انطلقت أعمال القمة السادسة للدول الأعضاء في “مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا” في العاصمة الكازاخية.

العالم يصبح اليوم متعدد الأقطاب
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلمة في المؤتمر أعلن فيها أن العالم بات يصبح متعدد الأقطاب وآسيا تلعب الدور الرئيسي في هذا النظام الجديد. وقال بوتين إن هناك تغييرات جادة تحدث في السياسة العالمية، والعالم بات يصبح متعدد الأقطاب، وآسيا تلعب الدور الرئيسي في هذا النظام الجديد. وأكد بوتين أن روسيا تفعل كل شيء لتشكيل نظام أمن متساوٍ وغير قابل للتجزئة، وأضاف أنها “تدافع عن التنمية والازدهار في آسيا. وكذلك من أجل إقامة روابط اقتصادية في هذه المنطقة”.

وفي جانب آخر من كلمته، دعا الرئيس الروسي، إلى إزالة جميع الحواجز المصطنعة لإعادة سلاسل التوريد للسلع. وقال بوتين: “ندعو إلى إزالة جميع الحواجز الاصطناعية غير المشروعة التي تحول دون استعادة الأداء الطبيعي لسلاسل التوريد العالمية من أجل حل المشاكل العاجلة في مجال الأمن الغذائي”.

الى ذلك، شدد الرئيس الروسي، على ضرورة استخدام العملات الوطنية بشكل أكثر فاعلية في التعاملات حيث أن هذا سيعزز سيادة الدول. واقترح بوتين مراجعة مبادئ النظام المالي العالمي، “الذي سمح لعقود لما يسمى بالمليار الذهبي. وهو أن يعيش شخص على حساب شخص آخر”. وقال: “كخطوة أولى، نرى استخدامًا أكثر نشاطًا للعملات الوطنية في التعاملات المتبادلة”.

انتشار الإرهاب وتوسع الناتو يقوضان الأمن في آسيا
واعتبر الرئيس الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي، أن انتشار الإرهاب وتوسع حلف الناتو عاملين رئيسيين يقوضان الأمن في المنطقة الآسيوية. وقال السيد رئيسي إن “انتشار الإرهاب في البلدان الآسيوية المختلفة، بالإضافة إلى توسع حلف الناتو، يقوض الأمن في المنطقة. وعلى وجه الخصوص تدين جمهورية إيران الإسلامية الإرهاب الاقتصادي وتبذل قصارى جهدها لمكافحته”. وأضاف “إن الإرهاب الاقتصادي هو التهديد الشامل الذي يتطلب تعاونا مستمرا لمكافحته”.

هدفنا هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هدف بلاده هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن. وأشار أردوغان الى أن أنقرة توصلت إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية وتبادل أسرى الحرب بين موسكو وكييف. وقال أردوغان: “هدفنا هو الحفاظ على الزخم الذي تحقق رغم الصعوبات على الأرض، والتوصل في أسرع وقت ممكن إلى وقف لإطلاق النار وإراقة الدماء”.

لن نلتزم وحدنا بالاتفاقات الموقعة مع “إسرائيل”
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، دعا قادة الدول الأعضاء في القمة السادسة “لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا” (سيكا)، إلى حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، خاصة من قبل الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وأضاف عباس: “نسعى للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بعاصمتها القدس، على حدود العام 1967، ونؤمن بتحقيق ذلك بالطرق السياسية والدبلوماسية واحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 1515”. وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل باستمرار الوضع الراهن، وقال: “لن نبقى الوحيدين الملتزمين بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وسنراجع مجمل علاقتنا معها، كما وسنطالبها بالاعتذار والتعويض على ما ارتكبنه من مجازر وتدمير بحق الشعب الفلسطيني”.

بيلاروس تدفع ثمن تخليها عن السلاح النووي
من جانبه، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، انه بعد أن تخلت بيلاروس عن الأسلحة النووية، حصلت في المقابل محاولات غربية لا نهاية لها لزعزعة استقرار الوضع في الجمهورية.

قال لوكاشينكو “كانت بيلاروس إحدى البلدان في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، التي تخلت طواعية عن امتلاك الأسلحة النووية. وماذا حصلنا في المقابل؟ بدلاً من الضمانات القانونية الدولية الحقيقية – الإعلانات الفارغة غير المدعومة مثل مذكرة بودابست، ومحاولات لا نهاية لها لزعزعة الاستقرار الوضع في بيلاروس الهادئة والمحبة للعمل”.

انضمام الكويت
ومع انطلاق الفعالية أعلن الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف انضمام الكويت بشكل رسمي إلى عضوية مؤتمر التفاعل كعضو دائم بناء على طلب الأخيرة.

27 دولة تغطي 90% من أراضي وسكان آسيا
وقبل انضمام الكويت، كان المنتدى يضم 27 دولة، والتي تغطي حوالي 90٪ من أراضي وسكان آسيا. ويتمتع عدد من الدول وخمس منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بصفة مراقب في المنتدى.

عُقدت القمتان الأولى والثانية لمنظمة “سيكا” في عامي 2002 و 2006 في ألماتي، عاصمة كازاخستان، وعقدت القمة الرابعة في عام 2014 في شنغهاي بالصين، وعقدت القمة الخامسة في يونيو 2018 في دوشنبة عاصمة طاجيكستان.

إيران وكازاخستان وأفغانستان وباكستان وكوريا الجنوبية والصين وروسيا والهند وفلسطين ومنغوليا وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وأذربيجان وتايلاند تعد من بين أعضاء منظمة “سيكا”.

وهذا المنتدى مخصص للحكومات، ومبني على الاعتراف بالعلاقة الوثيقة بين السلام والأمن والاستقرار في آسيا، وباقي العالم، وتم إنشاؤه بمبادرة من كازاخستان في عام 1992، وتهدف أنشطته إلى تهيئة الظروف للحوار وصنع القرار وتنفيذ التدابير في مجال ضمان الأمن في آسيا.

المصدر: وكالات