أعلن “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” في بيان، انه “تضامنا مع الشعبين السوري والتركي، ودعما لجهود الإغاثة ورفع العقوبات عن سوريا الشقيقة، لبى عدد من علماء الدين المسلمين والمسيحيين، دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، للقاء عقد في مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، تقدمهم:
مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، المفتي الجعفري في صيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران، مطران الموارنة في صيدا وبيت الدين مارون عمار، النائب الأسقفي العام الأب توفيق الحوراني ممثلا المطران ايلي بشارة الحداد، مسؤول ملف العلاقات الاسلامية وعضو المجلس السياسي في “حزب الله” الشيخ عبد المجيد عمار، رئيس مجلس الأمناء في تجمع “العلماء المسلمين” الشيخ غازي حنينة، ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين قاسم مع وفد، رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ الدكتور أحمد القطان مع وفد، رئيس جمعية الإصلاح والوحدة الشيخ الدكتور ماهر عبد الرزاق مع وفد، رئيس تيار “الارتقاء” الشيخ خضر الكبش، منسق جبهة العمل الاسلامي الشيخ الدكتور زهير جعيد، رئيس حركة التوحيد الشيخ بلال شعبان مع وفد،أمين سر الرابطة الاسلامية السنية الشيخ أحمد نصار، أمين سر الرابطة السنية لنصرة فلسطين الشيخ ماهر مزهر، رئيس الهيئة العلمائية في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ طارق رشيد، رئيس الهئة الإدارية في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ حسين غبريس.
وبعد إلقاء كلمات معبرة، صدر عن اللقاء البيان التالي:
أولا: بقلوب راجية متذللة إلى الله تعالى نرفع إلى الله أكف الضراعة، بأن يرحم الله الضحايا، ويعلي مقامهم عنده، وأن يحسبهم من الشهداء المقبولين، وأن يسارع في شفاء الجرحى، وأن يخفف عناء المهجرين والمتضررين الذين فقدوا بيوتهم ومتاعهم في ظروف جوية سيئة، وبرد قارس انخفضت حرارته إلى ما تحت الصفر، متذكرين قوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا، ان مع العسر يسرا).
ثانيا: نؤكد أن هذه الكارثة الهائلة فتحت بعض أبواب المشاعر الإنسانية، فانفتحت المعابر بين ارمينيا وتركيا مثلا، وزار اليونانيون تركيا، وفتحت بعض المعابر بين تركيا وسوريا وبين كافة المناطق في سوريا على اختلاف الجهات المسيطرة عليها مما يبشر بخير، ويساعد في تخفيف عناء المتضررين والمنكوبين.
ثالثا: ندعو وبكل إصرار وتأكيد إلى رفع العقوبات عن الشعب السوري، مؤكدين أن العقوبات الأميركية لا ترتكز على الاطلاق على شرعة حقوق الإنسان كما يزعمون، ولا تبغي إصلاح الحياة السياسية في سوريا وغيرها كما يدعون، إنما فرضت لمصلحة العدو الصهيوني والسياسة الأميركية الجائرة في المنطقة والعالم، ونؤكد أن رفع العقوبات لمدة 180 يوما فقط هو قرار ناقص منافق، يدل على الاصرار على الظلم والاستكبار والبغي في الارض.
رابعا: نحيي كافة المبادرات الانسانية التي سارعت إلى نجدة المنكوبين في سوريا، ونخص بالذكر المساعدات العاجلة التي أتت من الجزائر وليبيا وإيران وسائر الدول التي ساهمت في إغاثة المنكوبين ورفع العناء عن المهجرين والمتضررين، ونؤكد أن مثل هذه الظروف القاسية تشكل امتحانا لانتماء الانسان لإنسانيته.
وفي هذا السياق، نرى أن المغتربين العرب قاموا بجهد مميز، ونخص بالذكر في هذا الصدد مبادرة جمعية سان دونيتة الإيطالية التي قدمت معونات طبية مميزة كما رأينا في الإعلام.
خامسا: نحيي مبادرة الحكومة اللبنانية من خلال التحرك السريع لمعالي وزير الأشغال علي حميه والوفد الرسمي برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وإرسال الوفد الإغاثي اللبناني الذي ضم فريقا من الدفاع المدني والصليب الأحمر والجيش اللبناني… كما نحيي في صيدا مبادرة (الحملة الشبابية لمساعدة أهلنا في سوريا) الذين سارعوا إلى جمع تبرعات عينية، والتي قدموها إلى الجهات السورية المعنية، كما نحيي مبادرة جمعية ألفة التي ساهمت بإنقاذ الجرحى والجمعية الطبية الاسلامية، وحملة “رحماء” التي اشرف عليها الاخوة في حزب الله والتقديمات التي قدمتها جبهة العمل الاسلامي وسائر الجهات التي ساهمت في هذا العمل الإنساني المميز والتي لن نستطيع احصاءها، ولن يضيع ثواب ذلك كله عند الله أبدا.
سادسا: نؤكد أن الكوارث الطبيعية كانت دائما تساهم في إعادة نهضة الشعوب حيثما تتوافر الإرادة الوطنية الصلبة والوعي الإنساني، وبإذن الله تعالى ستقوم بلادنا من تحت الركام لتبني المستقبل الأفضل لهذه الأمة، كما يقول المثل: إن الضربة التي لا تقتلني تزيدني قوة… ونهيب بالعلماء والمراجع الدينية أن يؤكدوا أن الزلازل والكوارث ظواهر طبيعية وليست عقوبة الهية، ولكنه اختبار لصبر الانسان وانسانيته.
سابعا: مهما عظمت الكوارث وادلهمت الخطوب، فإننا نؤكد دائما أن لب صراعنا مع المستكبر العالمي والاحتلال الصهيوني في ارض فلسطين المباركة، وأن المقاومة سبيل التحرير والعزة والكرامة، وننوه في هذا الصدد ببطولات شبابنا في فلسطين وفي جنين والضفة الغربية بشكل خاص.
ثامنا: ننوه بأهمية الإعلام الملتزم، الذي استنفر لنقل أخبار الإغاثة والمساعدات بشكل مباشر، وساهم في الإضاءة على هذه الكارثة، منبهين إلى ضرورة التعاون المحلي والعربي والعالمي لإزالة آثار هذه الكارثة.
تاسعا: ندعو جميع القادرين للمساهمة في هذه الإغاثة بالكلمة والدعاء والمساعدات على أنواعها، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
عاشرا: نعتبر هذا اللقاء خطوة في مسيرة الألف ميل، نتمنى من الله أن يقبله، وأن يهدينا إلى سبل الخير كلها، معتبرين أن ما نفعله هو القليل الذي ينبغي أن يكثر باجتماع الارادات الطيبة كلها بإذن الله تعالى، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام