ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 11-10-2022 في بيروت على ملف الترسيم البحريّ لحدود لبنان الجنوبية والمخاوف من انتشار اكبر للكوليرا خاصة في مناطق عرسال وعكار وعدد من المواضيع الأخرى وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي
الاخبار
عرسال خائفة من الكوليرا: ماذا عن القرى المجـاورة؟
عادت الصهاريج إلى العمل مجدداً على نقل المياه الآسنة من مخيمات النازحين السوريين في عرسال إلى منطقة في جرود البلدة. قرار اليونيسيف قضى بزيادة معدّل كميات المياه النظيفة المسلّمة لكلّ نازح سوري إلى 35 ليتراً بدلاً من 20 ليتراً في اليوم، كما عدّل كمية المياه المسحوبة من جور الصرف الصحي إلى 24 ليتراً، أي ما يعادل 70% من كمية المياه النظيفة المسلّمة، بعدما كانت 17 ليتراً بحسب ما يؤكد لـ«الأخبار» أحد المسؤولين عن المخيمات. إلا أن اللافت في قرار التعديل ما علمت به «الأخبار» لجهة الفترة الخاصة بسريان عملية شفط مياه الصرف الصحي وتقديم المياه النظيفة، إذ تبيّن أن القرار لفترة «شهر فقط من تاريخ تطبيقه»، ومن الممكن التوقف عن تنفيذه إذا لم يتمّ تأمين التمويل اللازم. وبالفعل فقد تمّ إبلاغ الجمعيّتين المتعاقد معهما لشفط مياه الصرف الصحي وهما ICF والجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب أخيراً بهذا الأمر.
41 حالة تحت الرقابة
عرسال تعدّ البلدة التي احتضنت أكبر تجمع للنازحين السوريين على مستوى لبنان، فعلى رغم عودة ومغادرة مئات العائلات السورية منها إلى الداخل السوري لا زالت تحتضن 164 مخيماً، يتراوح عدد الخيم فيها بين 5 إلى 205، وهي تضمّ اليوم أكثر من 77 ألف نازح سوري يسكنون في 9000 خيمة و3500 بيت مستأجر، لكلّ منها خزّان مياه نظيف وخزّان للصرف الصحي.
هذا العدد الكبير، وتراجع الخدمات المقدّمة للنازحين، وضع عرسال في أزمة صحية وبيئية واجتماعية، تضاف إلى أزمتها البلدية. فمنذ أيام، وضعت 41 حالة تحت عين الرقابة الصحية للتأكد ما إذا كانت مصابة بالكوليرا أم لا، وقد أكدت مصادر طبية في البلدة أنّ مخيمات النازحين، وبعد قرار اليونيسيف بتخفيض شفط مياه الصرف الصحي، وتسرّب تلك المياه إلى المنازل والشوارع، شهدت ظهور إصابات لدى الأطفال تنوّعت بين الطفح الجلدي المفرط وبين البسيط، بالإضافة إلى حالات الغثيان والقيء، ما استدعى تدخلاً من فرق وزارة الصحة والترصّد الوبائي.
وقد حذّر النائب ملحم الحجيري من خطورة الوضع الصحي في عرسال الذي «يستدعي تدخلاً سريعاً، فالحالات المرضية غالبيتها أطفال ولا بد من توفير العلاج السريع لهم حتى لا تتوسّع دائرة الإصابات وتشكل خطراً على البلدة والمنطقة بأكملها».
جور صحية في مجرى السّيل
تتجاوز الأزمة حدود عرسال إلى القرى المجاورة، ففي ظلّ غياب شبكات الصرف الصحي فرض على كلّ منزل الاعتماد على حفر صحية. في عرسال، ومع النزوح السوري الواسع، دعمت الجهات الدولية المانحة السوريين من خلال التعاقد مع جمعيات لتأمين خدمات من ضمنها سحب الصرف الصحي من كلّ حفرة وكلّ خيمة صغيرة في غالبية المخيمات، ومن الحفرة الكبيرة الخاصة بالمخيم بأكمله.
عودة «اليونيسيف» عن قرارها مؤقتة لمدة شهر من تاريخ تطبيقه
يؤكد أحد أبناء عرسال أنه تم التعاقد مع أصحاب أربعين صهريجاً لشفط المياه الآسنة ونقلها من عرسال إلى محلة جردية تسمى سرج الغنم في الجرود، وهي منطقة مطلة على بلدة الفاكهة ورأس بعلبك والعين في البقاع الشمالي، وتحديداً بالقرب من مجرى سيل الفاكهة ورأس بعلبك. ويحذّر الرجل من «كارثة بيئية وصحية بحق عرسال وجيرانها، فإذا كانت اليونيسيف تسمح بشفط 24 ليتراً من حفرة كلّ نازح كل يوم، في مقابل 77 ألف نازح سوري فهناك رقم يقارب المليوني ليتر يومياً يتم تفريغها في حفرتين اعتمدتا للصرف الصحي». ويلفت إلى الربح المادي المتحقق من هذا العمل: «يعمل 40 صهريجاً، وبسعات مختلفة، على نقل 4 إلى 5 نقلات يومياً، وهو أمر مربح جداً، إذ يبلغ البدل المالي عن كلّ نقلة الـ50$، وهذا مغر سواء للجمعيات أو الأشخاص… حتى أن هناك أعضاء في بلدية عرسال اشتروا صهاريج وصاروا يعملون في هذا المجال».
تسرّب إلى المياه الجوفية
وبالمعاينة الفعلية للحفرتين الضخمتين اللتين اعتمدتا لتصريف الصرف الصحي، تبيّن أنهما لا تحويان هذه الكمية الهائلة من المياه الآسنة، الأمر الذي فسّره المهندس منير الحجيري بأن الأرض «سريعة الامتصاص للمياه وبالتالي فهناك تسرّب سريع إلى المياه الجوفية، وعلى الجهات المانحة التحرّك سريعاً»، متسائلاً عن سبب عدم اللجوء إلى أماكن أخرى في جرود عرسال.
عن هذا السؤال يجيب رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري بالقول: «إن سائقي الشاحنات الذين ينقلون الصرف الصحي من المخيمات إلى الحفرتين هم المسؤولون عن اختيار الموقع، بعد إشارتهم إلى وجود حفريات قديمة في المكان»، لافتاً إلى أن «آخر التزام لنقل الصرف الصحي كان عشوائياً، كلّ مجموعة من السائقين كانت تختار المكان وتنقل إليه من دون أن يكون للبلدية أي مسؤولية أو إشراف على هذا الأمر». ويكشف الحجيري أن «مشروع محطة تكرير الصرف الصحي الذي وافق الفرنسيون على تمويله لا يزال عالقاً في وزارة الطاقة منذ عام 2020، في حين أن النائب ملحم الحجيري أكد من جهته أنه زار البلدية مرات عدة للحصول على ملف محطه تكرير الصرف الصحي، وأنه سيحاول التفتيش عن سائر أوراقه ومتابعته بغية تحريكه والشروع في تنفيذه».
تلوّث نبعَيْ الفاكهة ورأس بعلبك؟
يؤكد رئيس بلدية رأس بعلبك منعم مهنا أنه تابع مرات عدة شكاوى في شأن مياه الصرف الصحي في جرود عرسال، «حصلت على وعد بنقل الحفر منذ سنتين بعدما ثبت من خلال فحوص للمياه في رأس بعلبك أنها ملوّثة، إلا أنّ الظروف التي يمرّ فيها البلد منذ سنتين حالت من دون متابعة الموضوع، واليوم وفي ظل انتشار وباء الكوليرا سنتابع الموضوع بالسرعة اللازمة».
من جهته يعبّر المهندس عبده سكرية، ابن بلدة الفاكهة، عن خشيته من تلوّث النبعَين الوحيدين الصالحين للشرب في البقاع الشمالي وهما نبعا الفاكهة ورأس بعلبك «المهدّدان بسبب إفراغ آلاف الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي في مجال الأحواض المائية التي تغذي الينابيع في البلدتين وتهدّد أكثر من 20 ألف مواطن بأمراض الكوليرا الناتجة من ذلك، فالمؤسسات الدولية المهتمة بشؤون مخيمات السوريين في عرسال وخاصة اليونيسيف تقوم بشفط الجور الصحية وترميها في أراضي بلدة الفاكهة المتاخمة لعرسال والتي تبعد عن نبع البلدة مئات الأمتار، كما تقوم بحرق النفايات في المحيط نفسه ما سيؤدي حتماً إلى تلوث الينابيع ونقل الأمراض إلى السكان». يضيف: «لقد رصدت اليونيسيف منذ سنوات عدة مبلغ 2.200.000 دولار لإنجاز محطة صرف صحي من خلال وزارة شؤون النازحين التي ترأّسها يومها الوزير معين المرعبي، وأنجزت الدراسة من شركة BTD ونام المشروع في الأدراج فيما استخدمت الأموال في أولويات أخرى، لذلك نحن كأهالي بلدة الفاكهة ورأس بعلبك وعرسال نطالب بوقف التعديات وإنشاء محطة تكرير صرف صحي ومعمل نفايات لبلدة عرسال لإنقاذ الينابيع من التلوث».
