حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، حيث يمكن أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
جاء تحذير المنظمة في بيان، بمناسبة الأسبوع العالمي الثاني للتوعية حول المضادات الحيوية، في الفترة من 14 إلى 20 نوفمبر الجاري، وحملتها هذا العام تحت شعار “المضادات الحيوية: التعامل بحرص”.
وقالت المنظمة إن “المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية”، وأضافت أن “معدلات مقاومة المضادات الحيوية تتزايد لمستويات عالية على نحو يُنذر بالخطر في شتى ربوع العالم، بما في ذلك إقليم شرق المتوسط، حيث إن آليات المقاومة الجديدة تنشأ وتنتشر حول العالم لتهدد قدراتنا على معالجة الأمراض المعدية الشائعة”.
وأوضح علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن “مقاومة المضادات الحيوية تزيد حجم التكاليف الطبية وتطيل فترات الإقامة في المستشفيات، لذلك علينا أن نبادر بالعمل على كافة الأصعدة، والمطلوب هو نوع من المسؤولية المشتركة في أوساط راسمي السياسات والعاملين بالمجال الصحي ودوائر صناعة الرعاية الصحية وقطاع الزراعة والجمهور بوجه عام، كي نعمل معاً من أجل الحد من مقاومة المضادات الحيوية”.
وعن أسباب ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها، كشفت المنظمة أن تلك الظاهرة تتفاقم في حالة استخدام المضادات الحيوية للبشر والحيوانات، من دون وصفة طبية، ولفتت إلى أن وتيرة تفاقُم مقاومة المضادات الحيوية تتزايد جراء زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها في المجموعات البشرية والحيوانية، وأوضحت أن هذه البكتيريا المتحوّلة قد تصيب الإنسان والحيوان على السواء، ويكون علاج الأمراض المعدية الناجمة عنها أصعب من علاج الأمراض الناتجة عن بكتيريا غير مقاوِمة.
ودعت حملة التوعية العالمية التي أطلقتها المنظمة، الأفراد والحكومات وقطاعات الزراعة وتربية الحيوانات والعاملين في المجال الصحي، إلى أن يتخذوا إجراءً عاجلاً من أجل كبح جماح مقاومة المضادات الحيوية ومنع حدوثها.
المصدر: هافينغتون بوست