أثارت سلسلة الهزات الأرضية التي ضربت إيطاليا مؤخرا تعليقات غريبة في مناسبتين، في الأولى جيرت لدافع سياسي وفي الثانية ديني. وتكرر مثل هذا الموقف من “غضب الطبيعة” في مناسبات أخرى.
التفسير الغريب الأولى للهزات الأرضية الإيطالية، جاء على لسان نائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” “أيوب القرا” نهاية أكتوبر الماضي، حيث أكد القرا خلال زيارة للفاتيكان أنه “على يقين بأن الهزة الارضية التي وقعت سببها قرار اليونيسكو حول نفي العلاقة بين الشعب اليهودي ومقدساته في القدس”، في إشارة إلى قرار منظمة اليونيسكو والقاضي بأن “المسجد الأقصى في القدس تراث إسلامي خالص”.
إلا أن وزارة الخارجية “الإسرائيلي” سرعان ما تداركت الأمر، وأعلنت أنها لا تشاطر المسؤول “الإسرائيلي” تصريحاته هذه، واصفة إياها بأنها غير لائقة وما كان يجب أن تقال أصلا، واعتذر بهذا الشأن المتحدث باسمها عمانوئيل نخشون قائلا: “نائب الوزير اعتذر عن هذه الأقوال ونحن ننضم إلى هذا الاعتذار”.
وما أن طويت صفحة هذا التصريح الذي حمّل الهزات الأرضية في إيطاليا ما لا تحتمل، أعلن قس إيطالي بأن الهزات الأرضية التي شهدتها بلاده هي “عقاب إلهي” بسبب بعض قرارات الكنيسة.
وفي هذه المرة، رد الفاتيكان على لسان أحد مسؤوليه، عادا التصريح إهانة للمؤمنين وللملحدين، واستعارة لصورة الإله المنتقم، “تصورا وثنيا” يعود إلى حقبة “ما قبل المسيحية”.
إلا أن الرد لم يقنع القس جيوفاني كافالكولي، عالم اللاهوت المعروف بمواقفه المتشددة، إذ أصر على موقفه في تصريح إذاعي آخر، بل ودعا الفاتيكان إلى إعادة النظر في تعاليمه الدينية.
ولم يقتصر هذا الأمر على إيطاليا بطبيعة الحال، حيث علّق رشيد نافع، وهو داعية مغربي مقيم في هولاندا، على الزلزال الذي ضرب المتوسط بداية العام الجاري وطال قسما من مدينة الحسيمة الساحلية بالقول “إن الذنوب سبب الزلازل”، مشيرا إلى أن ذنوب المتأخرين تفوق ذنوب الأولين، مضيفا ” فما نقول في زمن فاضت فيه كبائر الذنوب حتى صارت تمشي في الطرقات، وتملأ الأسواق، وتتجول في كل المرافق والمؤسسات”.
وانضم إلى هذا الداعية المغربي، آخر مقيم في هولندا هو طارق بن علي، حيث قال عن الزلزال الذي شهده شمال المغرب إنه “رسالة من الله لعباده كي يتوبوا إليه”، ناعتا بالجهل من يعزو الزلزال إلى الطبيعة.
وحين ضرب زلزال عنيف ولاية الأصنام في الجزائر عام 1980، مخلفا خسائر بشرية ومادية فادحة، نصح معمر القذافي القيادة الجزائرية بتغيير اسم الولاية.
تصادف لاحقا أن غيرت السلطات الجزائرية بالفعل اسم المنطقة وباتت تعرف بولاية الشلف، ولم تشهد منذ ذلك التاريخ أية هزات أرضية، باستثناء زلزال عنيف ضرب عام 2003 ولاية بومرداس، جارتها الواقعة إلى الغرب منها لمسافة 220 كيلو مترا. فهل تصالحت المنطقة مع اسمها الجديد، وهدأت الحمم في أعماق سواحلها؟