أعلن رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف السبت، أنه “تم استئناف حركة مرور السيارات على جسر القرم، وستعود حركة القطارات على الجسر في وقت لاحق من اليوم أيضاً”. ونوه أكسينوف، بأن السيارات ستتحرك على الجسر عبر المسارين اللذين لم يتضررا نتيجة التفجير.
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم، حسب المعلومات الأولية، بتفجير شاحنة على جسر القرم فجر السبت. وفي التفاصيل، فإن انفجار الشاحنة على الجسر أدّى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود، ووقف الحركة عليه. وفي السياق، كشف صحفيو “واشنطن بوست” الأمريكية ” نقلاً عن المتحدث باسم الحكومة الأوكرانية أن الانفجار على جسر القرم، “نفذه جهاز الأمن الأوكراني“.
وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب في بيان لها: “في الساعة 06:07 صباح اليوم وقع تفجير بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم، مما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم”.
وأضاف البيان أن انهيارا جزئيا حدث في قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر. وأشار البيان إلى أنه يجري في مكان الحادث اتخاذ الإجراءات لتحديد ملابسات الانفجار وإزالة آثاره.
توقف الحركة على الجسر
وكانت سلطات شبه جزيرة القرم الروسية أفادت باشتعال صهريج وقود في أحد أجزاء جسر القرم فجر اليوم السبت.
وقال أوليغ كروتشكوف مستشار رئيس القرم في بيان له: “حسب المعلومات الأولية، فقد اشتعلت النيران في صهريج وقود في أحد المواقع (بالجسر). أقواس الملاحة لم تتضرر. ومن السابق لأوانه الحديث عن الأسباب والعواقب”.
وأعلنت السلطات توقف حركة السيارات على جسر القرم بسبب حريق.
وأفادت شركة “القرم لسكك الحديد” بأن القاطرة وعددا من العربات لقطار الشحن، الذي اشتعلت النيران في أحد صهاريج الوقود فيه، تم سحبها من جسر القرم إلى مدينة كيرتش.
من جهتها، قالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إنه لم يتم تعليق الملاحة البحرية في مضيق كيرتش بسبب الحريق في الجسر.
وجسر القرم هو الأطول في روسيا ويبلغ طوله 19 كيلومترا. تم تشغيل الجزء الخاص بحركة مرور السيارات فيه في أيار/مايو 2018. وتم إطلاق حركة القطارات عبر الجسر في كانون الأول/ديسمبر 2019.
بوتين يوعز بتشكيل لجنة
وبعد حادث جسر القرم، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر تعليمات بتشكيل لجنة حكومية إثر وقوع الحادث على جسر القرم.
وقال بيسكوف في تصريحات للصحفيين: “فيما يتعلق بحادث جسر القرم، تلقى فلاديمير بوتين تقارير من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ونائب رئيس الوزراء مارات حسنولين، ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف، ووزير النقل فيتالي سافيليف”، إضافة إلى تقارير قادة عسكريين وأمنيين.
وتابع بيسكوف: “أصدر الرئيس تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لمعرفة أسباب ما حدث وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن”، موضحا أن اللجنة ستشمل أيضا رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم، وممثلي الحرس الوطني وجهاز الأمن الفدرالي ووزارة الداخلية.
وذكر بيسكوف أنه بتوجيه من رئيس الدولة، غادر الوزيران سافيلييف وكورينكوف إلى موقع الحادث.
شبه الجزيرة مزودة بمخزون كاف من الوقود والغذاء
أوليج كريوتشكوف، مستشار رئيس جمهورية القرم، قال إن شبه الجزيرة يتم تزويدها بالوقود والغذاء.
وكتب كريوتشكوف في منشور على تلغرام: “يتم تزويد شبه جزيرة القرم بالوقود والطعام”.
إصلاح جسر القرم سيتم بسرعة
بدوره، قال رئيس برلمان جمهورية القرم فلاديمير كونستانتينوف، إنه سيتم بسرعة إصلاح الأضرار التي لحقت بجسر القرم، لأنها ليست جدية.
وكتب كونستانتينوف في قناته على Telegram: “يجري التحقيق بأسباب الحادث، وسيتم إصلاح الأضرار على الفور، لأنها ليست ذات طبيعة جدية. وسيستمر النشاط الحيوي في شبه جزيرة القرم”.
“العمل الإرهابي” بمثابة “إعلان حرب”
نائب رئيس مجلس الدوما، أوليغ موروزوف، أكد أن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، بل “إعلان حرب” بلا قواعد.
وقال موروزف، إن “حرب إرهابية خفية تشن ضدنا. علاوة على ذلك، فإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، إنه إعلان حرب بلا قواعد”.
إعلان حرب بلا قواعد وروسيا سترد حتما
قال أوليغ موروزوف عضو مجلس الدوما الروسي، إن الجانب الأوكراني يتحدث منذ فترة بعيدة عن استهداف جسر القرم، وهذا العمل الإرهابي ضده ليس مجرد تحد، بل إعلان حرب بلا قواعد.
وأضاف موروزوف، الذي يمثل حزب “روسيا الموحدة” في المجلس: “يجري تنفيذ حرب إرهابية غير مقنعة ضدنا. والهجوم الإرهابي على جسر القرم الذي تم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، لم يعد مجرد تحد، بل هو إعلان حرب بلا قواعد”.
وشدد البرلماني، على أن عدم الرد بالشكل المطلوب والمناسب على هذا العمل، سيجعل مثل هذه الحوادث تكرر في الكثير من الأحيان.
وقال: “إذا بقينا صامتين ولم نرد بالشكل الكافي، فستتضاعف هذه الهجمات لاحقا”.
من جانبه، أكد عضو مجلس الاتحاد ألكسندر باشكين، أنه ليس هناك شك في أن مؤسسات القوة الروسية ذات العلاقة وزارة الدفاع وغيرها سترد بشكل كاف وواع وربما غير متماثل على “الضربة الوقحة” على جسر القرم.
وأعرب السيناتور عن ثقته بأن خلف الضربة، يقف ليس فقط أوكرانيا، بل والغرب كذلك.
وقال: “هذا تحد خطير للغاية ليس فقط من جانب أوكرانيا، لأن كييف لا تفعل شيئا دون تعليمات من الغرب وفقط بعد التشاور معه. هذا تحد لنا من جانب الغرب أيضا”.
المصدر: وكالات