استقالات بلدية عرسال تهدّد بحلّها
في عام 2019 تقدم ستة أعضاء من بلدية عرسال بالاستقالة «احتجاجاً على الهدر والفساد من قبل رئيس البلدية». وفي الأسبوع الأخير من شهر آب تقدّمت ريما كرنبي باستقالتها الخطية إلى المحافظ بشير خضر، ليتقدّم بعدها بأسبوع ستة أعضاء بكتب استقالة خطية أيضاً. وعلى رغم انقضاء المهلة القانونية، وهي مهلة شهر من تاريخ تقديم الاستقالة للبت بالاستقالات، إلا أن دائرة الاتصالات والمساعي توسعت من أجل ثني الأعضاء عن الاستقالة، تحت عنوان «عرسال بحاجة إلى بلدية لتسيير أمورها».
يقود المساعي كلّ من النائب ملحم الحجيري والمحافظ بشير خضر والمفتي الشيخ بكر الرفاعي. حتى اليوم لم يتصاعد الدخان الأبيض من سماء عرسال وبحسب النائب الحجيري، والاتصالات بين الأطراف مستمرة للحؤول دون الإكمال في مسار الاستقالات لأن الظرف الحالي يتطلب تضافر الجهود من أجل عرسال التي تعاني كثيراً من المشكلات، كاشفاً لـ«الأخبار» وجود طروحات عديدة يتم دراستها بين الأطراف».
من بين الطروحات التي علمت بها «الأخبار» استقالة الرئيس الحالي باسل الحجيري وانتخاب نائب الرئيس نصرات رايد، إلا أن هذا الطرح قوبل بالرفض بحسب مصادر مطلعة، لأن رايد هو من الفريق الخاص برئيس البلدية، شأنه شأن محمد علي الحجيري أيضاً». ومن الاقتراحات أيضاً أن يستقيل الجميع بمن فيهم رئيس البلدية، ومن ثم تجرى انتخابات جديدة عند المحافظ، وهذا ما تم رفضه من قبل رئيس البلدية، كما الطرح الذي يقضي باستقالة الرئيس ونائب الرئيس على أن يسمي المحافظ والمفتي بدلاً عنهما. سائر الطروحات سقطت كما المهل القانونية التي سقطت من تاريخ 18 أيلول وعليه لا تخفي المصادر عدم التوصل إلى حلّ وأن «بلدية عرسال تسير باتجاه الحلّ».
اتفاق الترسيم أُنجز وإسرائيل تبتّه اليوم
الثانية عشرة إلا خمس دقائق من منتصف الليلة الماضية، تسلّم لبنان رسمياً المسودة النهائية لاتفاق الترسيم على أن توزّع الثامنة من صباح اليوم على الرؤساء الثلاثة، بعدما أبلغ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بحلّ العقدة الأخيرة التي استجدّت في ما يتعلق بحقل قانا، وحل الالتباس بين عبارتي «الأمر القائم» و«الأمر الواقع» في ما يتعلق بخط الطفافات وفق الصيغة اللبنانية. وقد أُرسلت نسخة من المسودة إلى كيان العدو، حيث يفترض أن يدعو رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد إلى اجتماع وزاري لاقرارها.
وكانت الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت بروز «عقدة قانا» وتبادلاً لصياغات حول عبارات تتعلق بتحديد المرحلة الزمنية بين الاستكشاف والتنقيب والاستخراج من جهة، وبين اتفاق اسرائيل مع شركة «توتال» بحيث لا ترتبط الاعمال في لبنان بموافقة اسرائيلية مسبقة، فيما يلتزم الجانب الفرنسي بدفع «التسوية/التعويض» لاسرائيل بعد الاستكشاف وتقدير حجم المخزون، على ان يبقى لبنان مالكاً لكل المكمن/ الحقل المحتمل بجانبيه الشمالي والجنوبي، كما جدد الفرنسيون التعهّد بأن «توتال» ستعالج، من جهتها وبعيداً عن عائدات لبنان، ما تعتبره إسرائيل «حقاً» لها في الحقل من عائدات الشركة وليس من عائدات لبنان.
