أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة الكاملة على سوليدار غرب دونيتسك مساء الخميس. وتمتلك المدينة حيزاً استراتيجياً، إذ تشكل السيطرة عليها مدخلاً مهماً لتطوير هجوم ناجح للقوات الروسية في المنطقة.
وأوضحت الدفاع الروسية، في تقريرها الجمعة، أن “فرض السيطرة على سوليدار يجعل من الممكن قطع طرق الإمداد للقوات الأوكرانية في مدينة أرتيوميفسك (باخموت) الواقعة في الجنوب الغربي منها، ومن ثم محاصرة القوات الأوكرانية المتبقية في أرتيوميفسك”.
وأشارت الدفاع الروسية إلى “أداء وحدات القوات المحمولة جواً، التي قامت بمناورة سرية، وشنت دون توقف هجوما ناجحا على المواقع الأوكرانية، لتتمكن بذلك من السيطرة على المرتفعات المهيمنة وإغلاق المدينة من الجانبين الشمالي والجنوبي”.
كما ذكرت الدفاع الروسية أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها، “تجاوزت خسائر القوات الأوكرانية في منطقة سوليدار 700 فرد و300 قطعة سلاح”، مضيفة أن “القوات الجوية الروسية دمرت أثناء عملية تحرير سوليدار 3 طائرات حربية ومروحية للعدو”.
من جهتها، نفت كييف الجمعة أن سيطرة روسيا على بلدة سوليدار. وفي وقت سابق أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار أن “أوكرانيا تتصدى حالياً لهجوم روسي “مكثف جدا” في سوليدار على الرغم من “ليلة ساخنة” في هذه البلدة.
وأضافت أن “العدو دفع بكل قواته الرئيسية تقريبا باتجاه (منطقة) دونيتسك ويواصل هجوما مكثفا جدا”، معتبرة أنها “مرحلة صعبة من الحرب”. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعد الخميس بتقديم “كل ما هو ضروري” لجيشه الذي يقاوم الهجمات الروسية في سوليدار وفي باخموت المدينة الكبيرة الواقعة في الشرق التي تعمل روسيا على السيطرة عليها.
سيطرة قريبة على الدونباس؟
في السياق، رأى الجنرال الألماني إريك واد، في مقابلة مع مجلة Emma، أن “وحدات الجيش الروسي ستفرض قريباً سيطرتها على أراضي دونباس بأكملها”.
وأضاف إريك واد، الذي عمل كمستشار لشؤون السياسة العسكرية لدى المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل “في شرق أوكرانيا، في منطقة باخموت (الاسم الأوكراني لمدينة أرتيوميفسك)، يتقدم الجيش الروسي بشكل واضح. ومن المحتمل أن يتمكن من السيطرة قريباً على دونباس بالكامل”.
ويرى الجنرال الألماني، أن “الغرب قد يزود القوات الأوكرانية بناقلات الجنود المدرعة من طراز Marder وبالدبابات من طراز Leopard، ولكن ذلك لن يغير أي شي من الوضع في ساحات القتال هناك”.
وتعود أهمية الوضع في منطقة أرتيوموفسك، المركز اللوجستي الرئيسي، لكونه سيسمح لروسيا بوضع قواتها المدفعية في مواقع جديدة، وزيادة الضغط على خطوط الإمداد الأوكرانية المؤدية إلى مدينة أرتيوموفسك، وبالتالي اختراق الجبهة الممتدة على خط أرتيوموفسك-سيفيرسك، حيث تقع المدينة على عدد من الطرق الرئيسية في المنطقة، وستسمح السيطرة عليها بالتحرك نحو المدن الكبيرة التي ما زالت تسيطر عليها كييف في دونباس، مثل سلافيانسك وكراماتورسك.
هذا وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن القوات المسلحة الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة في المعارك بالقرب من أرتيوموفسك.
وأفادت الصحيفة نقلا عن أحد قادة القوات المسلحة الأوكرانية المتواجدة بالقرب من أرتيوموفسك “حتى الآن، خسائرنا تفوق خسائر الروس، إذا استمر الحال على هذا النحو، من الممكن أن نتراجع”.
وتشير الصحيفة إلى أن “المسؤولين الغربيين والأوكرانيين، وعلى خلفية الخسائر التي يتكبدها الجيش الأوكراني يدعون لمغادرة أرتيوموفسك والانتقال إلى خط دفاع جديد”. وقد أيد هذا المنحى جميع القادة الذين استطلعتهم الصحيفة في الميدان.
وفي حزيران/يناير، أعلم القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، أنه “بعد تحرير سوليدار، سيتم توجيه كافة الجهود لتحرير أرتيوموفسك وسيفيرسك”.
المصدر: روسيا اليوم+فرانس برس