شارك وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، اليوم، في حفل تكريمٍ للإعلاميين غالب قنديل ورفيق نصر الله في بيت بيروت – السوديكو، بدعوة من العلاقات الاعلامية في حزب الله، والقى المرتضى كلمة في المناسبة اعتبر فيها :” بأن تكريم الكبار هو من شيم وقيم اللبنانيين، وهذا يمثّل جزءاً من موروثهم الثقافي، وان المكرمين كانا وما برحا في الخطوط الامامية من جبهة الدفاع في الحرب الثقافية التي تخاض ضدنا، ومن هاتين الزاويتين، اي زاوية القيم والشيم والموروث، وايضاً من زاوية تسليط الضوء على الحرب الناعمة التي نواجهها وسيرة المكرمين في معتركها تجعل وزارة الثقافة ووزيرها معنيين وظيفياً بالمشاركة في هذا الحفل”.
وقال: “إنّ المتبحر في تاريخ منطقتنا والمتأملَ في مجريات واقعها الراهن يعرف أنّ أعداءنا عملوا على مرّ السنين وما برحوا من أجل الحؤولِ دون تشكّلنا دولًا راسخةَ الهويةِ والدورِ، وسعوا وما زالوا الى إبقائنا مشتتين متناحري المكوناتِ على خلفياتٍ طائفيةٍ وإثنيةٍ وعرقيةٍ ودينيةٍ مصطنعة”.
واضاف: ” الإحتلالُ ورعاتُه على يقينٍ من أنهم إذا دحروا مِحور المقاومة لا سمح الله، فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد يجتاز آخر المعوقات التي تحول دون إرسائه، لأن المعادلةَ باتت واضحة اليوم: التّطبيعُ المرفوض من الشعوب العربية مقابلَ تفتيتِ دول المنطقة الى دويلات بحسب مخطط برنارد لويس. ما لا يمكن جرّه الى التطبيع يجب جرُّهُ إلى التقسيم، أمّا حجر العثرة فأحرار هذه المنطقة، ولهذا يجري استهدافهم من خلال خطةٍ منظّمةٍ قوامها الحصار، فتجفيفُ الموارد، فضربُ العملات الوطنية، فالإفقارُ، فتسليطُ بعض جمعيات المجتمع المدني لتسيير شؤون الناس، فضربُ الثقة بالدولة المركزية، كل ذلك سيؤدي بحسب المخططين إلى خلق الريبة والشكّ ومشاعرِ فقدان الثقة بحركات المقاومة، ما يؤدي بدوره إلى تفكيك عناصر القوة في المجتمعاتِ المقاومة ووضعها تحت وصاية الجهات المانحة أو المقرضة ومن ثمّ اخضاعها، وبالتالي ترسيخُ وضعيتها كدولٍ ملتبسةٍ ما يؤجّج الفوضى فيها لعشرات السنين”.
وتابع: “وهل سوى النُخبِ التي منها المكرّمان الأستاذان غالب قنديل ورفيق نصر الله يكشفَ تلك المؤامراتِ ويفضحَ أهدافها الهدّامة؟ أوليس من خلال تلك النخب تُفْضَحُ الدسائسُ التي بدأت مع برنارد لويس وما انتهت مع جون بولتون، وهي بهذا تسهمُ في انتصارِ الوعي الوطني؟ أوليست مسؤولية تلك النخب تفرض بثّ الوعي الإجتماعي لخطورة الترويج لصراعِ الحضاراتِ والثقافاتِ ولخطاب العنف والحقد والطائفية والمذهبية، وتفرض ايضاً الحرص على الوحدة ونبذ التفرقة وتعزيز روح التسامح والتآخي، وهذا بالتحديد نقيضٌ لما يريد الكيانُ المغتصب زرعه في منطقة غرب آسيا بدءًا من ضرب المقاومة في لبنان ؟”.
واردف: ” إنّ طريق المقاومة الثقافية طريق ذات شوكةٍ ،ونحن نشهد على أنّ المكرّمين هما من أصلب وأفعل من سلكَها وثبت فيها، اذْ خاضا الصراعَ الاعلامي والثقافي والفكري في عصرين معًا هما عصرُ الإعلام الحديث وعصرُ الاعلام الجديد وفي كليهما تجلَّت قدرتُهُما على استعمال الأدوات بفاعليةٍ ونجحا في معركةِ الوعي وكانا في طليعة القادة الفكريين، وخاضا الحرب النفسية وجهاد التبيين البليغ ضد العدو الإسرائيلي منذ نصف قرن وتخصصا في فضح تكتيكاته واستراتيجياته، ودعّما الإعلام اللبناني والعربي بكل متاريس الممانعة في مرحلةٍ اولى قبل ان ينتقلا من الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية إلى الهجوم على ايديولوجية العدو وأعوانه في الداخل والخارج، وعكسا في هذا المعترك المقاومة الثقافية بأبهى صورها ضدّ الإحتلال الحضاري والثقافي الذي يمثّل أسوأ انواع الاحتلالات لأنه يبثّ الفرقة والفتن ويرسّخ في النفوسِ الوهنَ والضعفَ والانكسار وهذا بدوره يولّدُ الشعورَ بالهزيمة قبلَ بدء المعركة”.
وختم المرتضى شاكرا “الجهة المنظّمة بشخص محمد عفيف” وبالتمنّي للمكرمين “بطول العمر ودوام الهمّة للاستمرار في اداء الدور التوعوي الاعلامي الرصين في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع مع عدوّ الانسانية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام