لا علاقة لروسيا بالصاروخ الذي سقط في بولندا. أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتكرّ السبحة، ويتردد ذلك على ألسنة قادة الغرب والناتو. والخلاصة أن لا قرار في صدام واسع مع موسكو.
وفي التفاصيل، فقد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن حلف الناتو والشركاء في مجموعة السبع الكبار (G7) أن “الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حذا حذو نظيره الأميركي، قائلاً إنه “من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن سقوط الصواريخ في بولندا”، داعياً إلى “توخي الدقة والحذر وعدم التسرع في توجيه الاتهامات قبل انتهاء التحقيقات”.
وأضاف ماكرون، عقب انتهاء اجتماع قمة العشرين، أن “فرنسا تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بشكل حثيث ودقيق لتحديد الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ”.
وأشار وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيغارتو إلى أن “بولندا دعت لعقد جلسة طارئة لمجلس الناتو وفقا للمادة الرابعة من المعاهدة الرئيسية، إثر سقوط الصواريخ على أراضيها”.
من جهتها، أعلنت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر الأربعاء أن الانفجار الذي أودى بحياة شخصين شرق بولندا هو “نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية”، مضيفة أن “التحقيقات مستمرة ولا يوجد حالياً ما يشير إلى أنه هجوم متعمد”.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ إنه “لا تأكيدت على أن إطلاق الصاروخ على بولندا كان متعمدا ولا على أن روسيا تنفذ أعمال ضد الناتو والمعلومات تشير إلى إطلاق صواريخ دفاع جوي أوكرانية.
وأضاف ستولتنبيرغ، عقب اجتماع لمجلس شمال الأطلسي على مستوى الممثلين الدائمين بشأن الحادث في بولندا، “ليس لدينا بيانات تشير إلى أن هذا كان هجوما متعمدا.. بحثنا الانفجار في بولندا وتم إبلاغنا من قبل البولنديين والعسكريين بتطورات التحقيق”، منوها بأن الناتو يحتفظ بخطوط اتصال مع روسيا. ولفت ستولتنبرغ إلى أن الحلفاء “اتفقوا البقاء يقظين وهادئين وأن ننسق بشكل أكبر”.
ورغم أن ستولتنبيرغ قد أقرّ بأنه وفقا للمعلومات التي تشير إلى إطلاق صواريخ دفاع جوي أوكرانية هي التي تسببت في الحادثة وعدم ضلوع روسيا، قال “كلنا نتفق أيضاً على أن روسيا مسؤولة لأنها مسؤولة عن الحرب التي أدّت إلى هذا الوضع”.
بالمقابل، لفت ستولتنبيرغ إلى أن “تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي يمثل أولوية بالنسبة للتحالف”.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أن “الإجراءات التي تم تطبيقها في بروكسل تبدو مناسبة للحادث الذي وقع في بولندا”.
وفي تصريحات له، قال مورافيتسكي “لم تجد بولندا دليلا على الحاجة إلى تطبيق المادة الرابعة من ميثاق (الناتو) بشأن إجراء مشاورات عاجلة في حالة الأزمات، حيث أن معظم الأدلة التي جمعناها حتى الآن تشير إلى أنه ربما لن يكون تطبيق هذه المادة ضرورياً”، مؤكداً أن بولندا “لديها هذه الأداة طوال الوقت، وهي تتحقق من الشروط المسبقة لاستخدامها”.
وحسب قوله، فإن الإجراءات المطبقة في بروكسل في الوقت الحالي “تبدو ملائمة لما حدث”.
وأفادت وسائل إعلام بولندية مساء 15 تشرين الثاني/نوفمبر بسقوط صاروخين في قرية بشيفودوف في لوبلان فويفوديشيب في شرق بولندا، مما أسفر عن مقتل شخصين.
ونفت وزارة الدفاع الروسية أي ضربات من قبلها على أهداف بالقرب من الحدود الأوكرانية البولندية في ذلك اليوم، وأكدت أن الصور المنشورة لبعض الحطام لا علاقة لها بالأسلحة الروسية. ولفتت الوزارة إلى أن جميع تصريحات وسائل الإعلام البولندية حول السقوط المزعوم لصواريخ “روسية”، هي استفزاز متعمد بغرض التصعيد.
وقال الخبير العسكري أليكسي ليونكوف لوكالة “نوفوستي”،” لم تتمكن صواريخ كروز الروسية من الوصول إلى بولندا، لكن صواريخ S-300 الأوكرانية التي يتم إطلاقها بشكل غير طبيعي يمكن أن تطير إلى هناك”.
المصدر: روسيا اليوم