تترافقُ عطلةُ الاعيادِ معَ موجةٍ من البردِ والصقيعِ تُسيطرُ على لبنان، ما رسَّخَ حالةَ التجمدِ السياسيّ على مختلفِ الملفات، ورمَى ايَّ آمالٍ او محاولاتٍ باجتراحِ الحلولِ الى مطلعِ العامِ الجديد. وحدَه الدولارُ لا يعرفُ عطلةً ولا انتظاراً، ورغمَ زحمةِ الاعيادِ وما تشهدُه البلادُ من حضورٍ لافتٍ للسياحِ والمغتربين، وما يَعنيهِ من ضخٍّ للعملةِ الخضراءِ في الاسواق، الا انَ الدولارَ ما زالَ يُحلِّقُ بارقامٍ قياسيةٍ متخطياً السبعةَ والاربعينَ الفَ ليرةٍ لبنانية، مُسَعِّراً في اسواقِ اللبنانيينَ نارَ الغلاءِ التي تأكلُ العيدَ وافراحَه وما تبقَّى من قدرةٍ شرائيةٍ لدى بعضِ متوسطي الحال..
ولهذا فانَ الحالَ تَفرضُ رئيساً عاجلاً للجمهوريةِ حاملاً لاولوياتِ الانقاذِ الاقتصادي – كما قالَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديثٍ لاذاعةِ النور، مُجدِداً ما هو ضروريٌ من ميزاتٍ كأنْ يكونَ مُجرَّباً بالسياسةِ وقادراً على التواصلِ معَ الداخلِ والخارج، ولا يَنحازُ ولا يَستفِزُّ ولا يَخضعُ لاملاءاتِ الخارجِ كما قال..
امّا ما تقولُه الكواليسُ عن الاجتماعاتِ واللقاءاتِ التي تَجري بطابعٍ اجتماعي، فانَ صداها بلا شكٍّ لن يبقى اجتماعياً، ومنها لقاءٌ عائليٌ جمعَ رئيسَ تيارِ المردة سليمان فرنجية ورئيسَ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل على مائدةِ رجلِ الاعمالِ علاء الخواجة..
في تداعياتِ الاعمالِ العسكريةِ على الاراضي الاوكرانيةِ انخفاضٌ قريبٌ وخطيرٌ بقدرةِ الغربِ على “توجيهِ الاقتصادِ العالمي”،كما قال وزيرُ الخارجيةِ الروسيُ سيرغي لافروف، الذي رأى أنَ الغربَ سيكونُ مجبراً على التفاوضِ معَ روسيا، فلا نهايةَ للتاريخِ السياسيّ كما يقولُ مُفكِّرو الغرب، وانما توجهٌ اِلزاميٌ نحوَ عالمٍ متعددِ الأقطاب..
المصدر: قناة المنار