ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد لهذا العام بعدما أدى الصلاة في مسجد الإمام الحسين، في منطقة برج البراجنة، ومما قال فيها ان “واشنطن تعمل على طبخة تريد معها لبنان بلد نزوح، وفوضى منظّمة، ومن ضمنها خريطة حرب أهلية وتجمّعات إرهابية، والخطر يمرّ بدمج النازحين، ودمجُ النازحين يعني نهاية لبنان”.
وتابع: “لذلك السؤال: هل تعي القوى السياسية أننا أمام واقع كارثي؟! وأن لبنان على شفير الانهيار الكامل الذي يطال أصل وجوده؟ وأن الفدرالية واللامركزية تمرّ بالحرب؟”.
“لبنان مفتاح حلّ لاستقرار وأزمات المنطقة، والكل يحتاجه، والشراكة السعودية الإيرانية ضرورة إنقاذية للبنان والمنطقة، والتأخير صاعق تفجير، وواشنطن الأحادية انتهت، والدور اليوم للتوازنات الجديدة في العالم والمنطقة، ودبلوماسية الصين الصادمة كشفت زيف واشنطن وحجم ضعفها، وهذا ما يجب على الحكومة اللبنانية الالتفات إليه، وكأساس لخط مصالح لبنان فإنها من مصالح سوريا، وكذلك العكس، ومصالح لبنان وسوريا من مصالح فلسطين، ولا سلام ولا استقرار إلا بزوال إسرائيل من الوجود، وما يجري بالأقصى يمس لبنان وأمنه ومصالحه وقضاياه القومية، فالعالم تغير جدا منذ وعد بلفور المشؤوم”.
وقال: “رغم الكارثة التي أصابت مالية الدولة إلا أن الحكومة ليست معذورة أبدا، وبعض الوزارات ما زال سوق ارتزاق، وما زال الفساد فيها يتنفس بشدة، والمصارف تنهك الدولة، والتعافي الاقتصادي لا يمر بابتلاع الودائع، واللوبي المالي التجاري يمارس أسوأ خيانة بحق لبنان وشعبه، والمطلوب أن نحمي هياكل لبنان، ومنها الودائع والأسواق والعامل اللبناني، وفرص العمل، والقطاع التعليمي والاستشفائي، والأساسيات المعيشية، وتكريس وجود الدولة النفسي، ومنها الحضور الإعلامي والمجتمعي، لأن النوم على فراش الفراغ والاستهتار بالمسؤوليات الحكومية إنهاء لما تبقى من بلدنا، والعالم تغير، والخيارات يجب أن تتغير، واستسلام لبنان ليس في الحسبان أصلا”.
واعتبر المفتي قبلان ان “مصلحة الجميع بتسوية سياسية تحفظ الدولة ومشروعها، ولعبة الحصار والإنهاك الاقتصادي ليست لصالح واشنطن ومشروعها الإقليمي”.
اضاف: “مرشّح الفراغ دمار للبنان، ورئيس بلا نفوذ وطني سيزيد من جحيم الفراغ، “وما نريده رئيس مسيحي قوي بالقيمة لا قوي بالعدد، وحماية الوجود المسيحي إنما هو بالشراكة الوطنية والدولة المركزية، لا بخرائط بعض الرؤوس الحامية، ذات التاريخ الأسود”.
واكد ان “الحل بتسوية رئاسية في مطبخ مجلس النواب، ونفط لبنان ضمانة كبرى والضامن الأكبر لهذه الضمانة جيش وشعب ومقاومة، والعين دائما على الإلفة الكاملة للعائلة اللبنانية وأكبر طائفة في لبنان طائفة الإنسان الجامعة لكل طوائف لبنان، والسنوات العجاف بطريقها للنهاية إن شاء الله تعالى”.