رجلٌ اعزَّ أمة، رسمَ على جبينِ فلسطينَ انَ النصرَ آتٍ لا محالة، وأنْ لا محلَّ لهذا الكيانِ المؤقتِ في حساباتِ الزمنِ الجديد..
عدي التميمي اسمٌ جديدٌ من ايقوناتِ فلسطين، كتبَ بايامٍ اجملَ ملحمةٍ نضالية، واخرجَها في ساحاتِ الضفةِ وعلى اسوارِ القدس، رمى برصاصاتِه قلبَ الامنِ الصهيوني، وارداهُ مضرجاً بدماءِ الخيبة، وما خابت رصاصاتُه ولا يداهُ اللتانِ لم تَرتجفا حتى آخرِ لحظاتِ الاشتباك ، فارتفعَ شهيداً، ورفعَ عنواناً جديداً من عناوينِ النصرِ الفلسطيني.
لم يُحرِّر بعمليتِه كلَّ فلسطينَ كما قال ، لكنه حَرَّرَ البعضَ من قيودِ الخوفِ والتبعية، وآخرينَ من قيودِ الانتظار، وحرّكَ المئاتِ من الشبابِ ليَحملوا البندقيةَ بعدَه كما أراد.. فلأمثالِ عدي فَلْيَتحضر الصهاينةُ ولْيَعُدُّوا الخيبات، ولْتَفرحْ فلسطينُ ببشائرِ النصرِ المعمَّدةِ بازكى الدماء..
في لبنانَ لا بشائرَ بكسرِ جدارِ الازمة، من جلسةِ اليومِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ حيثُ الورقةُ البيضاءُ تفوقت بانتظارِ ان يتمَ التوافقُ لما فيهِ مصلحةُ البلاد ، بعيداً عن عنترياتِ البعضِ واصرارِهم على التحدي. فما يَجري في جلساتِ الانتخابِ يُثبتُ انَّ تدخلَ السفارتينِ الاميركيةِ والسعوديةِ قد عَطَّلَ ويُعطِّلُ انتخابَ الرئيسِ ضمنَ المهل، ويضعُ الاستحقاقَ على المسارِ الاصعبِ والابعد، بحسب عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ..
واصعبُ من جلسةِ الانتخابِ هي مؤشراتُ الحكومةِ المعلَّقةِ على التفاصيلِ، التي تتحكمُ بها كلُّ انواعِ الشياطين . فلا دخانَ ابيضَ في الافقِ الحكومي حتى الآن، معَ استمرارِ المساعي لاستنقاذِها قبلَ فواتِ الاوان ..
ولم يَفُتِ اللبنانيينَ سماعُ المجلسِ الدستوري الذي نَظَرَ بخمسةٍ من الطعونِ الانتخابيةِ الخمسةَ عشر، فابطلَها وثَبَّتَ نوابَها، على اَن يَبُتَّ بالباقي خلالَ الايامِ القادمة..
دولياً اصابت الحربُ الاوكرانيةُ مجدداً رئاسةَ الوزراءِ البريطانيةَ خلالَ اسابيعَ قليلة.” ليز تراس” خرجت من “داوننغ ستريت” بعدَ ستةِ اسابيعَ من توَلِّيها رئاسةَ الحكومةِ، معَ تفاقمِ الازمةِ الاقتصاديةِ وتفرعاتِها الداخلية، على قاعدةِ أنَ “القلة تولد النقار”..
فالاوروبيونَ المختنقونَ اقتصادياً، المعدومونَ من مصادرِ الطاقةِ الفعليةِ والسياسية، يتخبطون بأزماتِهم المتشعبة..
ومنها ما تعيشُه الساحاتُ الفرنسيةُ ايضاً من احتجاجاتٍ صاخبةٍ على الضائقةِ الاقتصاديةِ والسياساتِ الحكومية..
المصدر: قناة المنار