لبنانُ في فوضى الدولار..
هو المشهدُ بعدَ يومٍ مما قالَ المصرفُ المركزيُ اِنه تدخلٌ للجمِ العملةِ الخضراء، فخَفَضَ سعرَها امامَ الليرةِ ما يقاربُ الاربعةَ آلاف، ورفعَ سعرَ منصةِ صيرفة سبعةً اخرى، حتى استحكمَ الضياعُ في بعضِ القطاعات، واستَغلَّت اخرى هذهِ الحال، فعادت الطوابيرُ الى امامِ محطاتِ البنزين التي اَقفلت او تَمنعت عن التوزيع، وفُقدت قواريرُ الغازِ بقدرةِ تاجرٍ من السوق، وامتنعت المصارفُ عن تسليمِ المواطنِ دولارَ صيرفة وفقَ بيانِ الحاكم، فاَتبعَه بتعميمٍ حَوَّلَ كاملَ السوقِ وكلَّ المواطنينَ الى بنكٍ واحدٍ لتبديلِ الليرةِ بالدولار.. اما حقيقةُ التبديلات، وتجارةِ العملات، فكانت حبيسةَ الصيارفةِ وبعضِ مديري البنوك، وفروعِها الممنوعةِ عن المواطنين، المفتوحةِ امامَ صفقاتٍ للمحظيينَ بالملايين. كلُّ هذا ولا حكومةَ ولا من يَحكُمون، ولا وزراءَ معنيينَ ولا من يُحاسبون ..
اما اخطرُ الحساباتِ فكانت لتجارِ الموتِ الذين امتدَّت ايديهم السوداءُ الى ادويةِ سرطانِ الاطفال، ورغمَ عدمِ وجودِها على لوائحِ وزارةِ الصحةِ كما قالت الوزارةُ متبرئةً منها، الا انها تباعُ في السوقِ السوداءِ باسعارٍ عالية، وجودةٍ سيئة، حَذَّرت منها منظمةُ الصحةِ العالميةُ وقالت اِنها تباعُ في لبنانَ وهي فاسدة، فاستفاقت وزارةُ الصحةِ اللبنانية وفَتحت تحقيقاً لِتَرَصُّدِها..
في عملياتِ الرصدِ الاقليمي تشكيلٌ لحكومةِ بنيامين نتنياهو بهديرٍ يميني، وارتفاعٌ لاصواتٍ صهيونيةٍ تحذرُ من حربٍ اهليةٍ اسرائيلية، وارتفاعٍ لحدةِ التوترِ ليسَ في الضفةِ وغزةَ فحسب، بل في عمومِ المنطقة..
وبمنطقِ الرادِّ على كلِّ تلكَ التهويلات، مناورةٌ لفصائلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في فضاءِ غزةَ وعلى ارضِها باسم الركنُ الشديد – ثلاثة، تُسمعُ اصداؤها جيداً داخلَ الادارةِ العسكريةِ الصهيونيةِ وفي اروقتِها السياسيةِ الـمُهتزَّة..
المصدر: قناة المنار