يبحث علماء الفضاء في إمكانية إنشاء توقيت خاص بالقمر، شبيه بتوقيت غرينيتش الموجود على كوكب الأرض، وذلك لتوحيد القياس الزمني المستخدم في البعثات الفضائية.
فمع وجود عشرات المهمات القمرية المخطط لها في السنوات المقبلة، قد يكون الوقت قد حان لبعض “التزامن” بين الفرق، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية.
وعادةً ما يتم احتساب الوقت في الفضاء بناءً على الوقت على الأرض، ولكن نظراً لأن الدول المختلفة تخطط للعمل معاً على القمر وحوله، فقد يتطلب ذلك طريقة عالمية لضبط الوقت على سطح القمر.
لن يؤدي تحديد منطقة زمنية قياسية ومتفق عليها للقمر إلى تسهيل التعاون بين وكالات الفضاء حول العالم فحسب، بل يمكن أن يضمن توجيهاً وملاحة أكثر دقة على سطح القمر. ومع ذلك، هناك بعض العقبات الكبيرة، وفقاً لمسؤولي الفضاء الأوروبيين.
فأولاً، لم يتضح بعد ما إذا كان ينبغي أن تكون وكالة فضاء واحدة مسؤولة عن تحديد “وقت القمر” والحفاظ عليه. وإذا تم إنشاء منطقة زمنية جديدة، سيكون السؤال حول ما إذا كانت مرتبطة بالتوقيت الأرضي، أم أنها منفصلة تماماً.
يُضاف إذا ذلك مشكلة تحديد المكان المعياري على سطح القمر، لأن الوقت لا يكون نفسه في المدار القمري كله.
في هذا السياق، قال برنارد هوفينباخ، الذي يعمل في مديرية استكشاف الإنسان والروبوتات في وكالة الفضاء الأوروبية: “بالطبع، يجب أن يكون نظام الوقت المتفق عليه عملياً لرواد الفضاء، فبعد إنشاء التوقيت الجديد، يمكننا المضي قدماً في فعل الشيء نفسه بالنسبة للكواكب الأخرى”.
عادةً ما تستخدم البعثات إلى القمر الهوائيات للحفاظ على تزامن الأنظمة الموجودة على متنها مع الوقت على الأرض، لكن مسؤولي الفضاء الأوروبيين يقولون إن هذه الطريقة قد لا تكون مستدامة لأن البشر يؤسسون لتواجد دائم على القمر.
كما أن العديد من هذه المناقشات جارية بالفعل كجزء من مبادرة “LunaNet” التابعة لناسا، وهو مشروع لتطوير تقنيات ومعايير للاتصالات القمرية والملاحة.
وتعد هذه الجهود المستجدة جزءاً رئيسياً من برنامج Artemis للوكالة، والذي يهدف إلى بناء قواعد قمرية وإطلاق مهمة منتظمة إلى القمر قبل المغامرة إلى المريخ.
المصدر: يورو نيوز