أصبح ريشي سوناك زعيما لحزب المحافظين، وتولى رئاسة الوزراء خلفا لليز تراس التي استقالت الأسبوع الماضي. وجاء ذلك بعد انسحاب منافسته بيني موردونت زعيمة الأغلبية المحافظة في مجلس العموم.
من هو ريشي سوناك الذي سيصبح الرئيس الجديد للحكومة البريطانية؟
وُلد سوناك في مدينة ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق إفريقيا. وكان والده طبيبا عاما وكانت والدته تدير صيدليتها الخاصة. وسيكون سوناك بذلك أول رئيس وزراء بريطاني من أصول آسيوية.
وتلقى سوناك تعليمه في مدرسة داخلية خاصة هي وينشستر كوليدج، ثم التحق بجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة ستانفورد الأمريكية في كاليفورنيا. والتقى في الولايات المتحدة بزوجته أكشاتا مورتي، وهي ابنة ملياردير هندي وقطب من أقطاب تكنولوجيا المعلومات. ولديهما، ابنتان. ولم يعلق سوناك علنا على مقدار ثروته، لكن يقال إن حياته المهنية في مجال المال قبل دخول السياسة جعلت منه مليونيرا، بينما كان لا يزال في العشرينيات من عمره.
وتعرضت شؤون سوناك المالية هو وعائلته لتدقيق شديد هذا العام، كما ألقي الضوء على الوضع الضريبي لزوجته. ويتزامن فوز سوناك بزعامة حزب المحافظين مع الاحتفال بـ”ديوالي” وهو مهرجان الأضواء الهندوسي. وكان ريشي سوناك المرشح المفضل لخلافة رئيسه القديم بوريس جونسون رئيسا للوزراء بعد استقالته في يوليو/تموز. لكنه فشل في إقناع أعضاء الحزب، الذين اختاروا ليز تراس في نهاية المطاف في سبتمبر/أيلول. واستقالة تراس بدورها في وقت سابق من الشهر الحالي.
وركز سوناك حملته خلال الصيف على قضية واحدة بشكل أساسي: وهي الحالة المتدهورة للاقتصاد البريطاني وخطته للتغلب عليها. وقال سوناك خلال المنافسة السابقة إنه يفضل خسارة سباق زعامة حزب المحافظين بدلا من “الفوز بوعد كاذب”. وقال سوناك إنه يسعى إلى منصب رئيس الوزراء لإصلاح “أزمة اقتصادية عميقة”، ولتوحيد حزبه.
وعقب تولي سوناك منصب وزير المالية في فبراير/شباط 2020، وجد نفسه مضطرا إلى توجيه اقتصاد بريطانيا مع بدء وباء كورونا وعمليات الإغلاق. وتعهد بفعل “كل ما يتطلبه الأمر” لمساعدة الناس خلال الوباء في ربيع عام 2020 – وكشف النقاب عن دعم بقيمة 350 مليار جنيه إسترليني.
وعمل سوناك محللا في بنك غولدمان ساكس من عام 2001 إلى عام 2004. ثم أصبح وزيرا صغيرا في حكومة تيريزا ماي، حتى تولى منصب وزير المالية في حكومة جونسون. وكان مؤيدا صريحا لجونسون في البداية، لكنه استقال، قائلا إنه شعر أن منهجه في الاقتصاد كان “مختلفا تماما” عن نهج رئيس الوزراء. وترك سوناك منصب وزير المالية في يوليو/تموز 2022، وهي الخطوة التي ساهمت في إسقاط جونسون زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء.
وأصر سوناك، في احتجاجات على القيادة، على أنه كان مخلصا لجونسون، لكنه استقال لأن حكومته كانت على “الجانب الخطأ” من حيث القضايا الأخلاقية.
المصدر: موقع المنار