مأساة كبيرة تُدمي الانسانية، فيما آمالُ النجاةِ ضئيلة، تدفنُها الساعاتُ المتلاحقةُ تحتَ الركامِ على امتدادِ مئاتِ الكيلومتراتِ التي دمَّرَها الزلزالُ التركيُ السوري.
اِنها اكبرُ كوارثِ المنطقةِ بحسَبِ الرئيسِ التركي رجب طيب اردوغان، وتداعياتُها مؤلمةٌ وطويلةُ الامدِ كما توقَّعَ وزيرُ الصحةِ السوريُ حسن الغباش..
في آخرِ احصاءاتِ عداد ِالضحايا نحوَ واحدٍ وعشرينَ ألفَ حالةِ وفاةٍ وعشراتُ آلافِ المصابين، وملايينُ المشردين، فيما الشاردونَ عن ابسطِ ضوابطِ الانسانيةِ يواصلونَ الحصارَ المطبِقَ على سوريا، والذي قالت عنه الاممُ المتحدةُ اليومَ اِنه اكبر المعوِّقاتِ امامَ عملياتِ الانقاذ.. فسوريا متضررةٌ بشكلٍ لا يوصفُ بحسَبِ منسق الامم المتحدةِ “مصطفى بن المليح”، وهي لا تحظى بما تستحقُه من عنايةٍ من ناحية الدعمِ والمساعداتِ، والتغطيةِ الإعلاميةِ الدوليةِ مقارنةً بتركيا، كما قال، داعياً كلَ الجهاتِ – وخاصةً العربَ الى المبادرة، لانَ الوقتَ لا يَحتملُ الانتظار ..
لبنانُ الذي حمَلَ الى سوريا كلَّ عباراتِ التضامنِ وما امكنَ من دعمٍ رسمي وشعبي، قدَّرَتهُ سوريا قيادةً وشعباً، وقوافلُ المساعداتِ من الدولِ الشقيقة والصديقة متواصلةٌ على الدوام، واِن كانَ حجمُ الكارثةِ في سوريا كما تركيا يحتاجُ الى مبادرةٍ امميةٍ تتخطى كلَ الحساباتِ السياسيةِ لانقاذِ ما امكنَ من ارواحٍ تُنازعُ تحتَ الانقاض، او تلكَ المرميةُ في عراءِ البردِ والصقيعِ الذي لا يطاق..
وبصبرٍ لا يطاقُ يعيشُ اهالي اللبنانيينَ المفقودينَ في تركيا ساعاتِهم الصعبة، وتواصلُ وزارةُ الخارجيةِ والجهاتُ الرسميةُ العملَ لكشفِ اعدادِهم ومصيرِهم..
اما مصيرُ الملفاتِ الداخليةِ فمكشوفٌ للجميعِ معَ حالةِ المراوحةِ ومكابرةِ البعضِ الرافضِ لكلِّ سبلِ الحوارِ لفكِ اُولى العُقَد – اي ملءِ الفراغِ الرئاسي . فيما سبلُ الاقتصادِ تُسَدُ بكلِّ اتجاهٍ بالدولارِ الذي لامسَ الخمسةَ والستينَ الفَ ليرةٍ على مسمَعِ ومرأى اجراءاتِ المصرفِ المركزي وحاكمِه..
المصدر: قناة المنار