تتسارع عمليات إجلاء رعايا الدول من السودان، اليوم الأحد، بينما تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أكثر من منطقة، مع دخول المعارك أسبوعها الثاني.
ورغم إعلان هدنة من الطرفين، اشتدت الاشتباكات اليوم لا سيما في منطقة أم درمان غرب العاصمة، كما أفيد عن غارات جوية في منطقة كافوري شمال الخرطوم.
وقالت قيادة قوات الدعم السريع إنه “مواصلة لنهجها المستمر في عدم الالتزام بالعهود اخترقت قوات الانقلاب المسنودة بالجماعات المتطرفة الهدنة المعلنة وقامت بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين الأبرياء ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات”.
ودانت قيادة الدعم السريع هذا “المسلك الغادر الذي يتنافى مع الالتزام المعلن بالهدنة”.
بدورها، نبهت القوات المسلحة السودانية المواطنين، من أنها “رصدت استخدام المتمردين لأسلوب خداع يتضمن ارتداء أزياء القوات المسلحة واستخدام عربات “لاندكروزر” بطلاء مشابه لذلك المستخدم في عربات الجيش للتضليل ومحاولة إلصاق بعض الانتهاكات والجرائم التي يرتكبونها بقواتنا”.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن البلاد تشهد منذ الصباح انقطاعا “شبه كامل” لخدمة الإنترنت.
وافادة وسائل الاعلام عن تجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان غربي الخرطوم، وبسماع أصوات إطلاق نار متقطع في محيط القصر الرئاسي، وذلك عقب هدوء حذر شهدته العاصمة السودانية الليلة الماضية.
استمرار إجلاء الأجانب وسط دعوات دولية لوقف القتال
وأعلنت الخارجية العراقية إجلاء 14 عراقيا من الخرطوم إلى موقع آمن في مدينة بورتسودان، وأكدت أنها تواصل الجهود لنقل الأعداد المتبقية، كما أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه تقرر إعادة المواطنين الأتراك ونقلهم من مناطق النزاع في السودان برا عبر دولة ثالثة اليوم إلى تركيا.
بدورها أعلنت السفارة الهولندية في السودان بدء الترتيب لإجلاء مواطنيها وموظفي السفارة إلى مكان آمن.
فرنسا بدأت عملية إجلاء رعاياها من السودان
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس بدأت بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها من السودان.
وقالت الخارجية الفرنسية إن عمليات الإجلاء ستشمل رعايا من دول أخرى حليفة.
ويأتي ذلك، عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إجلاء موظفي سفارتها وعائلاتهم، صباح اليوم من السودان.
وعملت دول عدة على إجلاء رعاياها من السودان بعدما دخلت المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو أسبوعها الثاني، وفشل تطبيق الهدنة المؤقتة المعلنة.
وبدوره قال وزير الخارجية اليوناني إن بلاده تنسق لإجلاء اليونانيين والقبارصة من السودان، وإنها سترسل طائرات عسكرية لهذا الغرض،مضيفاً “سنطرح قضية الرعايا الأوروبيين في السودان في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا”.
من جانبه أكد البرلمان السويدي أن السويد سترسل 400 جندي إلى السودان للمساعدة في تسهيل إجلاء مواطنيها.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إنه تم إجلاء 19 إيطاليا من بورتسودان إلى مصر بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وأعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية أنها تنسق مع فرنسا وهولندا لإجلاء الرعايا البلجيكيين في أسرع وقت ممكن من السودان.
بدورها دعت الخارجية الأسترالية رعاياها في السودان إلى الاحتماء بمكان آمن، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في السودان غير مستقر، وأن القتال العنيف مستمر.
هذا وأعلنت نقابة أطباء السودان -اليوم الأحد- ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 264 حالة وفاة بين المدنيين و1543 حالة إصابة.
وقالت النقابة -في منشور أوردته على صفحتها بموقع “فيسبوك” اليوم- إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى اللحظة في العاصمة والأقاليم.
وأشارت إلى وجود العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، بسبب عدم التمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
قوات الدعم السريع تتهم الجيش بضربها مع الرعايا الفرنسين بالطيران
وأعلنت قوات الدعم السريع، أن قواتها تعرضت صباحا لهجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسين من من سفارة بلادهم مرورا ببحري إلى أم درمان ما عرض حياة الرعايا الفرنسين للخطر.
وأكدت إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة بقية الرعايا، لافتة إلى أنها حفاظا على سلامة الرعايا الفرنسين اضطرت إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى.
وأشارت في بيان إلى أنه “وبتنسيق تام مع الحكومة الفرنسية تحرك صباح اليوم موكب إجلاء الرعايا الفرنسيين من أماكن تجميعهم بالسفارة الفرنسية وعبورا بمدينة بحري إلى أم درمان أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة”.
وأضافت أن “هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني وللهدنة المعلنة كان بشهادة وحضور أعضاء السفارة الفرنسية التي وثقت الحادث”.
وجددت قوات الدعم السريع تأكيدها “بالالتزام الكامل بالهدنة المعلنة وفتح الممرات الإنسانية لتمكين المواطنيين من الحصول على الخدمات الضرورية، ولتسهيل حركة الرعايا الأجانب إلى مناطق الإجلاء التي حددتها حكوماتهم”.
الجيش السوداني: قوات الدعم السريع اعتدت على موكب السفارة الفرنسية ما أدى لتعطيل عملية الإخلاء
من جهتها أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن قوات الدعم السريع هي من ارتكبت عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية بينها الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى لتعطيل عملية الإخلاء.
وقالت القوات المسلحة السودانية، إن “مليشيا الدعم السريع سرقت العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي، واعتدت اليوم على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة، كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء”.
ولفتت إلى “إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري”.
ودانت القوات المسلحة “هذا السلوك البربري والجنوح للعنف والذي هو سمة ملازمة لمليشيا الدعم السريع قبل وبعد تمردها في أسوء نموذج لاستغلال القوة والمال عرفه تاريخ البلاد”.
مصر: إصابة أحد موظفي سفارتنا في الخرطوم ودبلوماسيونا يعدون لعملية إجلاء جاليتنا
هذا وكشفت الخارجية المصرية عن إصابة أحد موظفي سفارتها في الخرطوم جراء المعارك المتواصلة هناك، مؤكدة أن الدبلوماسيين المصريين “لن يتركوا الميدان” قبل الاطمئنان على كل مواطن.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في معرض رده على استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين صباح اليوم الأحد، حول الموقف بشأن عملية إجلاء أعضاء الجالية المصرية في السودان وأعضاء البعثة الدبلوماسية والبعثات الفنية الرسمية.
وقال أبو زيد إن الدول التي لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة اَلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط محكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة في ظل التصاعد الخطير في حجم المخاطر.
وكشف أن أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق ناري بالفعل، مشيرا إلى أن هذا الأمر “يؤكد مرة أخرى على ضرورة توخي أقصى درجات الحذر حفاظا على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان”.
وفيما يتعلق بوضع البعثة الدبلوماسية، أوضح المتحدث أن “العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسي المصري تفرض عليه أن يكون آخر من يغادر ميدان عمله بعد الاطمئنان على استكمال عملية إجلاء كل من يرغب من أعضاء الجالية في المغادرة”.
وضرب أبو زيد مثالا على ذلك بما حدث مؤخرا فى دول مثل ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا، حيث “نجحت السفارة المصرية في إتمام عمليات الإجلاء الآمن للجالية المصرية فيها”.
المصدر: روسيا اليوم + وكالات