أثارت بعض التصريحات لوزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، انزعاجاً من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقا لما ذكرته صحيفة “فاينانشال تايمز” الاثنين.
وأعرب سياسيون أمريكيون عن رأي مفاده أن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، المرشحة الأوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، تسعى إلى اتخاذ “مواقف متشددة، دون التفكير في العواقب”.
وركزت الصحيفة على أن الاجتماع الأول بين وزيرة الخارجية البريطانية ونظيرها الأمريكي، أنتوني بلينكن، في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، فاجأ عددا من مسؤولي البيت الأبيض بنهجها “الوقح والجريء”، حيث تساءلت الوزيرة حينذاك عن الطبيعة الخاصة للعلاقات بين لندن وواشنطن، في ظل عدم وجود اتفاقية التجارة الحرة والنزاعات الجمركية، بينما كانت إدارة بايدن قد ردت، في أبريل، بعدم فهم أحد خطابات تراس، التي دعت فيها الدول الغربية إلى تطوير خطة تشبه “مارشال” لإعادة إعمار أوكرانيا، حيث اعتبرت واشنطن مثل هذه المناشدات المستترة لبايدن غير مناسبة مع طلب زيادة الدعم المالي لكييف، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الرائدة في هذا الأمر.
في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن مكتب تراس يشعر بخيبة أمل على نحو دوري بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد روسيا، مضيفة أن الخلافات الطفيفة بين الطرفين لا يجب أن تؤثر بشكل جذري على طبيعة العلاقات الأمريكية البريطانية.
ولفتت “فاينانشال تايمز” الانتباه إلى حقيقة أن تراس، كجزء من حكومة بوريس جونسون، كانت قد عقدت اجتماعا “دافئا” مع بايدن في البيت الأبيض، ومن المنتظر أن تلتقي تراس بالرئيس الأمريكي في منصبها الجديد، إذا ما تم انتخابها، لأول مرة على هامش الدورة الـ 77 للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، التي ستعقد في الفترة من 20-26 أيلول/سبتمبر المقبل، ومن غير المرجح أن تختلف السياسة الخارجية لبريطانيا في عهد تراس، عنها في عهد بوريس جونسون، مع تركيزها الرئيسي على أوكرانيا ومواجهة الصين، في الوقت الذي سيتم إيلاء اهتمام متزايد للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن من بين التناقضات المحتملة بين لندن وواشنطن في ظل رئاسة وزراء تراس، كما أشارت الصحيفة، هو نهجها الذي لا هوادة فيه بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، الموقع مع بروكسل كجزء من اتفاقية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أعرب عدد من الأعضاء المؤثرين في الحزب الديمقراطي الأمريكي، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، عن قلقهم بشأن عدم رغبة وزيرة الخارجية البريطانية تراس في البحث عن حلول مقبولة بالنسبة للطرفين لضمان السلام في أولستر.
المصدر: روسيا اليوم