لنفترض أنك كنت تعاني من الصداع، وسريعًا توجهت إلى الدولاب الذي تخزّن به الأدوية، وتناولت الحبوب المسكّنة، بعدها لاحظت انتهاء تاريخ صلاحيتها. ما الذي قد يحدث في هذه الحالة؟ هل قد تعاني من آثار صحية قد تؤدي للوفاة؟

لا بد أنك لاحظت خلال شرائك بعض الأغراض من السوبرماركت ملصقات (غالبًا موجودة في قاعدة أو على جانب تغليف المنتج) تقول (Best Before) (الأفضل قبل) متبوعة بتاريخ محدد. في بعض المنتجات الأخرى ترى كلمات (Expiration date) (تاريخ الصلاحية). هذا التاريخ يحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية، فهو التاريخ النهائي الذي تضمن به الشركة المصنّعة كامل كفاءة الدواء ومكوناته، مع التعهد الضمني بإمكانية استخدامه بأمان، إذا ما تم وصفه من قبل طبيب.

بعد إجراء التجارب السريرية على الدواء، واعتباره صالحًا للاستخدام، يتم وضع مجموعة من المعايير لتقدير كم من الوقت سيحتفظ الدواء بفعاليته بعد تاريخ تصنيعه. ولعمل ذلك، يخضع الدواء لمجموعة من الفحوص، منها: التعرض قصير المدى للرطوبة، والحرارة، والضوء، والتأكسد. بعد وضع كل هذه الأمور في الاعتبار، يختم المصنّع التاريخ على الدواء، والذي يشير إلى أن فعاليته لن تبقى مضمونة بعد هذا الوقت.

لتحديد تاريخ صلاحية الأطعمة، يتم إجراء دراسات وأبحاث التخزين والحفظ للمنتج ودراسة المكونات وفترة صلاحيتها. وعلى خلاف الأدوية، فلا يتم وضع الأطعمة تحت اختبارات صارمة لتحديد تاريخ الصلاحية. يتم وضع ملصقات عليها، وتخزينها في ظروف محاكاة متفاوتة، مثل الرطوبة والحرارة والضوء، وذلك لمدة محددة مسبقًا. وبعد انقضائها، تخضع العينات للفحوص، وبعد النظر إلى الملاحظات ومختلف المعايير المستخدمة أثناء الدراسة يتم وضع تاريخ الصلاحية.
هل من الآمن استخدام الأدوية أو الأغذية منتهية الصلاحية؟
الأدوية: بحسب دراسة (Shelf Life Extension Program) التي أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية، فإن صلاحية معظم الأدوية أطول بكثير من تاريخ انتهاء الصلاحية المسجل على العبوة. ومن الأدوية التي تستمر فعاليتها بعد انتهاء التاريخ الأصلي للصلاحية، أموكسيسيلين، سلفات المورفين، دايفينهايدرامين، سيبروفلوكساسين، ومعظم أقراص تخفيف الصداع، وارتفاع الحرارة.

فيما هناك أدوية تتلف سريعًا، مثل: الإنسولين المستخدم للتحكم في مستوى السكر في الدم، والنتروجليسيرين تحت اللسان، واللقاحات. لذلك، فمن الصعب تحديد سريان مفعول صلاحية الأدوية، وكي تكون في مأمن، فيُنصح بعد استخدام الأدوية منتهية الصلاحية.
الأطعمة: كما هو الحال مع الأدوية، فمعظم الأطعمة (على الأقل التي تستخدمها بشكل يومي) لن تضر بالضرورة صحتك بعد تجاوز تاريخ انتهاء صلاحيتها. يمكن معرفة صلاحية الأطعمة من مذاقها الذي لم يعد طازجًا، لكنها لن تحدث أي ضرر حين تبقى عدة أسابيع في الثلاجة بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها.

وخلافًا للاعتقاد الشائع، فتاريخ الصلاحية للمواد الغذائية ليس مقياسًا لأمان استهلاكها، إنما يمثّل الوقت الذي لن يبقى فيه المنتج في قمة طزاجته وجودته. في النهاية، يجب قراءة تاريخ صلاحية كل منتج أو دواء سواء عند شرائه أو استخدامه، لكن عليك ألا تقلق من الآثار الجانبية إن استهلكت بالخطأ منتجًا بعد مرور عدة أيام على موعد انتهاء صلاحيته.

المصدر: مواقع