الأشياء اللامعة تفتن العديد من الأطفال، كما أن العديد من البالغين يعانون من نفس الهوس. في الواقع، فإن المواد اللامعة في العالم جذبت البشر منذ آلاف السنين. نعم، الآن أنت تفكر في ذلك إنها الذهب والفضة. لكن ما هو السر وراء كل هذا الاهتمام من قِبل البشر حول منح القيمة العالية للذهب والفضة ؟
أي مادة طبيعية ليس لها أي قيمة كامنة إلا إذا منحها البشر هذه القيمة. المقصود هنا الذهب والفضة، اللذان يعتبران ذوي قيمة عالية -منذ آلاف السنين- لأن البشر هم من قرروا أن يكون الذهب والفضة غاليين. إذا تحدثنا عن “القيمة” فمن المنطقي أن يتحول هذا النقاش إلى إنشاء العملة.
بمجرد بدأ تشكيل المجتمعات البشرية قديماً، فقد انتشرت التجارة بشكل واسع، وكان لابد من تطوير شكلاً من أشكال العملة الموحدة. في البداية كان يتاجر الناس بأسلوب المقايضة، لكن مع مزيد من التطور المجتمعي أصبح هناك حاجة إلى التنظيم.
في هذه النقطة اكتشف البشر بالفعل المعادن بأنواعها المختلفة، وكانت المعادن خياراً واضحاً على أن تصبح عملة، لأنها قابلة للتعديل والتنقية والتلاعب بها.
عندما ننظر إلى جميع العناصر يمكن للمرء أن يرفض على الفور كل من السائل والغاز بأن يمثل العملة، لأنهما ببساطة مواد غير عملية. وعند النظر للمعادن، فإنه سيتم استثناء المواد شديدة التفاعل، أو حتى التي تتأثر بالنار أو الماء أو الهواء، وبعض العناصر الأخرى هي مشعة وصعبة الاستخراج.
في هذا الوقت ركز البشر على المعادن النبيلة، وكثير منها كان يُعتبر من المعادن الثمينة. الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتين والروديوم، إيريديوم، الروثينيوم والأوزميوم، كانت معظمها نادرة جداً، مع ذلك، كان لابد من جعل النقود صغيرة جداً لتكون قادرة لتكون بمثابة العملة الرئيسية.
هنا كان يوجد عنصرين يتناسبا مع جميع الشروط، وهما الذهب والفضة، وكما ذكرنا فإن هذه المواد قابلة للانصهار لكنه ليس من المستحيل العثور عليها، كما أنه ليس لها ردة فعل تقريباً، لذلك فهي لا تصدأ أو تنفجر عندما تتعرض لمواد مختلفة.
كان الملك هنا هو الذهب، نظراً لأن الفضلة لديه ميول للتشوه، كما أن الذهب لم تشوبه شائبة ولم يتغير منذ آلاف السنين. لذلك فمن المنطقي أن نجد بأن الذهب هو صاحب القيمة الأعلى من بين العناصر ال118 في الجدول الدوري.
التفسير هنا كان عن لماذا الذهب والفضة تم اختيارهما كأفضل عنصرين لتشكيل العملة بالنسبة لكثير من الثقافات في جميع أنحاء العالم. على الرغم من الانتقال إلى العملة الورقية في معظم أنحاء العالم، إلا أن الاقتصاد العالمي مرتبط بمعيار الذهب، الذي أصبح العمود الفقري للتجارة والاقتصاد في العالم.
في وقت ما من الماضي كانت قيمة الفضة تقريباً مثل الذهب، وكان يعني أنه يمكن مبادلة قدر معين من الفضلة بكمية معينة من الذهب. الأمر الذي أدى إلى جعل منقبي الفضة يطمعون أكثر، وأصبحوا يسعون إلى اكتشاف مناجم جديدة للفضة، مما جعل قيمة العملة تتقلص بشكل سريع جداً.
وفقاً لما جاء في موقع فوربس، فإنه كمعيار للقيمة كان كل من الذهب والفضة متطابقان تقريباً، وكان هذا الأمر شائعا حتى في القرن ال18 وال19. في عام 1870، عندما انفصلت قيمة الفضة عن الذهب لأول مرة منذ آلاف السنين، أصبحت الحكومات غير قادرة على التعامل بالفضة.
شهدت القرون الماضية تحولاً في معيار الذهب والفضة، وذلك لأنها في جوهرها تعتمد على كم من هذه المعادن الثمينة يمكن في الواقع استخراجها من الأرض. الذهب يلعب دورا رئيسيا في الاقتصاد العالمي، لكن قيمته غير مستقرة بحيث يظل الأمر خطيراً في ربطه بالاقتصاد. وعلى الرغم من كون الذهب جميلا ولامعا، ومن بين أفضل العناصر الأخرى، إلا أنه عندما يتعلق الأمر باستخدامه كعملة قد يكون ليس أساساً موثوق بما فيه الكفاية لأنظمة العملات العالمية.
المصدر: مواقع