أكد البيان الختامي للقمة العربية الصينية الحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، والالتزام الثابت بمبادئ الأمم المتحدة بما فيها احترام سيادة الدول.
كما شدد البيان عل ضرورة الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وعل صيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والعمل متعدد الأطراف.
كما أشار البيان إلى مركزية القضية الفلسطينية وأنها تتطلب حلا عادلا على أساس حل الدولتين، وإلى بطلان ممارسات الكيان الإسرائيل الأحادية الرامية إلى تغيير الوضع القائم في القدس.
كما أكد البيان الختامي للقمة العربية الصينية على دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وتأثير أكبر، وثمن رؤية النقاط الأربع التي طرحها الرئيس الصيني لحل القضية الفلسطينية.
ودعت القمة العربية الصينية إلى تعزيز التضامن بين الطرفين في المحافل الدولية بشأن القضايا العالمية، وإلى مواصلة التشاور السياسي وتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بمصالح الجانبين.
وأعلنت الدول العربية بموجب البيان التزامها بمبدأ الصين الواحدة ودعم جهود بيجين لوحدة أراضيها، مؤكدين على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية ورفض استقلالها.
وشددت القمة على “أهمية أن يكون التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان قائماً على أساس المساواة والاحترام المتبادل، ورفض تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية”.
وأشاد البيان بما قدمته “الصين لبعض الدول العربية، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية من مساعدات لمكافحة جائحة كورونا (كوفيد 19)، بما في ذلك اللقاحات والمستلزمات الطبية والتأكيد على تضافر الجهود والتعاون للتعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة”.
وكذلك لفتت القمة في بيانها إلى “دعم الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) بوصفها حجر الأساس للمنظومة الدولية لمنع الانتشار، والتأكيد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل”.
وعقدت في العاصمة السعودية الرياض القمة الصينية العربية، بحضور عدد من قادة الدول العربية، رؤساء الى جانب الرئيس الصيني شي جين بيج، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وعقد الرئيس الصيني، قمتين، قبيل انطلاق القمة العربية الصينة، وهما القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، واللتان شهدتا توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة مع الصين.
الرئيس الصيني: ملتزمون الحفاظ على السلام العالمي ونؤيد منح فلسطين عضوية الامم المتحدة
وفي كلمته امام القمة العربية الصينية، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنه “يدعم منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وإقامة دولة مستقلة على أساس حل الدولتين.
وأضاف الرئيس الصيني أنه “لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ولا المساومة على الحقوق المشروعة”.وأشار إلى “تزايد دعوات الدول العربية من أجل تحقيق السلام والعدالة في العالم”، مشددا على أن “القمة الصينية العربية حدث مفصلي في تاريخ علاقتنا”.
كما وأكد الرئيس الصيني على أهمية تعزيز الموائمة بين التنمية وطريق الحزام”،مضيفا: “علينا العمل بفاعلية بما يخص الغذاء، والمحافظة على سلام المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط”. وبين شي جين بينغ أن “بلاده ملتزمة بالحفاظ على السلام بالعالم، وبسياسة خارجية سلمية قائمة على التعاون الدولي، مؤكدا “سنواصل العمل لبناء مستقبل مشترك مع الدول العربية”، بحسب وصفه.
أمين عام الجامعة العربية: نتطلع لفرض الصين نفوذها لحل القضية الفلسطينية
وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن “إنعقاد أول قمة صينية عربية يعكس أهمية العلاقة المشتركة”. وشدد “حرص دول المنطقة على تعزيز الشراكة والعلاقات مع الصين”. وتابع: “لدينا رغبة في مد جسور التعاون مع الصين في كافة المجالات”.
وشدد أبو الغيط على أن “العلاقات العربية الصينية تقف على أرضية صلبة”، موضحا أنه “يجب إطلاق عملية سلمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”، مردفا: “نتطلع لفرض الصين نفوذها دوليا لحل القضية الفلسطينية”.
ولفت أمين عام جامعة الدول العربية إلى أن “التعاون مع الصين في مجال مكافحة كورونا خير دليل على مستوى العلاقات بيننا”، مشيرا إلى أن “توثيق التعاون العربي الصيني يمكن أن يطلق فرص هائلة تغير وجه المستقبل”. وشدد أبو الغيط على “أهمية حظر الانتشار النووي”، موضحا أن “تلك الخطوة لها أهمية بالغة لمنطقتنا في ضوء سعي إيران لامتلاك سلاح نووي”.