وأبلغ الجانب الفرنسي لبنان بعيد منتصف ليل امس ان «توتال» ملتزمة البدء في اعمال التنقيب والاستكشاف فور اعلان الاتفاق، وأنها ستستقدم سفناً وحفارات ومعدات لهذه الغاية بحلول مطلع السنة المقبلة.
وحتى قبيل منتصف ليل أمس، كانت الرسائل تتلاحق بين بيروت وواشنطن وتل أبيب. في الولايات المتحدة كان هوكشتين، ومعه فريق قانوني وتقني أميركي، يتواصل في بيروت مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلف من الرئيس ميشال عون متابعة الملف، وعلى الجانب الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي إيال حالوتا ومعه فريق يمثل المؤسسة الأمنية ووزارة الطاقة في كيان الاحتلال.
وكانت إسرائيل أقلقت العواصم الغربية الخميس الماضي بعدم قبولها بالملاحظات اللبنانية، وساد مناخ سلبي في وسائل الإعلام وعلى لسان المسؤولين، لكن الاتصالات بعيداً من الأضواء والتي تولاها الجانبان الفرنسي والأميركي كانت واضحة: ما يجري يتعلق بهاجس لابيد المتعلق بالانتخابات الإسرائيلية.
في الأيام التي تلت، جرى تبادل مسودات وملاحظات. وتبين أن الوسيط الأميركي ومعه فرنسا متفقان على أن لبنان لا يمكنه تقديم أي تنازل في جوهر الاتفاق، لا بما خص ربط التنقيب باتفاق مسبق بين إسرائيل وشركة «توتال»، ولا بما يتعلق بالحدود البحرية المتصلة بالحدود البرية أو منح خط الطفافات صفة قانونية تنعكس لاحقاً على حقوق لبنان. وعلى هذا الأساس انطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات. وتمكن الفرنسيون من التوصل إلى اتفاق جانبي مع إسرائيل يخص ما تفترضه حصة لها من حقل قانا، على أن يجري تضمينه الاتفاق، مع التأكيد للبنان بأن أي تعويض مادي تأخذه إسرائيل لا يمس حصة لبنان من عائدات حقل قانا، وجدّد الفرنسيون، بضمانة أميركية، أن عمل «توتال» سينطلق فور الإعلان عن الاتفاق وهو غير مرتبط على الإطلاق بالاتفاق الجانبي بين الشركة وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بخط الطفافات. حصل نقاش تقني ولغوي وقانوني أدى في بعض اللحظات إلى تهديد الاتفاق، لأن موجز النقاش يتركز على أن لبنان لن يعترف بأي حدود بحرية مع العدو، وأن ما يجري لا يعدو كونه تحديد البلوكات الخاصة بالمناطق الاقتصادية للجانبين، وأن خط الطفافات ليست له قيمة قانونية ولا يمكن اعتباره، الآن أو في أي وقت لاحق، خطاً يمكن الاستناد إليه في معرض ترسيم الحدود البحرية. كما أن لبنان يرفض الحديث عن نقاط في البر تتصل بما يجري الحديث عنه بحراً. وظل النقاش مستمراً حول عبارات بين «الأمر القائم» و«الأمر الواقع»، إذ تعتبر إسرائيل «الأمر القائم» بمثابة إقرار من لبنان بقيمة خط الطفافات، بينما للبنان تفسيره الواضح بأن «الأمر الواقع» هو تأكيد على استمرار النزاع حول الحدود البحرية كما الحدود البرية.
جدّد الفرنسيون، بضمانة أميركية، أن عمل «توتال» سينطلق فور الإعلان عن الاتفاق من دون ربط ذلك بالاتفاق بين الشركة وإسرائيل
وخلال ساعات الليل، ضغط الجانب الأميركي على لبنان للقبول بالصياغة الملتبسة. وقدم الأميركيون تبريرات تتعلق بالوضع الداخلي لرئيس حكومة العدو، وأنه مضطر لصياغة لا تظهره في موقع المهزوم خصوصاً أنه يسعى إلى إقرار الاتفاق في الحكومة وإحالته فوراً إلى الكنيست للاطلاع عليه، وأن المهلة المتاحة هي الآن ليكون الاتفاق قابلاً للتوقيع النهائي قبل الثلاثين من هذا الشهر، وأن لبنان صاحب مصلحة في ذلك كون هذا التاريخ يمثل اليوم الأخير لولاية الرئيس ميشال عون، وأنه في حال انتهت الولاية من دون اتفاق سيصبح متعذراً على أحد توقيعه إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بينما لا أحد يعلم كيف ستكون نتائج الانتخابات في إسرائيل وما إذا كان بنيامين نتنياهو سيسير بالاتفاق أم لا في حال فوزه.
المسودة الجديدة
وكانت المداولات أشارت إلى أن هوكشتين أعد مسودة قائمة على ما تلقاه من ملاحظات من الجانبين، بحيث تكون غير قابلة للتعديل أو النقض. وتبين أن المشكلة انحصرت فعلياً في الخلاف على وضعية «خط الطفافات». ووفقاً للتسريبات، فإن لبنان مصر على اعتماد النقطة 20 في البحر كمنطلق لترسيم الخط، وهي النقطة التي تسبق حدود «بلوك 10» اللبناني فيما سيتم الإبقاء على النقطة 31 التي وردت في الاقتراح الإسرائيلي – الأميركي. وتتقدم النقطة المذكورة على النقطة 18 التي تمثل أساس انطلاق الخط 23 مسافة تمتد كيلومترات، ما يعني أن المنطقة الواقعة خلف النقطة 20 ستكون أقرب إلى منطقة نزاع، ويبقى «خط الطفافات» الذي يمثل «الخط 1» الإسرائيلي على ما هو عليه، على أن يجري طرح وضعيته حالما يتم الذهاب إلى تفاوض غير مباشر حول الحدود البرية. حتى ذلك الحين، سيكتفي لبنان بإيراد خطه ضمن الورقة وتوقيعها من طرفه ثم وضعها في عهدة الولايات المتحدة، فيما سيكون للعدو نفس الخطوة، مما يعني أن الأوراق لن تودع بالضرورة لدى الأمم المتحدة إنما سيجري إبلاغها بطريقة ما عن التوصل إلى «تفاهم».
وعلى الأرجح، ستخلق هذه الآلية جدلاً، لكون العدو سيبقي على الإحداثيات التي أودعها لدى المؤسسة الدولية حيال الخط رقم 1، ولن يجري أي تعديل، فيما لبنان سيبقي على الخط 23 المودع سابقاً لدى المؤسسة الدولية نفسها من دون أي تعديل، وليس ثمة حاجة لإيداع أي إحداثيات جديدة طالما أن القضية نقلت إلى موعد يحدد لاحقاً.
البناء
كييف تحت النار الروسية وتوقعات بمزيد من التصعيد… والناتو يردّ بدفاع جوي لأوكرانيا
هوكشتاين يرسل مسودته الأخيرة بصورة غير رسمية… وعون متفائل… والسيد نصرالله اليوم
باسيل : ميقاتي سبب التعطيل الحكومي… ومنفتح رئاسياً… والمقاومة صنعت توازن التفاوض
بين تفجير جسر القرم ويوم القصف الجوي والصاروخي الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف وعدد من المدن والمنشآت الحيوية، عادت الحرب في أوكرانيا إلى الواجهة العالمية والإعلامية بصفتها حرباً عالمية بين روسيا والناتو تدور على أرض أوكرانيا، ويشكل الجيش الأوكراني فيها الأداة البشرية الأقدر على دفع الدم من سائر جيوش الناتو، وتشكل فيها أسلحة الناتو وأمواله واستخباراته وأقماره الصناعية وقدرته على الضبط والسيطرة والتخطيط خلفية وقيادة الحرب. وتمثل النقلة التي بدأت مع تفجير جسر القرم كرد على ضم الولايات الأوكرانية الأربع الى روسيا، مدخلاً لرد تصعيدي روسي وضع البنى التحتية لأوكرانيا تحت النار، وجاء رد دول الناتو بإعلان الاستعداد لتزويد الجيش الأوكراني بسلاح الدفاع الجوي.
