لبى العميد المتقاعد شامل روكز دعوة إدارة جامعة العائلة المقدسة في البترون للقاء مع طلابها لمناسبة عيد الاستقلال، وتوجه روكز الى الطلاب متمنيا “ان يحل عيد الاستقلال بمشهد مختلف خصوصا بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية”.
واوضح العميد روكز ان “73 سنة مرت على استقلال لبنان دفعنا ثمنه غاليا على مدى سنوات منذ ما قبل العام 1943 وما بعده وفي محطات عدة وصولا الى يومنا هذا، مرورا بمعارك نهر البارد والضنية وعبرا وعرسال التي لا تزال مستمرة، لقد ناضل الجيش اللبناني ومعه الشعب اللبناني، ودفعنا الكثير من التضحيات وقدمنا الشهداء حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه”.
وأضاف “الاستقلال ليس بروتوكولا أو فولكلورا أو عرضا عسكريا او عطلة او شعارات رنانة نرفعها، بل هو فعل يومي ونهج حياة يومية مدنية وعسكرية وسياسية ضمن حدود الوطن”، معتبراً ان “الحفاظ على الاستقلال يعني حماية استمرار الكيان والسيادة والدولة ومؤسساتها، وهو فعل إيمان يومي في مؤسساتنا ودولتنا وعند حدودنا وشعبنا وكرامة شعبنا”.
وتوجه الى الطلاب “مسؤوليتي ومسؤوليتكم أن نحافظ على استقلالنا كل من موقعه، من خلال استعمال قدراتنا الذاتية بضمير حي من أجل المصلحة العامة على حساب مصالحنا الخاصة، وعندها نستطيع أن نبني وطنا لشعب لا يفرط بسيادته واستقلاله”، لافتاً الى ان “انتهاك السيادة والاستقلال ووجود الدولة واستمراريتها يحصل عندما يتعامل المسؤول مع موقعه من منطلق مصلحته الخاصة على حساب المصلحة الوطنية والمصلحة العامة، وعندما يقوم المسؤول بحماية الفاسد ويوقع الصفقات على حساب الوطن وشعبه، هذا الانتهاك يحصل عندما يصدر القضاء أحكاما باطلة وغير عادلة ويرضخ لضغوط سياسية وابتزازات مالية، وهذه التركيبة من القضاء يجب أن نعمل على إقصائها لأن القضاء هو ضمان للمساواة والعدالة والاستثمارات ولحرية المواطنين وحماية ممتلكاتهم، هذا الانتهاك يكون عندما نعين أشخاصا في مراكز مسؤولية في الدولة، انطلاقا من معايير طائفية ومناطقية وزبائنية”.
ورأى العميد روكز ان “الاستقلال يتحقق من خلال تحقيق تكافؤ الفرص للمواطنين وترسيخ المساواة بالحقوق والأخوة والمواطنية، ويتحقق عندما تتوقف السياسة عن أن تكون وسيلة للنكايات السلطوية ولجني مكاسب، لأن السياسة فعل يومي في سبيل خدمة المواطن وتحقيق مصلحته والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته وحرية شعبه، ويتحقق الاستقلال عندما تصبح السلطة لخدمة المواطنين وليس لاستملاكهم كما في كل الدول التي تحترم نفسها وشعوبها. ويتحقق الاستقلال عندما نؤسس مشاريعنا السياسية والوطنية على أساس مبادىء النزاهة الخلقية والفكرية”.
واوضح ان “الاستقلال يتحقق عندما نعرف مصير عسكريينا الذين خطفوا عند الحدود وعندما يعودوا الى حضن المؤسسة العسكرية، وهنا محك الكرامة الوطنية والسيادة الوطنية، والاستقلال عندما يعود جنودنا التسعة الموجودون في عرسال وغير عرسال، ويبقى استقلالنا ناقصا لان عسكرنا مخطوف في أياد غير لبنانية، وهذا تحد كبير أمام العهد الجديد”.