أدان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال في لبنان عصام شرف الدين مواقف الدول المانحة في ملف النازحين السوريين وتدخل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي مقابلة ضمن برنامج “بانوارما اليوم” على قناة المنار مساء الجمعة، شدد شرف الدين أن الخطة الحكومية لعودة النازحين هي طوعية، وقال “بالشق السياسي الوزارة أتممت كل شيء مطلوب منها”، وكشف أن “هناك التزام على مستوى رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة البيئة والإدارة المحلية في سوريا المعنيين بهذا الملف”، وأضاف أن “رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد قدم التسهيلات اللازمة، وقد كان الرئيس السوري يتكلم بكل ثقة”، مذكراً بأن هناك بروتوكول روسي يتضمن دعماً بسلة غذائية للنازح وللعائلة ودعماً للبنى التحتية للبلدات والقرى حيث النزوح وكل المستلزمات الاخرى المرافقة”.
وأعاد شرف الدين التأكيد أن “من جانبنا نحن ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون نعتبر أنفسنا مكملين لبعضنا، وكذلك الأمر مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم نحن واحد مكمل”، وأشار إلى “اللواء إبراهيم الذي يتولى الملف هو شخص عصامي ونظيف الكف ومستقيم ولا يهاب أي ضغوط داخلية أو خارجية، وقد وضعنا في تصرفه كل موظفي الوزارة”.
ولفت وزير المهجرين إلى أن “ملف النازحين السوريين اكتمل، وهو له تبعات اقتصادية، من بينها سياسة دعم المياه والقمح”، وأضاف أن “الدول المانحة لمحت في مؤتمر بروكسل إلى إمكانية توطين السوريين في لبنان، وهو ما رفض من كل الفاعليات المحلية، وأدان “مواقف الدول المانحة والتبخيس بهذا الملف وتخويف النازحين من العودة”، مميزا بين النازحين واللاجئين حيث “يجب أن نفصل بين النازحين من الحرب، واللاجئين الذين هم معارضين، ولكل منهما قانون”، ونوه إلى أن “لبنان لم يوقع على اتفاقية 1951 في الأمم المتحدة، ونحن لسنا ملزمين بالتنسيق مع الأمم المتحدة إذا أخذنا قراراً مع الدولة السورية لإرجاع هؤلاء النازحين إلى بلدهم لأنهم ليسوا بحاجة لحماية دولية، وحتى بروتوكول 1976، وتدخل المفوضية بهذا الشأن هو مدان كلياً”.
وتطرق شرف الدين إلى الاجتماع الاخير مع ممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أياكي إيتو الذي كان “جداً متجاوب”، حيث أخذ من الأخير تعهداً بأن اللاجئ السياسي يمكن للدولة اللبنانية أن ترحله إلى بلد ثالث.
وذكر وزير المهجرين بأنه وعد بمهادنة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لكنه استدرك بالقول إن رئيس وزراء يملك مصالح ومكاتب واستثمارات في الخارج لا يمكن أن يكون في هذا الموقع، لأن سيتعرض لإحراج كبير، حيث يصبح هناك خطر وعلامات استفهام على مصالحه خاصة إذا لم يمتثل لتمنيات السفارات ومنها السفارة الأميركية والسفارة البريطانية، وهذا سبب الخلاف معه، وهذا ما ظهر عندما أتت “التعليمة من الخارج بشأن ملف النازحين الحساس”.
وحول بقائه في الحكومة القادمة، قال شرف الدين إنه أعلن إنسحابه من الحكومة منذ نحو 10 أيام، مشيراً إلى أن “لا كيمياء بيني وبين ميقاتي”، وأضاف “لا بأس أنا أعلنت انسحابي وبلغت في حال لم يكن هناك حكومة أنا اقبل وأشكر رئيس الجمهورية والحزب الديمقراطي اللبناني، وأشكر المير طلال إرسلان و(رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد بيك (جنبلاط) وعندما حاول ميقاتي ان يستغل الأمر تدخل جنبلاط ورفض ذلك”، وأعاد الوزير التأكيد قائلاً “أنا منسحب لأن ليس هناك من انسجام، وأنا اكتفيت”.
المصدر: قناة المنار