أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، أكد له في مكالمة هاتفية نواياه تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وقال بوتين، في مؤتمر صحفي له في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ [أبيك] المنعقدة في عاصمة بيرو مدينة ليما، إن “الرئيس الاميركي المنتخب أكد نواياه تطبيع العلاقات الروسية – الأميركية”، مضيفاً أن مسألة عقد لقاء بينه وبين ترامب، لم تناقش، ولكن جرى التأكيد أنه لكان من المفيد عقد لقاء بين ممثلين عن الرئيس الروسي والرئيس الاميركي المنتخب. ومع ذلك أشار بوتين إلى أن هذا أمر صعب أيضا في الوقت الحالي، لأن ترامب لا يزال يشكل فريقه.
وفي معرض حديثه عن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أشار بوتين إلى أن هناك فرقاً كبيراً في الخطاب قبل الانتخابات والسياسة الحقيقية. ورد بوتين بـ “لا” على سؤال حول ما إذا سيعيق انتخاب ترامب تطوير التجارة في إطار “منتدى أبيك”، مضيفاً أنه “طبعا هناك بعض التساؤلات، والزملاء يطرحونها، وهذا أمر واضح، لكن لا يجب أن تكون هناك أي مخاوف، وبشكل أو بآخر فان كل شيء سيكون في مكانه”. وأوضح بوتين “كلنا ندرك جيدا، ويعرف الجميع أن هناك دائما فرقا كبيرا بين الخطاب قبل الانتخابات والسياسة الحقيقية في كافة البلدان تقريبا، اما ما يخص تصريحات السيد ترامب حول أنه يريد أن يعيد المؤسسات الإنتاجية إلى الولايات المتحدة لتوفير فرص العمل في بلاده، فما هو السيئ في ذلك؟”.
وتعليقا على محادثته مع الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، على هامش قمة أبيك، قال بوتين “على الرغم من أن الحوار لم يكن سهلا وكان من الصعب العمل مع بعضنا البعض أحيانا، أشرنا مع الرئيس أوباما إلى أننا كنا نحترم مواقف بعضنا البعض دائما. وقدمت له الشكر على العمل المشترك خلال تلك السنوات، وقلت له إنني سأكون مسرورا لأراه [في روسيا] في أي وقت يعتبره مناسبا، في حال كانت هناك ضرورة ورغبة”.
يذكر، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الاميركي المنتخب، دونالد ترامب يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وبحسب المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، فإنه من غير المستبعد إمكانية عقد لقاءات شخصية بين بوتين وترامب. وأشار بيسكوف الى أنها قد تعقد قبل تسلمه منصب الرئاسة في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الروسي أن جزر الكوريل تعتبر أرضا سيادية لروسيا، لكن موسكو مستعدة للحوار مع اليابان، وهناك خيارات مختلفة. وأشار بوتين إلى أن “روسيا واليابان ترغبان بصراحة في عقد معاهدة السلام، وتبحثان عن السبل لتحقيق ذلك”، مؤكداً أنه يجب دعم هذا السعي بشتى الأشكال. واعتبر الرئيس بوتين أن عدم وجود معاهدة سلام بين روسيا واليابان أمر من مخلفات الماضي، التي تعيق المضي قدماً إلى الأمام. وقال بوتين بهذا الخصوص: “لا أود استباق الوقت بالحديث عن القضية الرئيسية التي نعمل عليها [مع اليابان]، أي التحضير لتوقيع معاهدة السلام. وأعتقد بأنه من الواضح تماما بالنسبة لروسيا واليابان أن عدم وجود هذه المعاهدة أمر من مخلفات الماضي الذي يعيق المضي قدما إلى الامام”. وأكد بوتين “نحن سنواصل اتصالاتنا على مستوى وزارتي الخارجية، والحوار تمت إقامته بمبادرة من الطرف الياباني، واتفقنا على أنه في حال قمت بزيارة لليابان، فإن هذه المجموعة من المسائل [المتعلقة بمعاهدة السلام] ستكون مسائل نقاش رئيسية خلال زيارتي”.
وذكر بوتين أنه ناقش مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، “ما الذي يمكن القيام به بشكل مشترك في جزر الكوريل. وهذا يخص حل بعض القضايا الاقتصادية والانسانية، ولكن حتى الآن من السابق لاوانه الحديث عن ذلك، لأنه لا توجد هناك اتفاقات نهائية. ونحن سنواصل اتصالاتنا على مستوى وزارتي الخارجية”.
الى ذلك، أعلن بوتين أنه لا يجوز تأسيس اي اتحادات اقتصادية مغلقة في العالم، مشيرا إلى أن ذلك لن يفيد التنمية الاقتصادية وتطوير التجارة العالمية. وقال بوتين في في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في معرض حديثه عن الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “تي بي بي”، إن “موقفي لم يتغير. زد على ذلك، قلت إن روسيا تعتقد بأن أحد عوامل استعادة النمو الاقتصادي في العالم هو تطوير التجارة الدولية. ولا يمكن للتجارة الدولية أن تتطور بدون حركة حرة للسلع والرأسمال وأفضل الأيدي العاملة”. وأضاف أن “موقفنا يتمثل في أن الاتحادات الإقليمية مهمة وضرورية، لكن يجب إنشاؤها على أساس القواعد الشاملة المتبعة ضمن منظمة التجارة العالمية. وبهذا الشكل بالذات تأسس ويعمل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”. وأشار بوتين إلى أنه يود دمج الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والمشروع الصيني “طريق الحرير”، مضيفاً أنه “من الممكن تطوير التعاون ضمن منظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من الاتحادات الآسيوية. وبالتالي قد تكون من الممكن إقامة اتحاد واسع للتعاون في إطار القارة الأوراسية، وإذا تسنى لنا السير في هذا الطريق، فإنه ستكون من الممكن مقارنة ذلك مع ما تجري إقامته في إطار الشراكة عبر المحيط الهادئ”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية