اتخذ وزراء مال دول الاتحاد الاوروبي الثلاثاء خطوة جديدة عبر وضع “لائحة سوداء” اوروبية للملاذات الضريبية. اضعفها البريطانيون الحريصون على الحفاظ على بعض مناطقهم مثل جزر كايمان في الكاريبي.
واعلن وزير المال السلوفاكي بيتر كازمير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد حتى نهاية 2016، اثر اجتماع الوزراء الـ28 في بروكسل “اعطى وزراء مال دول الاتحاد الاوروبي موافقتهم على العملية التي ستؤدي الى وضع لائحة للجهات غير المتعاونة في مجال الضريبة ومعاييرها”.
واكتفى متحدث باسم الحكومة البريطانية بالقول “انها خطوة مهمة باتجاه لائحة سوداء دولية طالبنا بها بالحاح اثناء اجتماعات صندوق النقد الدولي في نيسان/ابريل”.
ورغم الفضائح المتكررة مثل قضية ويكيليكس في نهاية 2015 وقضية وثائق “اوراق بنما” ربيع 2016 اللتين كشفتا للجمهور العريض حيل الشركات المتعددة الجنسية والاثرياء لدفع اقل ما يمكن من الضرائب، فان الاتحاد الاوروبي لا يزال يجد صعوبة في وضع هذه اللائحة المؤمل ان تصدر نهاية 2017.
وبحسب مصدر قريب من المفاوضات فان بريطانيا ومالطا والولايات المتحدة ابدت تحفظات اثناء مناقشة المعايير التي تتيح تحديد الدولة التي توضع على هذه اللائحة.
وحددت المفوضية الاوروبية في 15 ايلول/سبتمبر ثلاثة معايير تتيح تقييم البلد الذي يمكن ادراجه في هذه اللائحة السوداء، وهي انعدام الشفافية وووجود انظمة ضريبية تفاضلية وعدم وجود الضرائب على الشركات. وافاد مصدر قريب من المفاوضات ان البريطانيين خصوصا، يعطلون المعيار الاخير.
وقبل كل شيء، تريد المملكة المتحدة التي اختارت اثر استفتاء 23 حزيران/يونيو الخروج من الاتحاد الاوروبي حماية بعض من اراضيها التي لا تفرض رسوما او تفرض رسوما قليلة على الشركات على غرار الجزر الانكلونورماندية جيرسي وغيرنيسي وبرمودا او جزر كايمان. وللتوصل الى تسوية تم سحب المعيار المثير للجدل، وكلفت مجموعة خبراء تقييم المسالة والعودة اليها لاحقا.
وقال فالديس دومبروفسكي نائب رئيس المفوضية “اتفق الوزراء على المعايير التي تتيح تقييم بلد ثالث يمكن ادراجه في اللائحة السوداء، وهي المرة الاولى التي نتوصل فيها الى مقاربة مشتركة”. واوضح ان هذه الدول “سيتم ابلاغها بحلول نهاية كانون الثاني/يناير”، ما يعني اعطاء مهلة عام لتحديد الدول التي ستدرج في هذه اللائحة المتوقعة نهاية 2017.
لكن منظمة اوكسفام اعتبرت ان “الغموض والمعايير غير الكافية لن تتيح انهاء عصر الملاذات الضريبية”. وقالت مانون اوبري المتحدثة باسم اوكسفام فرنسا “لقد اضاع الاتحاد الاوروبي فرصة احراز تقدم حقيقي في التصدي للتهرب الضريبي. باختياره للائحته السوداء للملاذات الضريبية المرتقبة والمثيرة للجدل، معايير غير موضوعية وغير كافية”. واضافت انه لتكون اللائحة السوداء ناجعة “لا بد من ان تشمل الاجراءات اوالامتيازات الضريبية”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية