“.. قدرات المقاومة قادرة على صد أي عدوان صهيوني.. والمقاومة جاهزة للرد على أي اعتداء صهيوني يطال لبنان..”، كلام واضح وحاسم أطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية له مساء الاحد 14-8-2022 في أجواء ذكرى الانتصار على العدو الاسرائيلي في تموز وآب من العام 2006.
هذا الموقف الجازم من السيد نصر الله يأتي بعد فترة وجيزة من انتهاء العدوان الاسرائيلي الفاشل على قطاع غزة حيث صدت حركة “الجهاد الاسلامي” ومن خلفها فصائل المقاومة الاعتداءات الصهيونية وعطلت أهداف هذه العملية العسكرية التي يبدو أنها عمقت أزمة الوجود التي يعاني منها الكيان المؤقت، ناهيك ان كلام السيد نصر الله يأتي في ظل المناورات الاميركية الاسرائيلية التي يقودها المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة، في محاولة لكسب الوقت والمزيد من الضغط.
كلام السيد نصر الله يتلاقى مع كلام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في مقابلة له على شاشة المنار مساء الاحد 14-8-2022، حيث قال “نحن نعلم طبيعة العدو الاسرائيلي ونقاط ضعفه والتجربة أثبتت ان هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة ونحن نعزز نقاط القوة لدينا”، وأوضح ان “الحرب الذي يقررها هو العدو الاسرائيلي، لذلك عليه الاجابة عن التساؤلات، هل يعطي لبنان حقوقه ام لا؟”، في إشارة الى الأجوبة التي تنتظرها الجهات الرسمية اللبنانية من قبل العدو الاسرائيلي عبر هوكشتاين، ليبنى على الشي مقتضاه من قبل المقاومة خاصة ان الوقت ليس مفتوحا امام العدو، كما سبق ان أعلن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في مسيرة يوم الـ13 عشر من شهر محرم التي نظمها حزب الله في مدينة النبطية الجنوبية.
وانطلاقا من ذلك على العدو ان يفهم ان المقاومة لا تناور في هذا المجال وان عليه التنبه ومن خلفه الادارة الاميركية ان الوقت ليس من مصلحتهم ولا يسعف كيان العدو في سرقة النفط الفلسطيني واللبناني، كما ان تمرير هذا الوقت لن ينفع الصهاينة في البدء باستخراج النفط بينما يُمنع لبنان من ذلك، فالأمر مرهون هنا بحصول لبنان على كامل حقوقه في نفطه ومياهه والاستفادة منها.
وفي أجواء ذكرى الانتصار على نفس العدو الإسرائيلي في العام 2006 ومع قرب ذكرى التحرير الثاني بالانتصار على العدو التكفيري حيث تم تحرير السلسلة الشرقية لجبال لبنان في صيف العام 2017، تؤكد المقاومة اليوم بموقفها الثابت بمواجهة العدو الاسرائيلي انها أحد أهم عناصر القوة التي يمتلكها لبنان في حماية حدوده وحقوقه وصيانة سيادته من أي اعتداء، وهذه المقاومة باقية ركنا اساسيا في المعادلة الثلاثية الحامية للوطن “شعب جيش ومقاومة” التي لا يمكن إلا الاعتماد والاستفادة منها في ظل كل ما يتعرض له لبنان من أزمات هادفة للنيل منه.
يبقى ان على كل من يراهن على مخططات العدو الاسرائيلي للنيل من لبنان ومقاومته ان ييأس، لان هذا العدو نفسه يصاب كل يوم بحالة من الخيبة بسبب تراجع قدراته وسطوته وفشله المتواصل امام المقاومة المقتدرة والمتطورة والتي تبقى يدها هي العليا في مختلف الساحات والمعارك.
المصدر: موقع المنار