وطنية – استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره المصري سامح شكري، يرافقه السفير المصري نزيه النجاري.
وبعد جلسة محادثات، عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول “إن زيارتكم الثانية للبنان ولقاءاتنا المتكررة وتعاوننا الدائم إنما تؤكد عمق العلاقة والتنسيق بين بلدينا، إنما زيارتكم هذه المرة لديها طابع مميز، إذ أتت للتهنئة بانتخاب رئيس للجمهورية، وقد اصبح للبنان رأس ورئيس بدأت معه مسيرة التلاقي والتعافي من خلال قرار لبناني جامع ميثاقي يجمع كل اللبنانيين ويؤدي الى إعادة لبنان الى طريق الازدهار”.
أضاف”إن انتخاب رئيس للجمهورية ما هو الا بداية لعودة الروح الى مؤسساتنا وانتظام عملها، ونأمل أن يستكمل هذا الامر سريعا بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، تؤدي واجبها الاول بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وفقا لقانون انتخابات جديد يحقق صحة التمثيل. وهو الامر الذي سيعطي لبنان الاستقرار السياسي الطويل المطلوب، مما يمهد لقيام ورشة اصلاحية ونهضة اقتصادية يتكامل فيها لبنان داخليا وخارجيا وتكون مصر مرة جديدة، شريكة أساسية له، في التبادل التجاري والاستثمار المتبادل، ونعمم فكرة التلاقي بين دولتينا ونعمم أوجه الشبه القائمة بيننا”.
وتابع باسيل “لقد نجح لبنان بالرغم من كل الضغوط المتزايدة نتيجة الارهاب التكفيري وضغوط النزوح السوري ووجود عدو عنصري على حدودنا يعمم أفكار العنصرية والآحادية، في تغليب لغة الحوار والتلاقي على لغة العنف. وهذا ما نأمل ان نقوم به معا على الصعيد الثنائي والعربي والاقليمي والدولي، لأن لبنان ومصر منارة للثقافة والانفتاح. نحن نرمز الى الدولة المدنية التي تحفظ شعوبها على قدم المساواة والتي تعطي الحرية الدينية والفكرية والتعبيرية والإعلامية والسياسية، ونحن نموذج للتعددية ومنبع للحضارات. ونأمل بما يمثل كل بلد من بلدينا ان نعطي النموذج الذي يتوجب اتباعه في مواجهة النموذج الداعشي الذي يتربص بنا ويهدد بلدينا ويضربنا ارهابا وتفجيرا والذي ننجح حتى الان من خلال قوانا المسلحة، بالتصدي له وبالتالي عليه”.
وأشار الى “أن لبنان عبر من خلال خطاب القسم للرئيس ميشال عون، عن أنه يبتع سياسة خارجية مستقلة تقوم فقط على مصلحة لبنان، ومصلحة لبنان الوطنية هي قائمة على التزام ميثاق جامعة الدول العربية، ولا سيما المادة الثامنة منه التي تنص على عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وهذا ما نأمل أن تقوم به الدول العربية كذلك معنا، وهذا ما يؤسس لعلاقات عربية سليمة نامل ان تستعيد جامعة الدول العربية دورها الفعال بإرساء هذه المفاهيم وبالعمل الإيجابي على مستوى الجامعة وعلى مستوى دولنا، لكي في الوقت ذاته الذي نتبع فيه سياسة ابعاد المشاكل عن لبنان انما ننخرط بعمل ديبلوماسي وسياسي إيجابي يؤدي الى حل المشاكل على الأسس السلمية وليس على الأسس العنفية، ويكون عملنا المشترك محفز لإيجاد حلول السلمية النابعة من فهمنا لحاجات منطقتنا ولشعوبنا وليس لقيام حلول مستوردة إلينا من الخارج”.
من جهته قال شكري “أنا ممتن لحفاوة الاستقبال الذي لقيته من الوزير باسيل الذي أتاح لي مرة أخرى فرصة اللقاء، حيث جرى تبادل الرؤى حول كيفية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتناولنا التحديات التي نواجهها، ونقدر أن هذه المواجهة سوف تتعزز من خلال العمل المشترك والتضامن والتكاتف في ما بيننا. إن زيارتي للبنان هي لتوجيه التهنئة والإعراب عن مدى الارتياح الذي تستشعره مصر شعبا وحكومة للتطور الذي حدث بانتخاب فخامة رئيس الجمهورية والعمل على تشكيل حكومة ائتلافية وطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية لكي تضطلع بمسؤولياتها إزاء الشعب اللبناني وفي إطار التضامن العربي والعمل العربي المشترك”.
وأضاف: “أوجه الشبه الموجودة بين لبنان ومصر هي التي أتت بهذا الرباط الوثيق بين الشعبين وشعورهم المتبادل بالدفء والمودة والاعتماد المشترك، وهو ما نعمل على تعزيزه وتثبيته خلال الفترة المقبلة في النطاق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونوفر الدعم المشترك لبعضنا البعض حتى تتحقق مصلحة الشعوب في الازدهار والاستقرار. ونتطلع الى أن تكون الفترة المقبلة فترة تواصل وتشاور مستمر، ونتخذ مما حققته مصر وحققه لبنان من استقرار قوة دفع جديدة في المنطقة تؤدي الى النتائج نفسها للحفاظ على إرادة الشعوب من خلال الإدراك للمكونات والحفاظ على سيادة الدول ومؤسساتها، بأن تسير علاقتنا على مبدأ الإحترام المتبادل والسيادة وعدم التدخل، وهذا هو المسار الذي نرتضيه لأنفسنا ونرتضيه لأشقائنا ونعمل على أساسه، وسياسة مصر تقوم على أسس ومبادئ عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبات عدة، وهي مبادئ مستقاة من حضارتنا وثقافتنا وتعدديتنا وإدراكنا أننا شركاء في مستقبل واحد وإنه علينا أن نواجه التحديات سواء كانت تلك المتصلة بأوضاعنا الداخلية أو بالأوضاع الداخلية من خلال المزيد من الحوار، أو بالأوضاع الإقليمية من خلال المزيد من الحوار والتوافق على الرؤى ما يؤدي الى الإستقرار ومنع كل ما يصيبنا من أضرار حيث تعلو إرادة الشعوب”.
وأوضح شكري أن “الرئيس السيسي وجه للرئيس عون دعوة رسمية لزيارة مصر، وهي زيارة يتطلع اليها الرئيس السيسي لتكون هناك فرصة للعمل المشترك على المستوى الشخصي والمؤسساتي”.