الرئيس التونسي: يجب أن نعمل على إزالة الفقر في مختلف دول العالم
قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمام القمة العربية – الصينية للتعاون والتنمية أن “الإنسانية كلها عانت طويلا من التوزيع غير العادل للثروات والحروب والمجاعات، وما زالت للأسف تُسفك الدماء وتسيل، والاحتلال ما زال جاثما على أرض فلسطين تتناقلها وسائل الإعلام ولكن دون أثر في الواقع والفعل، فضلا عن الحروب الأهلية والإرهاب الذي لا يجد أفضل من هذه الأوضاع ليزداد وحشية وانتشارا”.
وأشار إلى أنه “من دواعي الأسف أن كثيرا من البلدان في العالم لا تزال بعد أكثر من 7 عقود من استقلالها توصف بأنها نامية ولكنها لم تنمو وتوصف بأنها فقيرة وزداد الفقر فيها بشاعة في عديد منها، وتم الاستعاضة بوصفها بالنامية بالدول ذات الهشاشة، فإلى متى ستبقى في طريقها المسدودة نحو النمو؟ وإلى أين يسير العالم كله إذا بقى أسباب الفقر قائمة داخل الدول وعلى الصعيد العالمي على حد سواء”.
وأكد الرئيس التونسي أن “التنمية في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الإنسانية يجب أن تكون حقيقية ملموسة في العالم بأسره لا شعارا أو اسما لمسمى لا نماء فيه ولا سلام”.
الرئيس الموريتاني: القمة العربية الصينية تكرّس إرادتنا السياسية المشتركة
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ أن “القمة تعد تكريسًا لإرادتنا السياسية المشتركة في إرساء نموذج تعاوني يكون دعامة لشراكة استراتيجية راسية الأساس وتحول نوعي في المسار العام لهذا المنتدى”.
وأضاف أن “المنتدى الصيني – العربي تمكن من بناء جسر للتعاون بين الصين والدول العربية، مشيرًا إلى “رسوخ تضامن الصين والدول العربية في القضايا المشترك سواء الدعم لمبدأ الصين الواحدة ودعم الصين لقضايانا العربية وتنعكس في الشراكة العربية ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تفتح إمكانيات كبيرة نحو تعاون اقتصادي أرحب”.
وثمن الدعم الذي تقدمه الصين لبلاده، كما ثمن إعلان الصين الأعمال الـ 8 المشتركة التي تتعلق بالتنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار والطاقة وحوار الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.
وأكد الرئيس الموريتاني، على ضرورة ترسيخ الأمن والسلام في الوطن العربي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى ضرورة تسريع مسارات التسوية السليمة للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال حالة الاضطراب الأمني لمواصلة تهديد الأمن القومي العربي.
محمود عباس يطالب عبر القمة العربية – الصينية بعضوية كاملة لبلاده في الأمم المتحدة
طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بتعويض على خلفية “وعد بلفور”. ةلفت الى أنه “يجب على بريطانيا وأمريكا الاعتذار والتعويض للشعب الفلسطيني، بسبب إعلان بلفور المشؤوم، وصك الانتداب، وكذلك الاعتذار والتعويض من إسرائيل عما ارتكبته إبان النكبة من عشرات المذابح، وتدمير مئات القرى الفلسطينية، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم”.
وأضاف: “بقاء الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، دون محاسبة، بعد تشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه، منذ أكثر من 74 عاما، وهم الذين يشكلون حاليا أكثر من 6 مليون لاجئ، هو أمر يفرض تساؤلات عدة حول جدية النظام الدولي، الذي يسمح لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة انتهاك القانون الدولي، وإنشاء نظام تمييز عنصري كامل الأركان، ومواصلة الأعمال الأحادية والاستيطان الاستعماري، والقتل، والحصار، والتهجير، وهدم المنازل، وتغيير هوية مدينة القدس، وعدم احترام الوضع التاريخي واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحجز الأموال، في ظل صمت دولي إزاء ازدواجية المعايير وسياسية شريعة الغاب. هذا النظام الدولي الذي لم ينجح في تطبيق أي من قراراته الأممية التي تزيد عن الألف تجاه القضية الفلسطينية”.
وأشار : “إننا نفتقد هذه الأيام لوجود شريك في إسرائيل يؤمن بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة، ونبذ العنف والإرهاب، وهي المبادئ التي نحن ملتزمون بها ونعمل بموجبها”، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع أية حكومة إسرائيلية لا تعترف بهذه المبادئ والقيم.
وأكد عباس: “رغم من كل ذلك فإننا لن نتخلى عن الالتزام بالقانون الدولي، وإننا نتطلع وفي هذه الظروف الصعبة أن تواصلوا حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، وعلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومنها قرار مجلس الأمن 2334، وقرارا الجمعية العامة 181 و194 وهما القراران اللذان كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة ولم تنفذهما”.
رئيس جيبوتي خلال القمة العربية – الصينية: تؤسس لعهد جديد وشراكة استراتيجية
أكد رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي أن “قمة الرياض العربية- الصينية للتعاون والتنمية” تؤسس لعهد جديد في مصير العمل الوثيق والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين. وشدد جيلي على “ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لمواكبة المتغيرات والتحديات وإيجاد حلول مبتكرة”.
وأشار رئيس جمهورية جيبوتي إلى “أهمية الدور الذي تلعبه الصين كعامل توازُن على صعيد العلاقات الدولية، وذلك انطلاقًا من المكانة المركزية التي تحتلها في النظام الدولي، والمكانة التي تمثلها الدول العربية كمجموعة دولية ذات موقع جغرافي وثقل سياسي وحضور تاريخي مشهود، يجعل التنسيق المشترك والتعاون بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية أمرًا حيويًا يضفي أثرًا حاسمًا على القضايا المهمة”.
ميقاتي: لبنان يتطلع الى تفعيل العلاقات مع العرب والصين
وأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن “عالمنا العربي ، الذي يملك الكثير من المؤهلات البشرية والطبيعية هو في صلب اهتمام العالم، وأولهم جمهورية الصين الشعبية التي تربطنا بها اواصر صداقة وقواسم مشتركة”.
وأضاف ميقاتي: “ها هي هذه العلاقات بين العالمين ترتقي اليوم إلى مستوى غير مسبوق يفتح، ليس فقط لعالمينا العربي والصيني، بل أيضا للعالم أجمع، آفاقا من العمل المشترك القائم على التعاون المجدي للطرفين والاستفادة المشتركة من التجارب الناجحة”.
وأكمل: “يتطلع لبنان إلى هذه القمة بكل امل وسيعمل بجهد لتفعيل التعاون بينه وبين أشقائه العرب، وبينه وبين الصين، وهي ثاني أقوى اقتصاد بالعالم ومركز ثقل للاستقرار والتنمية والتطور العالمي”. وتمنى ميقاتي في ختام كلمته “تفعيل التعاون في ما بيننا لما فيه مصلحة شعوبنا وبلدان العالم اجمع”.
المغرب: نؤيد سياسة الصين الواحدة ونحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية معها
وأكد الملك المغربي محمد السادس ان “العلاقات العريقة العربية الصينية تستشرف تعاونا مستقبليا واعدا”. وفي كلمة بإسمه تلاها رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، ثمن الملك “حرص الصين ودورها في دعم استقرار المنطقة العربية وان دعم الصين للقضية الفلسطينية مكسب مهم لحل عادل وشامل”.
وأضاف: “يجب دعم ما يصبو إليه العالم العربي من تنمية وتطوير وما زال أمامنا فرص لتطوير التبادل التجاري والتكامل مع الصين”. وأمل أن “يتم رفع عدد السياح بين الصين والدول العربية ونحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين”.
المنفي في كلمته بالقمة الصينية العربية: نتطلع للاستفادة من الصين لإعادة بناء اقتصادنا
وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، تطلع ليبيا إلى “الاستفادة من الخبرات والإمكانات الصينية؛ لإعادة بناء الاقتصاد الليبي والبنى الأساسية في البلاد”، مشيدًا بمبادرة “الحزام والطريق”، التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ العام 2013، وانضمت إليها ليبيا في العام 2018، عادا إياها «فرصة واعدة للتنمية المستدامة، وتطوير العلاقة الثنائية بين البلدين”.
وفي كلمة ألقائها أمام القمة العربية – الصينية في الرياض، لفت الى ضرورة فتح آفاق مستقبل أفضل من التعاون والشراكة بين الصين والعالم العربي، بما يخدم حاضر ومستقبل شعوبنا، ويعزز الاستقرار والازدهار في المنطقة»، لافتًا إلى أن التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة في العالم اليوم، «تتطلب مرونة أكثر في تحديد مفهوم الشراكات الاقتصادية».
ودعا المنفي إلى “الابتعاد عن القوالب التقليدية الجامدة، التي حكمت العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية والصين منذ منتصف القرن الماضي»، خصوصًا في ضوء ما توليه الصين من أهمية لعلاقاتها بالعالم العربي، وما نتج عن هذا التوجه من تطور في العلاقات العربية الصينية، منذ مؤتمر التعاون العربي الصيني العام 2004”.
