بشكل متسارع ومتنقل بدون ضوابط أو سقوف تتوالى العمليات البطولية الفلسطينية ضد العدو الاسرائيلي والمستوطنين الصهاينة في مختلف أراضي القدس والضفة الغربية المحتلة، بما يؤكد ان نبض الشعب الفلسطيني لم ولن يهدأ طالما ان هناك احتلال لأرضه مهما طال الزمن وأيا كانت الأنظمة والجهات التي تقع في خطيئة العمالة والتطبيع مع المحتل.
ولا شك أن الجيل الفلسطيني الحالي وهو الجيل الشاب والصاعد أفشل كل رهانات العدو الاسرائيلي ومن يقف خلفه في الغرب والمنطقة، بأن هذا الجيل الفلسطيني قد يتخلى عن قضيته وقدسه ومقدساته وأرضه وبحره، فالشباب الفلسطيني المتحرر من كل القيود بات يبتدع الوسائل لسلب الصهاينة الأمن والاستقرار وهذا ما يعتبر النقطة الفعالة في مسيرة إزالة هذا الكيان الاسرائيلي من الوجود، ويظهر الاجهزة الامنية العسكرية الاسرائيلية(على الرغم كل الامكانات اللوجستية والتقنية والبشرية) عاجزة امام شباب يتحركون بحرية وبدون خطط واضحة مستخدمين وسائل بسيطة لتنفيذ عملياتهم.
وحول ذلك قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بذكرى يوم الشهيد في 11-11-2022 “.. ما فاجأ العدو في فلسطين المحتلة في الضفة والداخل المحتل هو الرهان على عجز الجيل الأول وتيه الجيل الثالث ولكن خرج شبان أمثال عدي التميمي ورفاقه..”، وبالتالي فإن هذه المجموعة من الشباب الفلسطيني لديها من الوعي والإدراك ما يجعلها تحدد العدو من الصديق، وتشخص معالم المعركة مع هذا المحتل الغاصب.
لكن كيف يمكن فهم هذا الأمر في ظل كل هذه السنوات التي مرّت على فلسطين وشعبها؟ وكيف يتمسك الشعب الفلسطيني بكل ثوابته دون اي تراجع على الرغم من كل ما تتعرض به الامة والقضية الفلسطينية من ضغوط وحصار وتآمر داخلي وخارجي؟
حول كل ذلك، قالت الاعلامية ريم عبيد إن “العد التنازلي لزوال كيان العدو قد بدأ”، ولفتت الى ان “العمليات التي أودت بحياة ما يوازي ثلاثين قتيلا اسرائيليا منذ بداية العام 2022، ترعب المحتل وتشعره بأنه ليس بمأمن”، واعتبرت ان “ذلك يفسر الهجرة الجماعية لاسرائيليين من فلسطين هربا وخوفا من العمليات البطولية”، وأشارت الى ان “عمليات الهجرة هذه تنذر ان أيام الكيان باتت معدودة، وان ما يقوم به رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من صفقات واتفاقيات جديدة لبناء المزيد من المستوطنات لن تعود بالفائدة عليه، لأنه لن يجد من يقطنها”.
ورأت عبيد في حديث لموقع المنار الى ان “أخطر ما في هذه العمليات الفلسطينية البطولية هي انها تنفذ بدقة عالية ويعتمد فيها المقاومون تخطيطا دقيقا، وبالتالي هي خرجت من اطار العشوائية”، وتابعت “العمليات البطولية تهدد الكيان الاسرائيلي في كل الاوقات، كما ان جميع الصهاينة تحت الخطر وفي اي نقطة داخل الاراضي المحتلة”، واشارت الى ان “أهمية العمليات البطولية التي تحصل انها تحقق اصابات في صفوف الصهاينة ما يجعل حالة الرعب متواصلة“.
وأكدت عبيد ان “المعادلات تغيرت، واليوم الشعب الفلسطيني يوجه الضربات تلو الضربات للصهاينة رغم الفوارق في الامكانات”، وتابعت “الفلسطينيون رسخوا معادلة توازن الرعب”، ولفتت الى ان “تطبيع بعض الانظمة العربية مع العدو الاسرائيلي وتخليهم عن القضية الفلسطينية بشكل علني، شكل دافعا قويا للفلسطينيين(وفرصة للتحرر من الضغوط الرسمية العربية) للاعتماد اكثر على النفس وتطوير القدرات والعمل بحرية اكثر”.
من كل ذلك ندرك ان الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة وباقي الاراضي المحتلة لم ولن يهدأ بل هو يتفاعل مع قضيته وحقوقه، وما الإقدام بكثرة حينا او الهدوء أحيانا اخرى في تنفيذ العمليات، إلا أساليب وتكتيك يمارسه الفلسطيني لمعرفته بالظروف وبطبيعة المعركة وكيفية مواجهة اجراءات الاحتلال الصعبة في مختلف المناطق، وبالتالي فإن شعب بهذه الهمة العالية لن يكون النصر إلا حليفه ولو بعد حين..
المصدر: موقع المنار