أربعة أيام عصيبة مرّت على كيان الاحتلال. أربعةٌ من الاستنفار العسكري وحظر التجول لمستوطني غلاف غزة لن تنتهي أو تحسم مآلاتها إلا بقرار من حركة الجهاد الإسلامي، التي اعتقل أحد قيادييها في جنين بسام السعدي وزوج ابنته أشرف الجدع بطريقة وحشية.
القرار لا تزال ماهيته مجهولة حتى اللحظة، بالرغم من سعي العدو إلى التهدئة، عبر الوسيط المصري، على وجه الخصوص على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة. في المقابل، قالت الجهاد كلمتها للوسطاء، الذين “يواصلون مساعي التهدئة حتى الساعة”، بحسب ما أكد ممثل الحركة في لبنان إحسان عطايا لموقع المنار. موقف حاسم مفاده، بحسب عطايا، عدم السكوت عن ما جرى، خصوصاً لما يجسده اعتقال السعدي بالنسبة للجهاد، وهو أحد أهم قيادييها في جنين والضفة. وحول ما إذا كان عدم حدوث الرد المرتقب حتى الآن، يعكس استجابة للوساطة مقابل شروط ما، يوضح عطايا أنه لا تراجع عن تأديب العدو، وأن “التهدئة المقرونة بشروط معينة لم تعلنها الحركة ولكن أرسلتها عبر الوسيط المصري وعلى رأسها ملف أسرى الجهاد في السجون ومنهم القيادي السعدي والعواودة، هذه التهدئة في حال حدوثها، ستقتصر على الجبهة الجنوبية، ولن تشمل الداخل الفلسطيني. كلام عطايا يتقاطع مع بيان سرايا القدس الذي صدر عقب اعتقال السعدي ومفاده “اعلان رفع الجاهزية لدى مجاهديها، والوحدات القتالية العاملة”، وهو ما يرفع من احتمال تعزيز نشاط الفصائل المقاومة في الداخل، من خلال تكثيف العمليات، أو المواجهات مع العدو. والجدير ذكره هنا أن العدو أراد باعتقال السعدي، الذي وبحسب تصريح أحد مسؤوليه للإذاعة العامة الاسرائيلية “يشكل شخصية محورية في الجهاد الإسلامي”، وهو ما يثبت خطورة هذا القائد بالنسبة للاحتلال، لجهة قيادته الفاعلة لكتيبة جنين، أراد توجيه ضربة للأخيرة التي لعبت دوراً كبيراً في صدّ التوغل الاسرائيلي داخل المخيم، وباتت تشكل قلقاً أمنياً للعدو.
لكن هذا لا يلغي حتى الآن احتمال الرد من قطاع غزة، خصوصاً أن العدو لم يقم بالاستجابة حتى الآن لأي من المطالب في ما يتعلق بوضع الأسرى، اكتفى فقط بنشر صور للسعدي ليقول “إنه على ما يرام”، بعد تخوف من اصابته بجروح بليغة أثناء اعتقاله. بل وعلى الرغم من ذلك أعلنت محكمة عوفر تمديد اعتقاله لمدة ثمانية أيام، “بحجة التحقيق” مما يشير إلى استبعاد احتمال الافراج عنه حالياً. وهو ما تؤكده أوساط الجهاد داخل القطاع، مشيرة إلى أنها لم تعطي حتى الآن ضمانات للوسيط المصري بعدم الرد، وهو ما وصل للعدو الذي “يخفض رأسه من أجل توقّي هجوم من جانب الجهاد الإسلامي”، بحسب المعلّق الإسرائيلي في “القناة الـ13” أور هيلر، وهو ما يتقاطع مع تصريح المراسل العسكري لإذاعة قوات الاحتلال بأن هناك “استنفاراً غير عادي في منطقة غلاف غزة، على نحوٍ لم نشهد مثله منذ عملية حارس الأسوار”.
وهنا لا بد من الإشارة إلى ما يؤكده خبراء عن أن “التقديرات الإسرائيلية تقول إن الحركة وعناصرها خارج المعادلات الإقليمية والداخلية والحسابات السياسية التي يمكن أن تمنعها من تنفيذ تهديداتها”.
المصدر: موقع المنار