وأضاف رئيس المجلس الرئاسي أنه “منذ ذلك الحين أصبحت الدول العربية الشريك الاقتصادي السابع للصين، من حيث حجم التبادل التجاري، والمورد الأول للنفط الخام للاقتصاد الصيني، الذي حقق قفزات واسعة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأصبح مثالاً يحتذى به، ومحركًا أساسيًا للاقتصاد العالمي”.
وقال المنفي “إن عقد هذه القمة في مكانها وزمانها المناسبين، سيكون علامة فارقة، ومحطة تاريخية على طريق تعزيز العلاقات الصينية ببلداننا العربية»، و«التي بنيت على أساس احترام سيادة الدول والمصالح المشتركة، واحترام خيارات الشعوب»، لافتًا كذلك إلى أن «هذه المبادئ مازالت محل التزام واحترام من قبل الصينية، والبلدان العربية المنخرطة في هذه الشراكة منذ انطلاقها”.
وأكد أن “ليبيا من البلدان التي ربطتها علاقات ثابتة بجمهورية الصين الشعبية، «تأسست على موقف الصين الداعم لاستقلال الدولة الليبية العام 1951، والتزام ليبيا بمبدأ الصين الواحدة، وكذلك على علاقة اقتصادية مميزة، نمت بمعدل سنوي يفوق 17%، في الفترة من 1995 حتى 2020”.
وتابع: “تأسيسًا على ذلك، فإننا نطمح إلى أن تلعب الصين الدور الذى يناسب ثقلها الدولي، ويناسب أهمية العلاقة بين البلدين، من أجل استقرار ليبيا وضمان استقلالها، ووحدة أراضيها، الأمر الذي سيؤدي إلى ما نطمح إليه دوران عجلة التنمية، وعودة الشركات الصينية إلى العمل في مشاريع البنية التحتية والتطوير العمراني، التي انطلقت العام 2010، وتوقفت بسبب التغيير السياسي وحالة عدم الاستقرار التي لا تزال تشهدها البلاد”.
ونوه المنفي إلى أن “ليبيا ستحتفل بعد أيام بعيد استقلالها الـ71 «في أجواء يملأها الترقب والأمل، في أن تنجح جهودنا في المصالحة وبناء الثقة بين الأطراف السياسية ومكونات الشعب الليبي، من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها السياسية وإنهاء المراحل الانتقالية، وانتقال سلمي للسلطة من خلال انتخابات رئاسية ونيابية نزيهة وشفافة، يقبل بنتائجها أبناء الشعب الليبي كافة”.
وتوقع المنفي في ختام كلمته “أعلى درجات المؤازرة والدعم لجهود المجلس الرئاسي الليبي، من قبل الأشقاء العرب وجمهورية الصين الشعبية؛ لتحقيق هذا الهدف في أقرب أجل ممكن”.
السوداني: القمة العربية – الصينية فرصة للتكامل السياسي والاقتصادي في المنطقة
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دعم بلاده لجميع الجهود الرامية لتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، وعدّ “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” فرصة للتكامل السياسي والاقتصادي في المنطقة من خلال تعزيز التعاون مع الصين، والاستفادة منها في شتى المجالات.
وقال خلال كلمته في قمة الرياض العربية الصينية “إن هذه القمة تأتي ضمن فهم عميق للساحة الدولية لنتمكن من تبني سياسة خارجية متوازنة وتكاملية تخدم مصالح شعوبنا ودولنا وأمتنا وتعزز الاستقرار والأمن والازدهار، وقد أثبتت السنوات القليلة الماضية والتحديات التي مرت على شعوبنا على الأصعدة السياسية والاقتصادية والصحية أن الشراكة المسؤولة بين الشعوب والدول والتعاون البيني والنوايا الطيبة تمهد لحلول واقعية لمشاكل قديمة تركت لتتفاقم”.
وأَضاف أن “العراق يرتبط مع الصين بعلاقات عريقة أخذت حيزا متناميا من الاهتمام والتطور خلال السنوات الماضية على الصعيدين الحكومي والشعبي وحظيت بروابط وثيقة قائمة على أساس الصداقة والمصالح المشتركة والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري, ويتطلع العراق إلى تعزيز شراكة ضمن مبادرة الحزام والطريق وضمن مجالات الاستثمار والطاقة والبنى التحتية”.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن “العراق يتطلع إلى تعزيز الشراكة ضمن مبادرة الحزام والطريق وضمن مجالات الاستثمار والطاقة ومشاريع البنى التحتية، داعيًا إلى الانفتاح الاقتصادي على العراق؛ حيث إنه يمثل بيئة واعدة للاستثمار ولديه مقومات النجاح المادية والبشرية”.
