عقدت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” مؤتمرا حول “تأثير الأزمة الاقتصادية على إدارة النفايات والمياه والطاقة المتجددة” في قاعة القرية الزراعية في بعلبك، بمشاركة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين، ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وفاعليات أمنية وبلدية ونقابية واقتصادية واجتماعية.
وافتتح المؤتمر مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب رامي اللقيس، فقال “نتناول اليوم تأثير الأزمة على إدارة النفايات الصلبة، لذا اخترنا ضيفا صديقا للبيئة وصديقا للإصلاح هو وزير البيئة ناصر ياسين، لذا أدعوكم لعرض مبادراتكم وحاجات البلدات، وأيضا ركزوا على قصص النجاح التي حققتموها رغم الظروف الصعبة في هذا الملف”.
وشدد على “الإيجابية في التعامل مع ملفات النفايات والمياه والطاقة التي تعاني من مشكلات متعددة الأبعاد على صعيد الضعف في الادارة، غياب التمويل والعدد الهائل من النازحين، لذا تكمن رؤيتنا لمعالجة المشكلة في التعاون والتضامن بين الجميع”.
بدوره، أشار ياسين إلى أن “وزارة البيئة صديقة للمجتمع المدني والأهلي والبيئة وللبلديات وللاتحادات البلدية بشكل خاص، وأنا أوجه تحية لرؤساء البلديات الذين يعملون بشكل دائم لحماية البيئة وما تبقى من موارد طبيعية”.
وبخصوص موضوع النفايات، قال: “وضعنا خارطة طريق ضمن خطة الوزارة، لكي نؤسس لإدارة متكاملة للنفايات، وهذا يلزمه وقت لأننا نعمل تحت ظروف صعبة، ولهذه الطريق ثلاث ركائز أساسية اولا نعمل كثيرا مع المبادرات الحالية ونعممها كثيرا، وهي موضوع الفرز من المصدر الذي هو أساسي، لأن هذه هي الطريقة الصحيحة، لنبدأ التخفيف والتوفير وتحويل جزء جيد لمخلفات نستطيع استخدامها ضمن الاقتصاد الدائم، ونحن نؤسس العديد من مراكزلاستلام “المفروزات”، وهذه دعوة لكم كقادة محليين من بلديات وجمعيات ومنظمات دولية ومانحين لكي تدعموا هذه المبادرات. طبعا هذا لا يكفي، إذ انها تغطي فقط 20 % ويبقى 80 %، لذا يجب أن نطور كل المنشآت، ونحن خلال السنة الماضية سعينا بشكل دائم ونجحنا بأخذ وعد وموافقة بالمشروع الجديد الذي يتعلق بالبنك الدولي لتحسين الواقع الزراعي خاصة في المناطق الريفية، نضغ 20 مليون دولار لرفع مستوى المنشآت الموجودة التي تفرز النفايات، ومعمل بعلبك هو واحد من هذه المنشآت، وهناك أيضا في البقاع معامل زحلة وبر الياس وجب جنين، وهذه المنشآت تحتاج للقرض والمساعدة، ولكي ننطلق بعملية التنفيذ في أواخر 2024 لدينا سنة ونصف يجب ان نفكر فيها كيف سنحافظ لكي تبقى هذه المنظومات المتعلقة بالنفايات الصلبة فعالة”.
وتطرق إلى موضوع الصرف الصحي، فقال: “ندفع بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسات المياه ومجلس الإنماء والإعمار والاتحاد الأوروبي واليونيسف والمانحين، لدعم إعادة تشغيل عدد جيد من المحطات على مستوى البقاع، المحطات الكبيرة ستعمل ولكن يبقى لدينا ان ننشئ محطات صغيرة في البقاع الأوسط، ولقد تقدمت أعمال مشروع رفع الضرر عن نهر الليطاني وبحيرة القرعون، ومعظم شبكات الصرف الصحي في البقاع الأوسط باتت تعمل بشكل جيد. المقصود بالقول اننا بالرغم من الظروف الصعبة لم نتردد بالنظر الى القضايا البيئية التي تحتاج إلى تعاون إضافي من قبل الهيئات المانحة ومؤسسات الدولة”.
ونوه ياسين “بما نشهده من تحول نحو الطاقة البديلة، وثمة تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات الدولية المانحة لتسهيل هذا الموضوع، وتم تجهيز الكثير من المنشآت ومحطات ضخ المياه بالطاقة الشمسية، ولكن يجب الانتقال من المشاريع الفردية إلى اللامركزية على مستوى المحافظات أو الأقضية في إنتاج وإدارة الطاقة المتجددة”.
هاونشتاين بدورها اعتبرت أن “البلديات في الصفوف الأمامية بالعمل، وقد على عملها وأدائها الأزمة الاقتصادية والأزمة السورية وكوفيد- 19، لذا هي تعاني من صعوبات، وتأثير تلك الأزمات ليس في البقاع فقط، بل نجده في كل لبنان. وإنني أحيي عملكم وجهودكم والدور الذي تقومون به، رغم الظروف الصعبة، ونؤكد دعمنا الدائم لكم”.
وأشارت إلى أن “القطاع الزراعي هو قطاع مهم جدا، ولكنني لمست خلال جولاتي صعوبة ما يعانيه المزارع لجهة عدم القدرة على الحصول على التمويل اللازم لتطوير وتنمية مشاريعه الزراعية، بالإضافة إلى الكثير من المعوقات”.
وأوضحت بأن “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على مستويات متعددة، فعلى المستوى الوطني نعمل مع الوزارات والإدارات، وفي الوقت نفسه نعمل على الصعيد المحلي مع البلديات لتطوير قدراتها، وندعم المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية، وفي البقاع دعمنا حوالي 280 مشروعا بقيمة 39 مليون دولار، مما ساهم في تحسين ظروف حياة مليون إنسان، وهناك العديد من المشاريع التي ساهمت بتحسين إدارة النفايات، وفي تمكين الناس اقتصاديا وحماية البيئة”.
وأكدت “التعاون مع برنامج UN Habitat لدعم برامج الحوكمة، ودعمنا مشاريع في القرعون وبر الياس وحزرتا، وساهمنا في معالجة النفايات في 14 بلدية في المنطقة، ونحن مستمرون في دعم مجموعة من المنشآت التي تساهم في إدارة النفايات في البقاع الغربي”.
وأشارت إلى “مساهمات البرنامج في خدمات المياه، وتطوير البنى التحتية الزراعية، وإنشاء مجموعة كبيرة من الأقنية الزراعية لإيصال المياه إلى الأراضي الزراعية، ودعم 84 ألف مزارع مع عائلاتهم، كما يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي محطة تكرير زحلة حتى لا تقع أزمة أكبر في بحيرة القرعون”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام