البلد الذي سيؤخِّرُ ساعتَه – ساعةً عندَ منتصفِ الليلةِ عملاً بالتوقيتِ الشتوي، يبدو أنَه سيعيدُ عقاربَ ساعاتِهِ سنينَ الى الوراءْ عند منتصفِ ليلِ الاثنين المقبل، عملاً بالنكدِ السياسي، ودخولِ الفراغِ الرئاسي مصحوباً بضياعٍ دستوريٍ، وتداخلِ خطوطِ الطولِ الرئاسيةِ وخطوطِ العرضِ الحكومية، وما نتج عنها من تشابك بالتأويلات والاجتهادات، واشتباكاتٍ بالمواقفِ والبيانات. والبَيِّنُ ألاَّ نيةَ ولا قرارَ باي خطوةٍ استنقاذية من ايِ جهة معنية في الساعات القليلة المتبقية..
ولم يبق للبنانيين مع هذا المشهد الحزين، إلاَّ ان يشكروا الله بانهم نَجوا بخطوطِ الترسيم البحرية التي تحقَّقت بمعجزة توحيدِ المواقف الرسمية، محميةً بموقفِ القوة اللبنانية.. ووفق توقيتِ المقاومة الثابتِ على الدوام، الذي لا يقدِّمُهُ حَرٌّ ولا يؤخرُهُ قَرٌ، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بكلمةٍ سياسية عند الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار، متناولاً ملف الترسيم وآخر التطورات..
اما البلدُ القادر على توليدِ الازمات واتقانِ السجالات والمناكفات، فلم يكن في تطوراته إلاَّ المزيد من بياناتِ الاشتباك وتقاذفِ المسؤوليات، والكلامِ الصريح للرئيس ميشال عون عن فوضى دستورية قد تحصل مع الفراغ ِالقادم الذي لا يملؤه فراغٌ، كما قال ..
وعطفاً على بيان هيئةِ الرئاسة في حركة أمل وتغريدةِ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،وما بينهما من اتهامات حكومية ورئاسية و حدودية، كلام اضافي مرتقب للرئيس العماد ميشال عون خلال احتفالية الوداع التي سيقيمها انصاره في باحات قصر بعبدا ظهر الغد، قبل تركه القصر وانتقاله الى مقر اقامته في الرابية..
اقليميا ، وفي ساحات شيراز ومشهد الايرانيتين، انقلبت الصورة من مشاهد الشغب والارهاب الدموي الى هتافات الجموع الغفيرة متمسكة بالثورة وتعاليم الجمهورية الاسلامية، حيث شيع الايرانيون شهداء التفجير الارهابي في مقام السيد أحمد ابن الامام الكاظم عليه السلام، مع تأكيد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أن الشعب الايراني الحي سيدفن آمال جو بايد بالتخريب، وان المؤامرة الاميركية الصهيونية السعودية ستفشل كغيرها كما قال..