تحتَ انقاضِ الزلزالِ المدمرِ في تركيا وسوريا مأساةٌ انسانية، وفوقَ تلكَ الانقاضِ مأساةٌ اخلاقيةٌ وانسانيةٌ ودوليةٌ تلهجُ بها نداءاتُ استغاثةِ الاطفالِ والنساءِ والعُجَّزِ المحتجزينَ تحتَ رُكامِ منازلِهم في سوريا، التي يَمنعُ عنها القيصرُ الاميركيُ الجائرِ كلَّ مساعدةٍ ..
لم يَحتَجِ العالمُ لكثيرٍ من التنقيبِ تحتَ الدمار لانتشالِ جِيفةِ الانسانيةِ المدعاةِ من قبلِ دولٍ تقومُ بواجبِها بمساعدةِ تركيا على لملمةِ جراحِها من الزلزالِ – الكارثة، وتمنعُ ايصالَ المساعداتِ الى سوريا التي تعيشُ المَ الزلزالِ نفسِه.. ولا داعي للحديثِ عن الجامعةِ العربيةِ التي غَرِقَت منذُ زمنٍ بدماءِ الاطفالِ والشهداءِ الفلسطينيين..
قِصصٌ من عمقِ المأساةِ يَحكيها هذا الزلزال، واستغاثةٌ من كلِّ المعنيينَ – حتى منظمةِ الصحةِ العالميةِ، التي تَوقعت ان يرتفعَ عددُ الضحايا عشراتِ الاضعاف..
ضعيفةً تقفُ البشريةُ امامَ هولِ الحادثةِ الطبيعية، ومن الطبيعي ان يحاولَ اصدقاءُ سوريا واشقّاؤها من ايرانيينَ وعراقيينَ وجزائريينَ وتونسيينَ وروسٍ وغيرِهم المسارعةَ الى مساعدتها، ومن الطبيعي ان يكسرَ اللبنانيونَ قيوداً واهيةً لسنينَ ويبادروا الى مساعدةِ من لَم يتخلفْ يوماً عن الوقوفِ الى جانبِهم من سوريينَ – دولةً وشعباً، وكانَ اللافتَ اليومَ اعلانُ وزيرِ الاشغالِ علي حمية مساهمةَ لبنانَ بفتحِ كُوةٍ بجدارِ قيصر عبرَ فتحِ مطارِ بيروتَ والمرافئِ اللبنانيةِ لايِّ جهاتٍ تريدُ مساعدةَ الشعبِ السوري وتخشى الوصولَ الى دمشقَ مخافةَ عقوباتِ قيصر الاميركي، مبادرةٌ اُتبعت بارسالِ فرقٍ من الجيشِ اللبناني والصليبِ الاحمر والدفاعِ المدني للمساعدةِ بعملياتِ الانقاذِ على ان ينتقلَ وفدٌ وزاريٌ غداً الى سوريا لمتابعةِ التنسيق..
وعلى هذا النسَقِ او يَزيدُ كانت الخطوةُ اللبنانيةُ تِجاهَ تركيا التي تعيشُ مأساةً حقيقيةً في اكثرَ من عشرِ ولاياتٍ اعلنَها رجب طيب اردوغان منكوبة..
ولم يَسلَمِ اللبنانيونَ من هذه النكبةِ حيثُ هناكَ عشراتُ المفقودينَ تحتَ الانقاضِ في تركيا تقومُ السفارةُ اللبنانيةُ في انقرة بمتابعةِ الكشفِ عن مصيرِهم..
وفي مرحلة مصيرية من عمر لبنان شكرٌ من الرئيس نبيه بري للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تَقِفُ الى جانب لبنان على الدوام، ودعوةٌ للبنانيين الى امتلاك الجُرْءَة والمسؤولية لصناعة التوافقات وانجاز الاستحقاقات..
المصدر: قناة المنار