مرةً جديدةً تَهُزُّ الارضُ إنسانيةَ أهلِها، وتُشعِرُهُم بأنَ حساباتِهم غيرُ حساباتِ السماءِ التي قد تَقلِبُ كلَّ شيءٍ بمشيئَةِ بارِئها..
ولو اعتبرَ اهلُ الشأنِ محلياً لتَغيَّرَ الكثيرُ على سكانِ الفالقِ اللبناني، الذين وصَلتهم الهزةُ الارضيةُ كآخرِ الهزات، بعدَ الاهتزازاتِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والزلازلِ الاقتصادية..
رغمَ تزاحمِ الاولوياتِ حجزَ هذا التطورُ الطبيعيُ صدارةَ الاحداث، في بلدٍ تَكثُرُ فيه الاحاديثُ الرسميةُ والشائعاتُ غيرُ العلميةِ وتَقِلُّ فيه الافعال . واِن كانت هزّةُ الامس التي ضَربت تركيا وسوريا من جديدٍ وشعرَ بها اللبنانيون بشكلٍ كبير – لا تزالُ تحتَ سقفِ المأمونِ علمياً، الا انَ الخطورةَ بالبلدِ المترهلةِ بُنيتُهُ التحتيهُ وبعض مبانيهِ المأهولة، ما يضاعفُ الحذر، ويفرضُ تحركاً حكومياً سريعاً لتداركِ ما هو اخطر – متى قررت الارضُ الرفعَ من رسائلِها..
اما في الرسائلِ اليوميةِ فانَّ كلَّ شيءٍ على حالِه، من الدولارِ الملتهبِ الى المصارف المضرِبة، والعامِ الدراسيِّ المهدَّدِ الى الاسواقِ المدَوْلَرة، الى تقاذفِ المسؤولياتِ السياسيةِ والبناءِ على الاجتهاداتِ الاستنسابيةِ للتحللِ من المسؤولية، ومفتاحُ الحلولِ واَوَّلُها: الرئاسةُ المعطَّلةُ بقرارِ رفضِ الحوار .. وعلى محاورِ الازماتِ يترنحُ البلدُ ويراهِنُ اهلُه على الوقتِ الذي لن يَرحمَ احداً..
في الزلزالِ العالميِّ الذي حطَّ فالقُه قبل عامٍ على الاراضي الاوكرانيةِ رسائلُ روسيةٌ مُدوِّيةٌ سَمِعَ صداها الرئيسُ الاميركيُ المتنقلُ في منطقةِ الاشتباك، محاولاً شدَّ عصَبِ حلفائِه الاوكرانيينَ والاوروبيينَ الذين أَنهكَهم الوقتُ والبردُ وحتى الجوع ..
فخطابُ الساعتينِ للرئيسِ الروسي فلاديمير بوتن على بُعدِ يومينِ من الذكرى السنويةِ للحرب، حَشَدَ الصواريخَ البعيدةَ المدى في الحربِ التي تتخطى الحدودَ الاوكرانيةَ باَميال. حربٌ رأى بوتن انَ الاميركيينَ وحلفاءَهم قد اَعَدُّوا لها السلاحَ قبلَ ان تَبدأ، وانَ الردَّ سيكونُ استراتيجياً بكلِّ المقاييسِ العسكريةِ والسياسية. واُولى الخطواتِ – الانسحابُ من معاهدةِ نيوستارت للحدِّ من الاسلحةِ النوويةِ والاستراتيجية، في ظلِّ الحربِ الوجوديةِ التي يخوضُها الغربُ ضدَّ روسيا كما قال..
اما حربُ الصهاينةِ الاهليةُ التي ستُحرقُ كيانَهم فباتت امراً واقعاً بحسَبِ كبارِ مسؤوليهم الذين حَذَّروا بنيامين نتنياهو من ذهابِ الامورِ الى حدِّ تنفيذِ عملياتِ اغتيال ..
المصدر: قناة المنار