وأوحت الايام الماضية أنّ الاهتمام الخارجي بالاستحقاق الرئاسي اللبناني أكبر من الاهتمام الدّاخلي به. فما يخرج على لسان اهل البلد بعد ستة أشهر من الفراغ الرئاسي ليس سوى صلوات ودعوات وأمنيات بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن لأنّ الوضع لم يعد يحتمل. وأصبح الامر أشبه بكليشيهات لا تسمن ولا تغني من جوع طالما أن لا أحد يتحرّك باتّجاه أحد، والضائعون في خياراتهم، يعرقلون عمل العارفين لما يريدون.
والحال هذه لا يبدو أن هناك ما سيغيّرها بإرادة داخلية بحتة، اللهم الا إن تمكّن المتباعدون من الاتفاق على اسم لمرشّح أو اكثر يمكن له أن يواجه في لعبة ديمقراطية تحت قبة البرلمان سليمان فرنجية ، المتريّث الى الآن في اعلان ترشّحه رسميا.
إذا، الدّاخل منكفئ لا يتحرّك، أمّا الخارج فانقسم حراكه في اتّجاهين: الاتّجاه الأوّل: دعوة فرنسا لفرنجية لزيارتها، وخلاصتها الطريق مع السعودية ليست سالكة بعد.
الاتّجاه الثاني: وفد قطري في لبنان بمروحة لقاءات واسعة، وخلاصتها: استطلاع واستمزاج آراء اللبنانيين حول الاستحقاق الرئاسي من دون أي إضافات أخرى، والثابت في كلّ تلك اللقاءات أنّ من يدعمون ترشيح فرنجية أكّدوا على التمسّك بهذا الدعم.
وعليه، بين الزيارات من والى لبنان، الاستحقاق الرئاسي لا يزال في أوّل مساره، التعويل على الاقليم لن يقصّر هذا المسار، والقصور في الدّاخل سيستنزف البلد أكثر… فهل من يفقهون؟
المصدر: المنار