نفى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الثلاثاء، ما تم تداوله حول إقلاع طائرات أمريكية دون طيار من أراضي بلاده لمراقبة الجماعات الإرهابية في سرت الليبية.
وأكد الشاهد في حوار مع صحيفة “Le Monde” الفرنسية، على مساندة أوروبا وأمريكا لتونس أمنيا ومساعدتها خلال السنوات الأخيرة، قائلا ”نحن راضون عن مستوى التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، رغم ما يثيره هذا الموضوع من جدل”.
وأشار إلى تلقي تونس معدات وأجهزة متطورة في إطار هذا التعاون الأمني، معربا عن طموحها لتحقيق مزيد التعاون مع أمريكا وأوروبا لحماية أراضيها وحدودها.
وأوضح الشاهد أن بلاده تعيش ديمقراطية ناشئة تتعزز يوميا عبر ضمان الحريات، خاصة حرية الصحافة والتعبير، قائلا ”واجهت تونس إثر الثورة كما كبيرا من المطالب الاجتماعية تم على أساسها فتح باب الانتدابات في الوظيفة العمومية والترفيع في الأجور، الأمر الذي أثقل كاهل الدولة لتجد نفسها أمام مصاعب اقتصادية”.
وأكد رئيس الحكومة التونسية، أن التحدي اليوم هو اقتصادي بحت، والحكومة مطالبة بدفع النمو والتنمية في المناطق الداخلية، مشيرا إلى أن فرنسا شريكة إستراتيجية ويجب أن تلعب دورا مهما في ذلك.
واعتبر أن بلاده بحاجة لايجاد تصور جديد لعلاقتها مع فرنسا، خاصة أنها أصبحت ديمقراطية حقيقية، مؤكدا على أن الالتزام السياسي لفرنسا تجاه تونس يجب أن يتطور إلى مستوى آخر.
وقال الشاهد إن تونس تعتبر استثناء في ما يعرف بالربيع العربي، الأمر الذي يستدعي من شركائها الوقوف إلى جانبها باعتبارها ديمقراطية ناشئة يجب أن تحظى بمكانة إستراتيجية.
وبخصوص مكافحة الفساد، قال الشاهد إن ذلك من أوليات حكومته، معتبرا أن مكافحة الفساد ليست بالشيء الهين، لأن تونس تعاني من “الاقتصاد الموازي”، خاصة في الجنوب وعلى الحدود الليبية، معتبرا أن ملف الاقتصاد الموازي متشعب.
وأضاف أن الحكومة مصرة على القضاء على الاقتصاد الموازي، وهي تعمل على كشف شبكات التهريب، قائلا: “من المؤكد أن هناك أطرافا تقف وراء هذه الشبكات، وأن سقوطها حتمي”.
وتزامنت تصريحات رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد هذه مع زيارة يؤديها إلى فرنسا بدعوة من نظيره مانويل فالس ستتواصل على مدى يومين، بداية من الأربعاء، وهي زيارة إستراتيجية بالأساس.
ويلتقي الشاهد خلال هذه الزيارة كلا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء مانويل فالس، ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون، ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، بالإضافة إلى عدد من أفراد الجالية التونسية، بحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة.
وتعد زيارة رئيس الحكومة التونسية الحالي إلى فرنسا الأولى من نوعها منذ تسلمه السلطة في 29 آب/أغسطس 2016 والثانية من نوعها إلى بلد أجنبي، بعد الجزائر.
المصدر: وكالات