لن يُغيِّرَ تقديمُ الساعةِ شيئاً في يومياتِ بلدٍ عالقٍ بعضُ أهلِه في مستنقعاتِ التاريخِ والانفعالِ وادعاءِ المظلوميةِ والاستهدافِ عندَ كلِّ مفترقٍ سياسيٍ او ملفٍ او استحقاق .
وما جرى اليومَ في جلسةِ اللجانِ المشتركةِ في مجلسِ النوابِ دليلٌ على حجمِ الاحتقانِ الذي تعيشُه الطبقةُ السياسيةُ وتفرضُه على سائرِ البلاد ..
كلما أُطفئت نارٌ نَفخوا في غيرِها، وبما اَنهم عاجزونَ عن الانجازِ في كبرياتِ الملفات، يلجأونَ للتلهي او الهروب ِبمعاركَ معَ طواحينِ الهواء..
والاجدرُ باصحابِ الحرصِ المستجدِ على الانتخاباتِ البلدية – على اهميةِ الاستحقاق، ابداءُ الحرصِ والاستماتةِ لانجازِ الانتخاباتِ الرئاسية، وهم الواقفونَ علناً على منابرِ تعطيلِ الاستحقاقِ ورفضِ الحوارِ دونَ حياءٍ من عذاباتِ الناسِ واوجاعِهم اليومية..
والمواطنُ الموجوعُ لا يَسمعُ كلَّ هذا الضجيج، لانَ انينَ اطفالِه او قرقرةَ امعائِهم الخاويةِ اكثرُ اهميةً من تلكَ السجالاتِ الخاوية..
على العتمةِ وفوقَ الدولارِ الاسودِ ومعَ انقطاعِ الاتصالاتِ وتَغَوُّلِ الاسواقِ واشتدادِ الازماتِ يريدُ البعضُ ان يخوضَ كالعادةِ معاركَه الشَعبوية، بدلَ التفكيرِ الجِديِّ بتهدئةِ النفوسِ وترطيبِ الاجواءِ والتفكيرِ بما يخففُ من معاناةِ الناس..
وفوقَ معاناةِ الناسِ مزيدٌ من الابتزازِ الذي يمارسُه القيمونَ على صندوقِ النقدِ الدولي، المعطِّلونَ اصلاً لكلِّ مشاريعِ المساعدةِ للشعبِ اللبناني ولو ببضعِ ساعاتٍ كهربائية، وهو ما يترددُ بكلِّ وقاحةٍ اميركية..
في فرنسا تردداتُ التظاهراتِ تهزُّ الاليزيه، واصواتُ التظاهراتِ الحاشدةِ تَنخرُ آذانَ الحكومةِ التي أَوعزَت لشرطتِها التعاملَ بكل حزمٍ وقسوة مع المتظاهرينَ الرافضينَ لقانونِ رفعِ سنِّ التقاعد..
في الكيانِ العبريِّ القاعدِ اهلُه على جمرِ الخلافات، لم يَسلم من تداعياتِ التظاهراتِ التي كَرَّست صورةَ المجتمعِ المهزومِ وحكامِه السياسيينَ غيرِ المكترثينَ الا بمواقعِهم. فوقَعت هيبةُ الكيانِ وقوّتُه واِن أَجَّلت التسوياتُ الانفجارَ الكبير. وما كانَ هذا ليكونَ لولا خلخلةُ البنيانِ الذي تَسببت به ضرباتُ المقاومين وصمودُ فلسطين..
المصدر: قناة المنار