عندَ عدادِ الضحايا بدأَ يستسلمُ العالمُ للمأساةِ التركيةِ السورية..
كلُّ الاعتباراتِ سقطت امامَ هولِ الكارثةِ التي تروي بعضَها صورُ الدمارِ واشلاءُ الضحايا المنتشَلينَ ومعاناةُ الناجين..
لكنَ الانسانيةَ لم تنجُ بعدُ من هولِ الاجرامِ الاميركي الذي يضغطُ بقيصرِه على الركامِ فوقَ عائلاتٍ باكملِها تحتَ منازلِها في سوريا، مانعاً فكَ الحصارِ لاتاحةِ وصولِ المساعدات ..
وامامَ هولِ المشهدِ تجرأَ البعضُ وتخطى قيصر، فمشت قوافلُ المساعداتِ من اكثرَ من دولةٍ عربيةٍ وعالمية، فيما أتْبَعَ الايرانيونُ والروسُ والعراقيونَ قوافلَهم التي وَصلت منذُ اليومِ الاولِ باُخريات، وفرق انقاذ اضافية ومساعدات..
وبساعدٍ انسانيٍ قطعَ اللبنانيونَ العوائقَ السياسية، فوصلَ وفدٌ وزاريٌ الى قصرِ المهاجرينَ في دمشق، حاملاً كلَّ تضامنٍ لبنانيٍّ ومبدياً للرئيسِ السوري بشار الاسد كلَّ مساعدةٍ ممكنة، مجددينَ ما اعلنَه وزيرُ الاشغالِ علي حمية عن فتحِ المطارِ والمرافئِ اللبنانيةِ للمساعداتِ الدوليةِ القادمةِ الى سوريا..
وبلغةِ الانسانيةِ والواجباتِ الدينيةِ والاَخويةِ كانَ نداءُ الامامِ السيد علي الخامنئي وآيةِ الله المرجع السيد علي السيستاني لدعمِ الشعبينِ المنكوبينِ في تركيا وسوريا ومساعدتِهما وحكومَتَيْهِما في هذه المحنة، وهو ما رددتهُ كتلةُ الوفاءِ للمقاومة التي اَسِفَت للكيلِ بمكاييلِ المصالحِ السياسية -لا سيما تلك الاميركية – في هذه اللحظاتِ الانسانيةِ الصعبة..
ما تقولُه الاممُ المتحدةُ اِنَ اياماً صعبةً قادمةً على السوريينَ والاتراكِ معَ مرورِ الوقتِ الذي يضائلُ امكانيةَ نجاةِ المفقودين، ولم تَفقِد فرقُ الاغاثةِ الامل، مسابقةً الوقتَ ومتمكنةً من انقاذِ بعضِ الاطفالِ والعُجَّزِ بأشبهَ بمعجزةٍ بعدَ مُضيِّ ايامٍ تحتَ الركام..
مشهدٌ يفرضُ نفسَه على كلِّ المنطقةِ والعالم، وسيَتركُ تأثيرَه بلا ادنى شكٍّ على شتَّى الملفات، لا سيما لبنانَ المنتظرِ على قارعةِ الفراغِ الرئاسي والضياعِ الاقتصادي اشاراتٍ من اجتماعٍ من هنا او اتصالٍ من هناك. الا انَ ما وصلَ من اجتماعِ باريس الخماسي لم يرقَ الى مستوى آمالِ البعض، فكلُّ الكُراتِ تُرمى في ملعبِ السياسيينَ اللبنانيين َالذين لا يزالُ بعضُهم عندَ مكابرتِه برفضِ الحوار ..
المصدر: قناة المنار