احياءٌ فينا، بل بِهم حَيِينا، وكذلك الوطنُ الذي اَعزُّوهُ فرَفعوهُ بدمائهم على اكتافِ التاريخ، منارةً للامةِ ومجداً لن يَضيع ..
احياءٌ هُمُ الشهداء، في يومِهم تُعَدُّ الانجازات فلا تُحصى، وتُزهرُ الارضُ المحرَّرةُ رجالاً وبطولات، ويستحيلُ تشرينُ ربيعاً مزهراً بقِصصٍ وحكاياتٍ عصيةٍ على جَوْرِ الايام ، ففي 11 -11 من كلِّ عامٍ موعدٌ يتجددُ فيه الاملُ الذي لن تَقوى عليه الحروبُ ولا المؤامرات، وغداً موعدٌ مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لتكريمِ الدماء التي سَجَّلَ الوطنُ على اسمِها هذا العام نصراً لم يَعرِفْهُ العالمُ من قبلُ ضدَّ عدوٍ صهيونيٍ ومتغطرسٍ اميركي .. وكفى اللبنانيين التلويحُ بالدمِ القاني لكتابةِ قصةٍ جميلةٍ جديدةٍ من عمرِ الوطنِ ..
ومعَ اجملِ الامهاتِ وانبلِ الآباءِ وارقِّ الابناءِ والبناتِ نستذكرُ بعضاً من سيرةٍ حُفِظَت بأشفارِ العيون، وستبقى جسرَ عبورٍ الى كلِّ غدٍ زاخرٍ بالنصرِ الاكيد..
وفي يومياتِنا السياسيةِ التي لا تُشبِهُ هؤلاء، حروبٌ دونكشوتيةٌ وبهلوانياتٌ منبريةٌ وسَخافاتٌ وسجالاتٌ دستوريةٌ فاقعٌ لونُها لا تُسِرُّ وطناً جريحاً ولا شعباً متألماً، فكانَ اليومَ عرضُ الحلقةِ الخامسةِ من مسلسلِ انتخابِ الرئيسِ المعروفةِ الاحداثِ ما دامَ في الوطنِ اصحابُ نوايا سوداءَ يتوهمونَ التحديَ وهُم ادواتٌ ضمنَ مشروعٍ تعطيليٍّ للبلدِ وَفقَ ما يجاهرُ بهِ اصحابُ المشروعِ ويفتخرون، متوعدينَ اللبنانيينَ بالويلِ والثبورِ وعظائمِ الامور، فالامورُ واضحةٌ وطرقُ الحلِّ معروفة، واولُها وآخرُها الحوارُ وسابعُ مستحيلاتِها فرضُ رئيسِ تحدٍّ واستفزاز..
ولهذا ستبقى الورقةُ البيضاءُ رفضاً واضحاً وصريحاً لمرشحِ التحدي كما أكدت كتلةُ الوفاءِ للمقاومةِ في بيانِها اليوم، واذا كانَ الحوارُ غيرَ مرغوبٍ فيه من البعض، الا انَ رأيَ الكتلةِ برئيسِ الجمهوريةِ هو ذاكَ الذي يعرفُه اللبنانيون بمواقفِه الوطنيةِ ويملكُ قرارَه السياديَ ويُدركُ اهميةَ الدورِ الوطني للمقاومة، فلا يطعنُ بها ولا يُفرِّطُ فيها ولا يُسيءُ اليها..
اما من يسيءُ للبنانَ واهلِه فهو الاميركيُ بحصارِه ومنعِه الكهرباءَ بحسَبِ رئيسِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائب محمد رعد الذي رأى بمَن يمنعُ الفيولَ الايرانيَ عن اللبنانيينَ ويهددُ حكومتَهم بالعقوباتِ أنه “معتدٍ أثيم”..
المصدر: قناة المنار