة كورونا وما اعقبها ركود اقتصادي، وما سببته الحرب الأوكرانية، من ارتفاع في اسعار المواد الغذئية، يحتفل العالم في الأوّل من ايّار / مايو بعيد العمّال العمالي، ما ينعكس واقعاً مريراً يعيشه العمّال ، يزيدهم اصراراً على الوحدة، حفاظاً على حقوقهم المكتسبة.
العمّال في مختلف أنحاء العالم، الذين يمثلون عصب الاقتصادات الوطنية، يستقبلون هذا العيد، وسط شعور بالقلق من المستقبل، في ظل واقع مرير يعيشه العمّال، أمام تقلّص الحقوق العمّالية، من جهة، وركود اقتصادي، يهدّد بفقدان آلاف الوظائف، من جهة ثانية.
واقع، يصبح معه توفير الأمن الوظيفي والتأمينات المعيشية والطبّية والتقاعدية، هاجساً يومياً لملايين العاملين والعاملات، بعد تراجع الحقوق العمالية نسبيا في الفترة الحالية بمختلف القطاعات، أمام تراجع الحكومات عن الكثير من الحقوق المعترف بها للعمال في القوانين المحالية والدولية، في مختلف أنحاء العالم.
وفي عيد العمّال العالمي، يستذكر العمّال تضحيات آلاف من العمّال وقادة الحركة النقابية، الذين واجهوا الظلم، على مرّ عشرات السنوات، لتوحيد الحركة العمّالية العالمية، وتكريس حقوق العمّال في القوانين المحلية، والمواثيق الدولية، معاهدين باستمرار النضال، للحفاظ على هذه الحقوق المكتسبة.
نضال يجعل من العيد، مناسبة للمطالبة بالحقوق، فتتحوّل المسيرات العمّالية، المطالبة بتحسين ظروف العمّال الى مواجهات مع القوى الامنية، في العديد من دول العالم، وسط إصرار عمّالي على التمسكّ بمكتسباتهم القانونية، رغم كل المحاولات للانتقاص منها.
واذا كان العيد يشكّل مناسبة، لتقدير العمّال على عطاءاتهم وانجازاتهم لمصلحة شعوبهم ، والعالم، الّا أنّ آلاف العمّال، يبقى العيد بالنسبة لهم يوماً عادياً، حيث يضطرون للعمل خلاله، ليكونوا قادرين، على تأمين لقمة العيش الكريم لعائلاتهم.
أمّا بالنسبة لعمّال فلسطين، الذين يعانون القتل اليومي والحصار، فلا يمرّ يوم العيد من دون اعتداءات متكررة عليهم من قوات الاحتلال، ليزيد من معاناتهم اليومية، أثناء تنقلاتهم على حواجز الاحتلال، فضلاً عن فقدان فرص العمل بفعل الحصار على غزّة، والاقتحامات اليومية، لمدن الضفّة الغربية، وما ينتج عنها من اعتقالات وقتل بحق مئات العمّال، الذين يفتقتدون، اللى ادنى مقومات الحماية والعيش الكريم.
واقع العمّال الفلسطينيين، ينسحب بدوره على عمّال العراق وسوريا، الذين عانوا أثار الارهاب، والعمّال اليمنيين، الذين يعانون أثار الحرب والحصار، فضلاً عن العديد من دول العالم، التي يخضع فيها العمّال للتمييز العنصري، والفصل من العمل، البحرين مثلاً، وانعكاسات الحروب دول القارّة الأفريقية، ما يضفي على يومهم العالمي، قلقاً متزايداً من مستقبل قاتمٍ بانعكاساته السلبية، على ظروفهم المعيشية.
وفي عالم يشهد تطورات سياسية – اقتصادية متسارعة، تلقي بظلالها على الوضع الاجتماعي للعمّال في العالم، يبقى رهان العمّال على وحدتهم لحماية مكتسباتهم، وتحصيل المزيد من الحقوق، التي تحقق لهم العدالة الاجتماعية، ورفاهية العيش الكريم.
المصدر: يونيوز