بعدَ سنواتٍ من الربيعِ العربي المصطنع ، يبدو أنَّ الفصولَ تتداخلُ في المنطقةِ في عزِّ فصلِ الربيعِ الطبيعي.
فالخريفُ الاسرائيليُ حلَّ باكراً هذا العام ، تظاهراتٌ للاسبوعِ الثالثَ عشرَ في الكيانِ الصهيوني ضدَّ حكومةِ بنيامين نتانياهو. وسائلُ إعلامِ العدوِ أَحصت مشاركةَ أكثرَ من مئةٍ وخمسينَ ألفَ شخصٍ في تظاهرةِ تل أبيب وحدَها ، تخللها مواجهاتٌ وإغلاقُ شوارعَ رئيسية ، وقيامُ شبانٍ باحراقِ أوامرِ تجنيدٍ تلقَّوها للخدمة في صفوفِ جيشِ العدو ، في وقتٍ تحتدمُ المواجهةُ الكلاميةُ بينَ نتانياهو والمعارضةِ التي حذرت من تشريعِ ميليشيا لوزيرِ الامنِ ايتمار بن غفير تحتَ مُسمى الحرسِ الوطني لانها ستؤدي في النهايةِ الى مواجهةٍ دمويةٍ بينَ المستوطنينَ أنفسِهم بحسَبِ أوساطٍ صهيونية.
التبدلُ في المشهدِ في المنطقةِ يتمددُ ربما لتلافي خريفٍ آخرَ في مكانٍ آخر، فاَمامَ وزيرِ الخارجيةِ السعودي “فيصل بن فرحان” الكثيرُ من العملِ للقيامِ به خلالَ الايامِ والاسابيعِ القادمة ، فقد نقلت وكالةُ رويترز عن ثلاثةِ مصادرَ مطلعةٍ أنَّ الفرحان سيزورُ دمشقَ خلالَ الاسابيعِ القادمةِ لتوجيهِ دعوةٍ الى الرئيسِ بشار الاسد لحضورِ القمةِ العربيةِ المزمعِ انعقادُها في الرياض في أيارَ / مايو القادم، على أنْ يسبقَ ذلك لقاءٌ في شهرِ رمضانَ المباركِ يعقدُه وزيرُ الخارجيةِ السعودي معَ نظيرِه الايراني أمير عبد اللهيان في موعدٍ يُحدَّدُ قريبا.
اما في لبنان، فالبلدُ بحاجةٍ الى صلاةِ استسقاءٍ للتخفيفِ من قسوةِ الجفافِ السياسي والاقتصادي.
فهل تشكّلُ غيمةُ باريس طليعةَ الغيثِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية؟ فما زالَ التكتمُ الشديدُ يحيطُ بمحادثاتِ رئيسِ تيار المردة سليمان فرنجية في العاصمةِ الفرنسية. أما حاكمُ المصرفِ المركزي فماضٍ في ابداعاتِه باشاعةِ غيومٍ اصطناعيةٍ لاستمطار بعضِ المالِ لموظفي القطاعِ العام ، لا يُسمنُ ولا يغني من جوعٍ تحتَ مسمى صيرفة التي أربكت الموظفينَ بينَ من سحبَ معاشَه على سعرِ التسعين ، ومن سيَسحبُه على الستين ، ومن يتريثُ لعلَّ سلامة يتكرمُ عليه بسعرٍ ثالث.
المصدر: قناة المنار