في هذا المناخ من التصعيد الدولي الكبير، تواصلت تداعيات الأزمة الناشئة بين الغرب بقيادة واشنطن وأوبك بقيادة الرياض، بعدما حمّل الأميركيون السعودية مسؤولية قرار أوبك بلاس ووصفته بالرد الروسي على قرارات الغرب بوضع سقف لسعر مبيع النفط الروسي، واعتبرت قيام أوبك بلاس بتخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً، دعماً لروسيا بتعزيز الطلب على مواردها النفطية عبر تخفيض العرض في الأسواق، بينما رد مسؤولو أوبك بأنهم لا يتعاطون السياسة في قراراتهم، بل يضمنون مصالح دولهم بالحفاظ على توازن العرض والطلب، وليس إغراق السوق لحسابات سياسية.
على خلفية الأزمتين العالميتين الكبيرتين في أوكرانيا وسوق الطاقة، تقدم التفاوض غير المباشر حول ملف النفط والغاز بين لبنان وحكومة الاحتلال، بواسطة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، الذي أرسل للبنان مسودته النهائية بصورة غير رسمية قبل أن يرسلها رسميا اليوم كما هو متوقع، وبينما تحدثت مصادر على صلة بملف التفاوض عن تقدم في تذليل العقبات أمام الاتفاق، وبقاء نقطتين عالقتين تنتظران مساعي هوكشتاين، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إننا نتجه نحو التوصل الى اتفاق خلال أيام قليلة، وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ايجابيات في ملف التفاوض تفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق، وينتظر أن يكون الملف حاضراً في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم.
في ملف النفط والغاز قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني إن لبنان يقترب من النجاح في التوصل لاتفاق يضمن حقه بالاستخراج بالتوازي مع ضمان الخط 23 وحقل قانا، وإن هذا الإنجاز الذي يعود لنجاح لبنان بإدارة التفاوض وجهوزية تقنية وقانونية، صار ممكناً بفضل التوازن الذي وفرته المقاومة، وأزال الحظر السياسي عن حق لبنان بالتنقيب والاستخراج، ووضع شرطاً لقيام «إسرائيل» بالاستخراج هو تلبية المطالب اللبنانية. وعن الحكومة قال باسيل إن الرئيس نجيب ميقاتي هو سبب تعطيل قيامها، لأنه يريد التدخل بحصة رئيس الجمهورية، أما عن الاستحقاق الرئاسي فرجح احتمال الفراغ، بسبب عدم توصل الفرقاء الى تفاهمات تتيح توفير الأغلبية اللازمة لأي مرشح رئاسي، مشيراً الى الانفتاح على التوافق على أي مرشح رئاسي لمناقشة الورقة السياسية للتيار الوطني الحر.
وفيما كان متوقعاً أن يتسلّم لبنان المسودّة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، أفادت معلومات رسمية لـ»البناء» أن رئاسة الجمهورية لم تتسلّم أي مسودة من الوسيط الأميركي حتى منتصف ليل أمس، مشيرة الى أن هناك بعض المفاهيم والعبارات المتعلقة بالنقاط القانونية والتقنية تحتاج الى نقاش على أن يقوم هوكشتاين بتسليم مسودة الاتفاق النهائيّ للبنان لوضع اللمسات الأخيرة عليها قبل المواقفة النهائية. كما علمت أن الوسيط الأميركي على تواصل دائم مع المسؤولين اللبنانيين المكلفين بالملف.
وعزت مصادر مطلعة لـ»البناء» سبب التأخير بتسليم المسودة النهائية الى التأخير بالرد الاسرائيلي على أسئلة واستيضاحات الوسيط الأميركي وذلك بعد تدقيقها من جانب حكومة الاحتلال من أكثر من مستوى نظراً لحساسية الملف في ضوء الحسابات والمزايدات السياسية والانتخابية في كيان الاحتلال.
وأشارت وسائل إعلام محلية أن الأمور في ملف الترسيم لا تزال تتجه نحو الايجابية، والعمل لا يزال جارياً على الصيغة النهائية ببعض التعابير ولا سيما لجهة ترجمتها وتسلم لبنان الصيغة متوقع في الساعات المقبلة.
وفيما خيمت حالة من شبه الصمت على الاعلام الاسرائيلي وكذلك على المواقف الرسمية في كيان الاحتلال في ملف الترسيم، كشفت وكالة «الأناضول» التركية عن مسؤول لبناني رفيع، أن «النقاشات حول الموضوع باتت شبه منتهية، والأمر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة». وأوضح المصدر أننا «وصلنا إلى مفردات قليلة يجري الآن توحيدها وإنجازها إذا لم تحصل مفاجأة غير سارة في اللحظة الأخيرة».
