تحت عنوان “فلسطين القضية الأولى” كان الاجتماع العلمائي الحاشد في قاعة الريان في بلدة المنية في الشمال حيث أكّدت الكلمات على توحيد الخطاب الديني وأهمية حضور القضية الفلسطينية على المنابر. واكد العلماء ان سياسة التطبيع سقطت والرهان على شباب فلسطين معتبرين أن المسؤولية تحتم علينا تعزيز وجودهم ودعمهم بكل السبل المتاحة.
المؤتمر الذي حضره رجال دين من مختلف مناطق الشمال اصدر توصيات اكدت على ثقافة المواجهة والمقاومة فهي الخيار الذي أثبت جدواه والحقيقة التي لا بد ان يتحمل مسؤوليتها كل أحرار العالم.
وقد أصدر العلماء المجتمعون بيانا تلاه الشيخ مصطفى ملص رئيس اللقاء التضامني الوطني جاء فيه:
في ظل العدوان الشرس الذي تعيش الأمة تحت وطأته، والذي يطالها في مختلف المجالات والميادين والذي يهدف الى دفع الأمة الى هاوية الإحباط واليأس من دينها وقدراتها وإمكانياتها، نجد أن هذا العدوان الذي جعل الإعلام رأس حربته المسمومة في المرحلة الأخيرة قد وضعنا أمام حالتين من ردة الفعل الأولى في فلسطين حيث تشهد الأراضي المحتلة حالة من اليقظة ورفض الرضوخ للإحتلال، وظهور حالات ونماذج متطورة وغير مألوفة من المقاومة والمقاومين حيث يحاول العدو دون نجاح التصدي لها ولكن لا ينجح بفضل إصرار المقاومين على مقاومتهم، والثانية خارج فلسطين حيث نجد نوعاً من التراخي والتراجع عن الإهتمام بالقضية الفلسطينية مما أحلها في مواقع متأخرة من حيث الأهمية بعد أن كانت لعقود تحتل صدارة الخطاب لاسيما الخطاب الديني والعلمائي وتحتل صدارة إهتمام كافة الفئات الإجتماعية .
إننا ندرك أن اسباب هذا التراجع ناجم عن عدة عوامل منها أولاً : الهجوم الإعلامي الموجه والممول من قبل جهات دولية ومحلية والذي يروج للإستسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني ويرمي الى إصابة الأمة والأجيال بحالة من اليأس من قدرات الامة ومن أهليتها للنصر على العدو، وثانياً خيانة العديد من الحكومات للقضية الفلسطينية والإنضواء في مسيرة الإستسلام والتطبيع بفعل وقوعها تحت تأثير الولايات المتحدة الشيطان الأكبر وحلفائها الغربيين، وثالثاً الحروب الداخلية والإقتتال بين أبناء الامة الذي إفتعلته دول معروفة ومنظمات إرهابية تكفيرية قسمت الأمة على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ووطنية، ورابعاً حالة الحصار التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون على الدول والمنظمات الرافضة بالإعتراف بالكيان الصهيوني ولسياسة التطبيع معه والمتمسكة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني لاسيما في لبنان وسوريا وإيران حيث بات هم الناس الأول هو تأمين مستلزمات العيش من طعام وشراب ودواء وطبابة وتعليم مما جعل هذه المستلزمات تحتل مكان الصدارة في الخطاب العلمائي الديني.
المصدر: مراسل الموقع