عودةٌ من استراحةِ الاعيادِ الى عالمِ الفوضى في كلِّ شيء ، والى فضاءِ اللاقرار والتخبطِ الذي لم يُبدِّل فيه اهلُ السياسةِ مقدارَ اُنملة..
من التربيةِ الى الكهرباءِ فالقضاءِ والمحروقاتِ والمصارف ، كلُّ هذا بفعلِ الارتجالِ ببعضِ القراراتِ حيناً ، والاستنسابيةِ الفاضحةِ بتطبيقِ التعاميمِ والتعليماتِ احياناً، ونتيجتُها جميعُها تَظهرُ بعكسِ مصلحةِ المواطن، ولا تراعي الحدَّ الادنى من الحفاظِ على امنِه الاجتماعي وكرامتِه كانسانٍ في هذا البلد.
لم تَعُد المناكفاتُ زوبعةً في فنجان، بل اعصارٌ يضربُ كلَّ شيء، والمعنيونَ سرعانَ ما يَقفِزونَ الى مُدَرَّجاتِ المتفرجين، ومنهم من يَتحسرُ على حالِنا بدلَ ان يسارعَ لاداءِ دورِه في المعالجةِ او التدخلِ من اجلِ ساعتي كهرباء مثلا، او عدمِ سوقِ المواطنينَ الى المصارفِ اَسرى المنصةِ وابداعاتِها التي تُسببُ التخبطَ في سوقِ الدولارِ بلا ايِّ تردد ، وتدفعُ اصحابَ المحطاتِ مسارعينَ الى وزارةِ الطاقةِ لحصدِ جدولِ اسعارٍ يوميٍّ متخمٍ بالتقلباتِ والتضخم..
في المشهدِ ما هو مضحكٌ ومُبكٍ، وما يؤكدُ المؤكدَ بانَ البلدَ لا يمكنُ ان يَصلُحَ دُفعةً واحدة، كأن يعودَ القضاةُ عن اعتكافِهم بعدَ تحصيلِ حوافزَ دولارية، في مقابلِ قطاعٍ تربويٍ رسميٍ انقسمَ على ذاتِه بينَ ملتحقٍ بالمدارسِ واخرَ يعترضُ على دولاراتِ وزيرِ التربيةِ الخمسة التي سُحبت اليومَ من التداول.
في المساراتِ السياسية، رَجَّحت أوساطٌ حكوميةٌ معنيةٌ في حديثٍ للمنار عقدَ جلسةٍ حكوميةٍ هذا الاسبوعَ ببندٍ أساسيٍّ هو الكهرباء – وربّما تكونُ هناكَ بنودٌ أخرى – وتحديدُ ذلكَ رهنٌ بالتشاورِ والاتصالاتِ السياسية.
اما الاتصالاتُ حولَ جلسةٍ نيابيةٍ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ فَقَيْدَ التنضيج، على اَنْ يكونَ الحسمُ خلالَ الساعاتِ المقبلة..
المصدر: قناة المنار