وكان موقع «والا» الإسرائيلي، نقل عن مسؤول اميركي كبير، بأنّ هوكشتاين، «أرسل للجانبين اللبناني والإسرائيلي الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق». وأوضح الموقع أنّ «هذه نسخة معدلة بعد بعض التغييرات، وهوكشتاين ينتظر الآن رداً من لبنان وإسرائيل»، مشيراً إلى أنّ الأميركيين قالوا إن هذا كان نصاً نهائياً وأنه لن يتم إجراء مفاوضات أخرى». فيما توقعت قناة «العربي» القطرية، في تقرير نقلاً عن مصادر، «التوقيع رسمياً على اتفاق الترسيم، في العشرين من شهر تشرين الأول المقبل في منطقة رأس الناقورة الحدودية».
وأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «بإنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي شوطاً متقدماً، وتقلصت الفجوات التي تمّ التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي».
واعتبر الرئيس عون أن «الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي».
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى المواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم والتي سيتطرق فيها الى الملفات الداخلية والإقليمية لا سيما الترسيم، إذ من التوقع أن يجدد السيد نصرالله موقف الحزب من الترسيم بالتأكيد على وقوف المقاومة خلف الدولة في هذا الملف واستعدادها لثني العدو بالقوة العسكرية عن قرصنة حقوق لبنان.
وعلمت «البناء» أن مستوى الموقف واللهجة الذي سيتسم بهما خطاب السيد نصرالله، مرهون بمضمون موقف الوسيط الأميركي وتسليمه للمسودة النهائيّة ومضمون الرد الاسرائيلي النهائي حتى مساء اليوم.
الى ذلك، تتجه الأنظار الى ساحة النجمة مجدداً التي تشهد جلسة ثانية لانتخاب رئيس للجمهورية دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل. في ظل توجه نواب «لبنان القوي» نحو مقاطعتها لمصادفتها مع ذكرى 13 تشرين.
وتوقعت مصادر نيابية عبر «البناء» أن تتكرر خريطة تصويت الجلسة الماضية، في جلسة الخميس، في ظل مراوحة المواقف مكانها من دون أي تغيير.
ولفتت المصادر الى أن «كل المشاورات واللقاءات التي حصلت خلال الاسبوع الماضي أكان بين أطراف ثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، أم بين كتل التغيير والمستقلون والكتائب والقوات والاشتراكي، لم تفضِ الى أي تعديل بالمواقف». وتوقعت أن جولة مشاورات جديدة ستبدأ اليوم حتى الخميس لمحاولة إحداث خرق في جدار المواقف والتوجهات، لكن المصادر استبعدت أن تحمل الجلسة الثانية أي مفاجأة.
وعلمت «البناء» أن القوات اللبنانية والكتائب والاشتراكي مستمرون بتأييد المرشح النائب ميشال معوض وسيصوّتون له في جلسة الخميس.
ويستكمل النائب غسان سكاف مبادرته الرئاسية بزيارة رؤساء الكتل النيابية في محاولة لتقريب وجهات النظر، وزار أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأوضح سكاف لـ»البناء» أنه مستمر بمبادرته وجولته على الأطراف السياسية للاستماع الى آراء وتوجهات الكتل ورؤيتها للرئيس المقبل لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، للتوصل الى توافق. ولفت الى أن لا أسماء جديدة غير معوض حتى الساعة حتى بروز أسماء جديدة. ولا اتفاق بين كتل المعارضة والمستقلون مع الكتائب والقوات والاشتراكي. مشيراً الى أن لا أحد يملك أكثرية نيابية لفرض مرشحه حتى الساعة.
وفيما تحاول جهة إقليمية الضغط على كتلة النواب السنة لتأييد معوض، علمت «البناء» أن هذه المحاولات لم تنجح. وأشارت أوساط نيابية في كتلة اللقاء الديمقراطي لـ»البناء» الى أن الحزب مستمر بتأييد النائب معوض حتى الساعة وسيصوت له في الجلسة المقبلة، الى أن تبرز معطيات جديدة تتجه نحو التوافق على مرشح مع القوى الأخرى. لكنها تساءلت عن سبب إخفاء قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر مرشحيهم. مشيرة الى أن لا قوى التغيير والمستقلون اتفقوا مع 14 آذار على مرشح ما وكذلك الأمر جبهة الأوراق البيضاء لم تتفق على مرشح، وبالتالي الجميع يعطل انتخاب الرئيس ما يتوجب الاتفاق على مرشح معين.