وأكد حرص بلاده “على النظام الاقتصادي العالمي من خلال دورها كعضو مؤسس في منظمة “أوبك”، لتحقيق إنتاج النفط بما يحقق المصالح المتوازنة للمنتجي والمستهلكين على حد سواء، ويشجع التنمية المستدامة اقتصاديًا وبيئيًا.”
وأكد السوداني التزام العراق ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقه في دولته الوطنية وعاصمتها القدس الشرقية, مشيرًا إلى استضافة بلاده منتدى الحضارات في بغداد، مثمنًا استضافة مصر لمؤتمر المناخ (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ، وباستضافة قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم، مؤكدًا أن ذلك يمثل صقلاً متزايدًا في عالم متغير.
وأضاف:” إن العراق لايدخر جهدا للتعاون نحو صياغة نظام إقليمي يؤسس للاستقرار ويمهد للازدهار وعازم على بذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء ويشدد على ضرورة تبني الحوار المباشر والنوايا الحسنه ونبذ العنف كسبيل لنزع فتيل التوتر ويكون حجر الأساس في إنهاء ذلك الانطباع بأن منطقتنا منطقة أزمات لتكون منطقة تكامل وتفاهم تتبادل فيها شعوبنا الموارد والمعرفة والخبرة والتكنولوجيا وكل ذلك من أجل مستقبل عنوانه السلام والتعاون والرفاه”.
القمة الخليجية الصينية تؤكد تعزيز الشراكة الاستراتيجية وإعتماد خطة العمل المشترك
ومن جهة أخرى، أكد قادة قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، في البيان الختامي للقمة، على “تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والصين، ودفعها نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وإعتماد خطة العمل المشترك للفترة القادمة (2023-2027) لتحقيق هذه الأهداف.
ووجّه القادة بـ”استمرار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين على جميع المستويات لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف حيالها، ودعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا وغيرها من التحديات.
كما أوعز القادة، في بيانهم الختامي، بالعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجاً، والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية.
وشدّد البيان الختامي القمّة، على أهمية الدعم المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، حيث تدعم الصين جهود دول المجلس لصيانة سيادتها ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وتحقيق التنمية المتكاملة، كما تدعم دول المجلس جهود الصين لتنمية اقتصادها وصيانة سيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ الصين الواحدة.
كذلك شدد القادة على أهمية “مواصلة تعميق التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والمالية والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء والصحة، بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، بما في ذلك استكمال مفاوضات التجارة الحرة بينهما في أقرب وقت ممكن”.
وأعرب القادة عن “حرصهم على تعزيز الحوار بين الحضارات والتواصل والاستفادة المتبادلة بين الثقافات المختلفة، والحفاظ على التنوع الحضاري”، مؤكدين أن “التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم المبادئ والقيم التي يقوم عليها المجتمع الدولي”.
كما شجّع القادة، على “التواصل والتعاون بين الجانبين في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والإعلام والرياضة، والتبادل الودي بين المؤسسات الفكرية والتقارب بين الشعوب”.
وأشادوا بـ”نجاح دولة قطر في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وحسن تنظيمها، وآثارها الإيجابية في الإرث الإنساني والتقارب الحضاري والثقافي والفكري بين شعوب العالم.
كما استنكر القادة الحملات الإعلامية المغرضة الموجهة ضد دولة قطر. ورحبوا باستضافة دولة قطر لاجتماعات الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً في الفترة 5 – 9 مارس 2023م، على مستوى رؤساء الدول والحكومات”.
وعبّروا عن إدانتهم للإرهاب أياً كان مصدره، ورفضهم لكافة أشكاله وصوره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، وعبروا عن عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.
وأكد القادة المشاركون في القمّة، على أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم، وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين، من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم، والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحُسن الجوار، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
وفي السياق، ركّز القادة على “ضرورة دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج، وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، حفاظاً على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، وأكدوا على دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وحثّ الجانبان على “ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران على اتباع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها، والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
كذلك شدّد البيان الختامي للقمّة، على أهمية الحوار الشامل بمشاركة دول المنطقة لمعالجة الملف النووي الإيراني، والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار، والتصدي لدعم الجماعات الإرهابية والطائفية والتنظيمات المسلحة غير الشرعية، ومنع انتشار الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وضمان سلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية، والالتزام بالقرارات الأممية والشرعية الدولية”.
كما أكّد القاة في بيانهم الختامي، على “وقوفهم مع الشعب اللبناني ودعمهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في حماية حدوده ومقاومة تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية”.
المصدر: يونيوز