وإذ استبعدت مصادر الثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» انتخاب الرئيس بالمهلة الدستورية المحددة وتوقعت شغور لعدة أشهر، ما يتوجب تأليف حكومة جديدة لادارة فترة الشغور، أشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ان «موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أياماً معدودة، والآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أنْ تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي».
اعتبر قاسم في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بانه «يوجد أحد رئيسين: رئيس تحدٍّ يريد المواجهة وفرض رؤيته التي تتقاطع مع أميركا وتخرِّب لبنان، ويوجد رئيس له رؤية وطنية منفتح ومرن ويعالج القضايا الشائكة بالحوار، وليس مستسلماً للأجنبي».
ورأى بأن «مسار تبني التحدي هو مسار تعطيلي ولا قابلية له لإنجاز انتخاب رئيس، ولذا على المجموعات الساعية لانتخاب رئيس وطني لنهضة هذا البلد أن تتحاور لتقريب وجهات النظر حول الرئيس المناسب في هذه المرحلة».
على صعيد آخر، طفا السجال الى السطح، بين مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل، وإذ أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، مقاطعة جلسة مجلس القضاء الأعلى التي دعا إليها وزير العدل اليوم «إيماناً باستقلالية عمل القضاء»، بحسب عبود.
وأشار عبود، إلى أنّ «التدخلات السياسية في القضاء، الحاصلة من الجهات والمراجع المختلفة، صراحةً أو ضمناً، سكوتاً أو تجاهلاً، ساهمت وتساهم في ضرب الثقة بالأداء القضائي».
في المقابل ردّ وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري على عبود بالقول «إنّ من صلاحيات وزير العدل دعوة مجلس القضاء الأعلى إلى الانعقاد، وشدّد على رفضه الكلام الذي يقول إنه يتدخل في القضاء». وأشار خوري، إلى أنّ هناك تعثّراً في انعقاد جلسة لمجلس القضاء الأعلى منذ أكثر من أسبوعين، وقال: «إنّه لا يعتقد أن القضاة في المجلس سيلبّون دعوة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود إلى مقاطعة الجلسة».
وجاء هذا الخلاف بعد الانتقاد العالي السقف الذي توجه به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد القاضي عبود منذ أيام، وتوقعت مصادر سياسية لـ»البناء» أن يؤدي هذا الخلاف الى تجميد الملفات القضائية الأساسية كملف تحقيقات المرفأ فضلاً عن التشكيلات القضائية.
وتفاعل موضوع تفشي وباء «الكوليرا» في منطقة عكار في ظل تدني مستوى الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين وكذلك للنازحين السوريين، ما يهدّد بتداعيات خطيرة على المستوى الصحي لا سيما لجهة ارتفاع عدد الإصابات بوباء «الكوليرا» وسط تحذيرات وزارة الصحة من انتشار أوسع ما لم يتعاون المواطنون والنازحون لاحتواء هذا الوباء.
وكشفت مصادر صحية مطلعة على الملف لـ»البناء»، أن عدد الاصابات بوباء الكوليرا بلغ 14 إصابة حتى الآن والمرشح للارتفاع أكثر في كل لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعزت المصادر السبب الى «الاختلاط اليومي بين اللبنانيين والنازحين السوريين الذين يذهبون الى سورية دائماً ويعودون الى لبنان. وكذلك سوء الخدمات التي تقدمها المنظمات الدولية لمخيمات النازحين السوريين في عكار»، مشيرة إلى أنه تم عرض الصور بشأن ادارة هذه المنظمات للمخيمات، خلال اجتماع لوزارة الصحة، أمام مسؤولي المنظمات الدولية.
وحملت المصادر الدولة المسؤولية الكاملة لعدم فرضها إجراءات رقابية واحترازية واستباقية في منطقة عكار وعلى الحدود اللبنانية السورية عموماً، علماً أن انتشار هذا المرض بدأ في سورية منذ آب الماضي.
ودعت المصادر الى فرض إجراءات وقائية لامركزية في منطقة انتشاره وتكثيف حملات التوعية في لبنان عموماً لتفادي انتشاره.
المصدر: صحف محلية